لبنان – السابعة الإخبارية
عبير الصغير.. في خطوة مفاجئة ومميزة، أعلنت قناة سبيستون للأطفال عن تعاونها مع الشيف وصانعة المحتوى اللبنانية عبير الصغير، لتقديم عمل جديد يجمع بين فن الطهي وعالم الرسوم المتحركة، وهو مشروع وُصف بأنه الأول من نوعه في العالم العربي من حيث المزج بين الترفيه الغذائي والمحتوى الكرتوني الموجّه للصغار.
عبير تتحول إلى شخصية كرتونية
القناة كشفت عبر حسابها الرسمي على منصة “إنستغرام” عن البوستر الترويجي الأول للعمل المرتقب، والذي حمل عنوان “عبير والصغير”. وظهرت عبير في هيئة بطلة كرتونية مبتسمة تحمل أدوات المطبخ، إلى جانب قطة صغيرة ينتظر أن تكون شريكتها في سلسلة من المغامرات الطريفة.
وعلّقت القناة على الإعلان بعبارة مؤثرة: “من وصفات مطبخها الدافئ إلى عجائب عالم الرسوم المتحركة”، في إشارة إلى الرحلة التي ستخوضها عبير في عالم سبيستون الشهير، حيث تجتمع الخيالات الطفولية مع شغف الطهي وإبداع الوصفات.

حلم الطفولة يتحقق
من جهتها، عبّرت عبير الصغير عن سعادتها الغامرة بهذه التجربة، مؤكدة عبر خاصية القصص القصيرة على إنستغرام: “بحكي لعبيرالصغيرة اللي كانت تتابع كل مسلسلات سبيستون، إنها اليوم بطلة على تلك الشاشات”.
هذه الكلمات لاقت تفاعلًا واسعًا من جمهورها، خاصة أنها سلطت الضوء على رحلة الطفولة والأحلام التي تتجسد اليوم على أرض الواقع. كثير من المتابعين وصفوا المشروع بأنه “حلم جيل كامل” يتابع محتوى الطهي الحديث جنبًا إلى جنب مع ذكريات الرسوم المتحركة.
مشروع يثير الفضول
حتى الآن، لم تكشف القناة سوى عن الخطوط العريضة للعمل، تاركة مساحة واسعة من الفضول لدى المشاهدين، سواء كانوا من الأطفال الذين اعتادوا على متابعة شخصيات سبيستون، أو من جمهور عبير الصغير الذي يتجاوز الملايين على مختلف المنصات.
ويرجّح أن تجمع الحلقات بين قصص تعليمية عن المطبخ، ونصائح غذائية للأطفال، ورسائل تربوية مغلفة بروح الدعابة والخيال. ومن المنتظر أيضًا أن تحمل شخصية القطة المرافقة لعبير بُعدًا قصصيًا يثري المغامرات ويمنحها طابعًا طفوليًا محببًا.
سبيستون وتجديد هويتها
منذ تأسيسها مطلع الألفية، عُرفت قناة سبيستون بأنها منبر الطفولة العربية، حيث قدمت مزيجًا من الأعمال الكرتونية العالمية المعربة والبرامج التعليمية التي رسخت في ذاكرة أجيال كاملة.
ومع دخولها هذه التجربة الجديدة، يبدو أن القناة تسعى إلى إعادة صياغة هويتها بما يتناسب مع تغير أنماط التلقي لدى جيل زد وألفا، الذين يتفاعلون مع المحتوى عبر المنصات الرقمية بقدر ما يتابعونه عبر التلفزيون التقليدي.
المشروع أيضًا ينسجم مع توجه القناة الدائم إلى الجمع بين التعليم والترفيه، حيث يُتوقع أن تحمل الحلقات رسائل حول أهمية الأكل الصحي، وتنمية الخيال، وتشجيع الأطفال على المساعدة في المطبخ، بطريقة آمنة وبسيطة.

عبير الصغير: من المطبخ إلى النجومية
تُعرف الشيف اللبنانية عبير الصغير، البالغة من العمر 26 عامًا، بأنها واحدة من أبرز صنّاع المحتوى في مجال الطهي بالمنطقة العربية. وقد استطاعت خلال سنوات قليلة أن تحجز لنفسها مكانة بارزة بفضل أسلوبها المرح والعصري، وقدرتها على تقديم المأكولات العربية والعالمية بلمسة شبابية قريبة من الأجيال الجديدة.
تملك عبير اليوم قناة على يوتيوب تتخطى مشاهداتها حاجز 1.5 مليار مشاهدة، إلى جانب ملايين المتابعين على “إنستغرام” و”تيك توك”. كما نالت في 2024 جائزة Joy Award كأفضل مؤثرة في مجال الطهي.
هذا النجاح الرقمي جعل منها شخصية مثالية لقيادة مشروع يجمع بين التأثير الرقمي والتلفزيوني، ويوصل رسائلها إلى شريحة أوسع من الأطفال والأسر.
بين الطهي والإبداع البصري
اختيار عبير للتعاون مع سبيستون يفتح الباب أمام محتوى جديد يُعيد تعريف برامج الطهي للأطفال. فبدلًا من اقتصارها على وصفات أو نصائح مباشرة، سيأتي المشروع في إطار مغامرات قصصية كرتونية، ما يمنح التجربة قيمة إضافية ويجعلها أكثر جذبًا للأطفال الذين يتعلمون عبر الترفيه.
كما أن دمج شخصية حقيقية ناجحة مثل عبير مع نسخة كرتونية منها، يتيح للأطفال فرصة التواصل مع قدوة معاصرة تجسد القيم العائلية والإبداعية، وتثبت أن النجاح يمكن أن يكون ثمرة الشغف والاجتهاد.
تفاعل الجماهير وانتظار التفاصيل
ردود الفعل الأولى على الإعلان كانت إيجابية للغاية، إذ اعتبر كثيرون أن هذا المشروع يفتح أفقًا جديدًا للتعاون بين صنّاع المحتوى والمنصات الإعلامية التقليدية. كما رآه آخرون خطوة مبتكرة لتجديد روح سبيستون، التي لا تزال تحمل مكانة خاصة في وجدان المشاهد العربي.
الجميع الآن بانتظار الكشف عن تفاصيل أكثر، مثل موعد عرض الحلقات، وعددها، وطبيعة المغامرات التي ستخوضها عبير مع قطتها الصغيرة في عالم سبيستون الساحر.
هذا التعاون بين سبيستون وعبير الصغير ليس مجرد مشروع تلفزيوني جديد، بل هو جسر يربط بين الماضي والذكريات من جهة، والحاضر الرقمي والإبداع العصري من جهة أخرى.
إنه لقاء بين قناة صنعت طفولة ملايين الأطفال العرب، وصانعة محتوى شابة أعادت تعريف الطهي كفن وحكاية ممتعة. ومع انطلاق “عبير والصغير”، يبدو أن سبيستون تمضي بخطى واثقة نحو كتابة فصل جديد من تاريخها، يلبي تطلعات الأجيال الصاعدة ويعيد إشعال وهج الخيال في قلوبهم.
