لبنان – السابعة الإخبارية
راغب علامة .. في مشهد جديد يعكس تعقيدات الفضاء الرقمي وما يرافقه من حملات تشويه وتشويش، أعلن المكتب الإعلامي للفنان اللبناني راغب علامة عن اتخاذه إجراءات قانونية صارمة بحق كل من أساء إليه عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وجاء القرار بعد موجة من التعليقات المسيئة التي استهدفت شخصه ومسيرته الفنية، في حملة اعتبرها متابعون محاولة منظمة للنيل من مكانته.

بيان حازم: لا تسامح مع التجاوزات
البيان الصادر عن مكتب علامة الإعلامي شدد على أن “هذه الإهانات غير اللائقة لن تمر مرور الكرام”، مؤكدًا أن اللجوء إلى القضاء بات الخيار الوحيد أمام هذا النوع من الحملات. وأوضح البيان أن راغب علامة، الذي شكّل طوال مسيرته مثالاً للفنان الملتزم والمحترم لجمهوره وزملائه، واجه تجاوزات لفظية لا تمت بصلة لرسالته الفنية أو الإنسانية.
وأكد المكتب أن الفنان سيعتمد المسار القانوني لحماية حقوقه، في خطوة وُصفت بأنها ضرورية للحد من الإفلات من العقاب في الفضاء الإلكتروني، حيث يتخفّى كثيرون خلف الشاشات لإطلاق الشتائم والإساءات.
دعم واسع من الجمهور
تزامن البيان مع موجة كبيرة من الدعم لراغب علامة، حيث عبّر آلاف المتابعين عن تضامنهم معه عبر التعليقات، مؤكدين أن صوته وأغنياته تمثل وجدان الناس منذ ثمانينيات القرن الماضي، وأن نجاحاته المستمرة جعلت منه رمزًا عربيًا يرفض الاستسلام أمام أي حملة تشويه.
الكثير من المحبين أعادوا التذكير بمحطات مضيئة في مسيرته، منها أغنياته الشهيرة التي شكلت جزءًا من الذاكرة العربية مثل “قلبي عشقها” و”نسيني الدنيا”، فضلاً عن مشاركته في برامج جماهيرية مثل “آراب آيدول” و”ذا إكس فاكتور”، التي أكدت قربه من مختلف الأجيال.

قضية تتجاوز الأفراد
ويرى خبراء أن قضية راغب علامة تسلط الضوء على معضلة أوسع يعيشها الوسط الفني والمجتمعي، حيث باتت مواقع التواصل منصات مزدوجة، تجمع بين التقدير والدعم من جهة، وتفتح الباب واسعًا أمام حملات التشويه والكراهية من جهة أخرى.
ويشير المتابعون إلى أن العديد من الفنانين والمشاهير في العالم العربي تعرضوا خلال السنوات الأخيرة لحملات مشابهة، ما يجعل من قضية راغب علامة نموذجًا لضرورة فرض قوانين أكثر صرامة تجرّم خطاب الكراهية الإلكتروني وتحد من انتشاره.
الفن أقوى من التشويش
ورغم هذه الأزمة، يبدو أن راغب علامة مصمم على المضي قدمًا في مسيرته. إذ يواصل التحضير لسلسلة من الحفلات الغنائية والمشاريع الفنية التي سيعلن عنها قريبًا، مؤكدًا أن “الفن الحقيقي لا تهزه الحملات المصطنعة”.
المراقبون يرون أن رد الفنان عبر الطرق القانونية بدل الانجرار إلى سجالات رقمية، يعكس نضجًا ووعيًا بكيفية مواجهة مثل هذه الحملات، إذ يفضّل أن يتحدث صوته وفنه عنه، بينما يتولى القانون مهمة التصدي للمسيئين.
الفنانون والإساءة الإلكترونية: معركة مفتوحة
قضية راغب علامة ليست استثناءً، بل تعكس صراعًا مستمرًا بين الفنانين والإساءات الإلكترونية التي باتت تأخذ أشكالًا أكثر حدة وتنظيماً. فبينما تتيح مواقع التواصل فرصة للتقارب مع الجمهور، إلا أنها في الوقت نفسه تتحول أحيانًا إلى ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات وإطلاق الشائعات.
ويرى مختصون في الإعلام الرقمي أن المشاهير العرب بحاجة إلى فرق قانونية وتقنية متخصصة لمراقبة الحملات الموجهة، والرد عليها بالطرق الرسمية. ويضيف هؤلاء أن “الردع القانوني” هو الوسيلة الأنجع لتقليل هذه الظاهرة، مع التأكيد على أهمية التثقيف المجتمعي حول مخاطر خطاب الكراهية.
رمز عربي ثابت الحضور
منذ بداياته في ثمانينيات القرن الماضي، قدّم راغب علامة مسيرة حافلة بالأغاني التي تجاوزت حدود لبنان لتصل إلى كل بيت عربي، وشارك في عشرات المهرجانات الدولية والعربية. ومع مرور السنوات، لم يقتصر حضوره على الغناء فقط، بل بات رمزًا فنيًا واجتماعيًا حاضرًا في القضايا الإنسانية، من حملات التبرع والدعم الخيري إلى مشاركته في المبادرات التوعوية.
هذا الرصيد الكبير جعل من أي حملة تستهدفه محل رفض واسع، إذ يرى جمهوره أن الإساءة له ليست إلا محاولة عبثية لنيل من رمز ارتبط اسمه بالنجاح والالتزام.
إعلان راغب علامة اتخاذه إجراءات قانونية ضد المسيئين يعكس مرحلة جديدة في التعامل مع ظاهرة التنمر الإلكتروني، ويؤكد أن النجوم والمشاهير لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام محاولات التشويه.
وبينما يستعد الفنان لمواصلة مسيرته الفنية الزاخرة، تبقى رسالته واضحة: الفن سيبقى الأقوى، والكرامة الإنسانية خط أحمر لا يمكن المساس به.
