العراق – السابعة الإخبارية
النفط.. أكد رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني أن العراق يمتلك احتياطيات نفطية ضخمة تكفي لتغذية الأسواق العالمية لما يزيد على 120 عاماً في أقل التقديرات، مشدداً على أن بلاده ستواصل لعب دور محوري في تزويد العالم بالطاقة، في ظل التحديات المتصاعدة التي تواجه سوق النفط والغاز.
التزام بالتوازن بين المنتجين والمستهلكين
جاءت تصريحات السوداني خلال افتتاحه فعاليات منتدى بغداد الدولي الأول للطاقة 2025، حيث أوضح أن العراق ملتزم بالحفاظ على التوازن العادل بين حقوق المنتجين والمستهلكين، رغم أن حصته التصديرية الحالية “لا تتناسب مع حجم الاحتياطي النفطي والقدرة الإنتاجية وعدد السكان”.
وأضاف أن الحكومة العراقية تعمل على توسيع قاعدة الإنتاج والاستثمار بما يضمن تحقيق العدالة بين مصالح الشعب العراقي واحتياجات السوق العالمية، مؤكداً أن العراق ليس مجرد دولة مصدّرة للخام، بل يسعى إلى بناء صناعة طاقة متكاملة.

دعوة مفتوحة للاستثمار
في كلمته، جدد السوداني دعوته للشركات العالمية الراغبة في الاستثمار في قطاعي النفط والغاز، مؤكداً أن العراق سيمنح إجراءات تفضيلية للشركات الكبرى التي ترغب في الدخول إلى السوق العراقية، وذلك وفق ما يخدم “المصالح العليا للدولة”.
وأشار إلى أن العراق بات مستعداً لاحتضان مشاريع متكاملة في قطاع الطاقة، بحيث لا يقتصر الاستثمار على استخراج النفط أو الغاز، بل يتضمن أيضًا إنتاج الطاقة الكهربائية، وزيادة قدرات التصفية والتكرير، واستثمار الغاز المصاحب، فضلاً عن الصناعات الكيمياوية المرتبطة بالخامات المنتجة.
رؤية شاملة لقطاع الطاقة
السوداني شدد على أن الحكومة العراقية تطرح مشاريع استراتيجية متكاملة تستهدف:
• استثمار الحقول النفطية والغازية بكفاءة أعلى.
• تعزيز إنتاج الطاقة الكهربائية وربطها بالصناعات النفطية.
• تطوير البنية التحتية للتكرير والتصفية.
• إنشاء صناعات كيمياوية متقدمة تعتمد على الموارد المحلية.
هذه الرؤية، بحسب السوداني، تهدف إلى تقليل اعتماد العراق على استيراد المنتجات النفطية، وتحقيق قيمة مضافة أكبر من ثرواته الطبيعية، بما يساهم في تنويع الاقتصاد الوطني وتقليل الفجوة بين الصادرات والواردات.

مشاركة دولية واسعة
المنتدى، الذي تستضيفه بغداد هذا العام للمرة الأولى، يشكل منصة استراتيجية للتواصل بين العراق والمجتمع الدولي في ملف الطاقة. ووفقاً لوكالة الأنباء العراقية “واع”، فقد شارك في المنتدى وزراء طاقة من دول عربية وإقليمية مؤثرة هي: مصر، الأردن، قطر، إيران، تركيا، وليبيا.
كما حضر قادة بارزون من منظمات دولية مثل منظمة أوبك ومنتدى الدول المصدّرة للغاز، إلى جانب ممثلين عن مؤسسات وطنية عراقية متخصصة في قطاع الطاقة، فضلاً عن حضور قوي لعدد من كبرى الشركات العالمية العاملة في مجالات النفط والغاز والطاقة المتجددة.
العراق بين التحديات والفرص
يرى مراقبون أن تصريحات السوداني تحمل رسالة مزدوجة:
• الأولى للأسواق العالمية، بأن العراق سيظل شريكاً موثوقاً في تلبية الطلب العالمي على الطاقة لعقود طويلة.
• والثانية للمستثمرين الدوليين، بأن بغداد جادة في فتح أبوابها للاستثمار وتقديم تسهيلات واسعة، شرط أن تكون المشاريع متكاملة وتخدم الاقتصاد الوطني على المدى الطويل.
لكن التحديات ما زالت قائمة، إذ يحتاج العراق إلى تطوير بنيته التحتية للطاقة، وإيجاد حلول لمشكلات الهدر في الغاز المصاحب، وتعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة لمواكبة التحولات العالمية في مجال الطاقة النظيفة.
ملتقى لتعزيز الشراكات
المنتدى الدولي للطاقة في بغداد لا يقتصر على كونه حدثاً بروتوكولياً، بل يمثل محطة مهمة للباحثين عن فرص استثمارية حقيقية في السوق العراقية. كما أنه يفتح المجال أمام شراكات استراتيجية طويلة الأمد بين العراق والدول والشركات الكبرى، ما قد يسهم في تحويل البلاد إلى مركز إقليمي للطاقة، خاصة مع موقعها الجغرافي الحيوي واحتياطاتها الوفيرة.
من خلال كلمته في المنتدى، رسم السوداني ملامح استراتيجية طموحة لقطاع الطاقة في العراق، تقوم على استغلال الثروة النفطية والغازية بشكل متكامل، وتحويلها إلى مشاريع صناعية وتنموية مستدامة. وبينما تبقى التحديات كبيرة، فإن الحضور الدولي الواسع في المنتدى يعكس ثقة متزايدة بقدرة العراق على أن يكون لاعبًا رئيسيًا في سوق الطاقة العالمي خلال العقود المقبلة.

من خلال كلمته في المنتدى، رسم السوداني ملامح استراتيجية طموحة لقطاع الطاقة في العراق، تقوم على استغلال الثروة النفطية والغازية بشكل متكامل، وتحويلها إلى مشاريع صناعية وتنموية مستدامة. وبينما تبقى التحديات كبيرة، فإن الحضور الدولي الواسع في المنتدى يعكس ثقة متزايدة بقدرة العراق على أن يكون لاعبًا رئيسيًا في سوق الطاقة العالمي خلال العقود المقبلة.