أمريكا – السابعة الإخبارية
شهد تطبيق المراسلة الفورية واتساب التابع لشركة “ميتا”، اليوم الاثنين 8 سبتمبر 2025، عطلًا واسع النطاق تسبب في انقطاع الخدمة بشكل شبه كامل لدى مئات الآلاف من المستخدمين حول العالم، وأدى إلى صعوبة الوصول إلى التطبيق وموقعه الرسمي وحتى نسخة الواتساب ويب.

بلاغات متزايدة تكشف حجم الأزمة
وفقًا لبيانات موقع “Downdetector” المتخصص في رصد الأعطال التقنية، ارتفع منحنى البلاغات بشكل ملحوظ خلال أقل من ساعة واحدة، ليصل إلى نحو 290 بلاغًا في دقائق معدودة، في مؤشر واضح على أن الخلل شمل مناطق متعددة في وقت واحد.
وجاءت البلاغات متباينة من حيث طبيعة الأعطال:
54% من المستخدمين أكدوا وجود مشكلات مرتبطة بالاتصال بخوادم واتساب.
24% واجهوا صعوبة في الوصول إلى الموقع الإلكتروني الرسمي للتطبيق.
22% أشاروا إلى أعطال مباشرة داخل التطبيق نفسه على الهواتف الذكية.
هذا التوزيع يوضح أن العطل لم يكن محصورًا في نطاق واحد، بل أثر على أكثر من خدمة أساسية يقدمها واتساب.
تعطل واتساب ويب يزيد معاناة المستخدمين
من أبرز مظاهر الخلل اليوم هو توقف الواتساب ويب، الذي يعتمد عليه ملايين المستخدمين في أعمالهم اليومية عبر الحواسيب. وأفاد عدد كبير من المستخدمين بفشل محاولاتهم لربط حساباتهم عن طريق مسح رمز الاستجابة السريع (QR code)، حيث تظهر لهم رسالة الخطأ التالية:
“Couldn’t link device – Try again later”.
هذا الخلل أربك بشكل خاص شريحة واسعة من الموظفين والشركات الصغيرة التي تعتمد على الواتساب كأداة رئيسية للتواصل مع العملاء أو لإدارة فرق العمل عن بُعد.
ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي
مع بداية انتشار العطل، لجأ كثير من المستخدمين إلى منصات بديلة مثل تويتر (X) وتيليغرام للتعبير عن غضبهم واستيائهم، حيث تصدر وسم #WhatsAppDown قائمة الأكثر تداولًا عالميًا خلال ساعات قليلة.
وعبر العديد من المغردين عن إحباطهم من تكرار هذه الأعطال، بينما تعامل آخرون مع الموقف بروح ساخرة من خلال نشر صور وتعليقات كوميدية عن توقف الحياة الاجتماعية والمهنية بسبب توقف التطبيق.
العطل ليس الأول في تاريخ الواتساب
هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الواتساب لانقطاعات مفاجئة، إذ شهد التطبيق في السنوات الأخيرة عدة أعطال أثرت على الخدمة لساعات، كان أبرزها الانقطاع الكبير في أكتوبر 2021، حين توقفت تطبيقات “ميتا” كافة (فيسبوك، إنستغرام، الواتساب) بشكل مفاجئ.
لكن ما يميز عطل اليوم هو حجم الشكاوى المتزامنة خلال فترة زمنية قصيرة، الأمر الذي جعل أثره واسعًا وملحوظًا في مختلف دول العالم.
انعكاسات مهنية واجتماعية
بما أن الواتساب يمثل أداة أساسية للتواصل الشخصي والعملي على حد سواء، فإن أي خلل في خدماته يترك أثرًا مباشرًا على حياة المستخدمين. كثير من الموظفين أكدوا أن انقطاع اليوم أعاق اجتماعات عمل مهمة وأخر إنجاز بعض المهام المرتبطة بالعمل عن بُعد، بينما أشار آخرون إلى أنهم اضطروا للانتقال بسرعة إلى تطبيقات بديلة مثل تيليغرام وسيغنال لمواصلة أعمالهم.
على المستوى الاجتماعي، اعتبر البعض أن العطل أربك تواصلهم مع أفراد العائلة والأصدقاء، خصوصًا في الدول التي يعتمد فيها الناس على الواتساب كوسيلة أساسية تقريبًا للتواصل.
تزامن غريب مع إعلان من OpenAI
اللافت أن العطل جاء في نفس اليوم الذي أعلنت فيه شركة OpenAI عن إطلاق أول فيلم رسوم متحركة من إنتاجها المباشر بعنوان “Critterz”، والمقرر طرحه في دور السينما العالمية العام المقبل. ورغم أن الخبر لا علاقة له تقنيًا بالخلل الذي أصاب الواتساب، إلا أن التزامن لفت أنظار الكثيرين على المنصات الاجتماعية، ما أضاف طابعًا من الطرافة والسخرية إلى النقاشات.
ما بعد العطل.. انتظار توضيح رسمي
حتى الآن لم تصدر شركة “ميتا” المالكة لتطبيق الواتساب بيانًا رسميًا يوضح أسباب العطل، في وقت يترقب فيه ملايين المستخدمين عودة الخدمة بشكل كامل، أو على الأقل تقديم تفسير تقني يفسر ما جرى.
ويرى خبراء أن مثل هذه الأعطال قد تكون مرتبطة بخلل في الخوادم العالمية أو تحديثات تقنية داخلية، بينما يذهب البعض إلى احتمالية أن تكون ناجمة عن ضغط غير متوقع في حركة المرور الرقمية على المنصة.
يبقى الواتساب التطبيق الأكثر شعبية في العالم بأكثر من 2.7 مليار مستخدم، ما يجعل أي عطل فيه حدثًا عالميًا بامتياز. وعطل اليوم 8 سبتمبر 2025 ليس مجرد خلل تقني عابر، بل رسالة جديدة تذكر المستخدمين بضرورة وجود بدائل للتواصل، خصوصًا في ظل اعتماد ملايين البشر على التطبيق كأداة يومية لا غنى عنها.