لبنان – السابعة الإخبارية
راغب علامة ..أثار الفنان اللبناني محمد فضل شاكر جدلًا واسعًا بتعليقه العلني على التصريحات الأخيرة للفنان راغب علامة، والتي تحدث فيها عن التزامه بالنهج السلمي والقانوني في مواجهة الانتقادات وحملات الهجوم التي تستهدفه على منصات التواصل الاجتماعي.
في منشور صريح وعاطفي عبر حسابه الرسمي على منصة إنستغرام، علّق محمد على هذه التصريحات، معتبرًا أن راغب علامة يستعيد الحديث عن قضايا قديمة تعود إلى أكثر من 13 عامًا، مؤكدًا في الوقت نفسه على رغبة عائلته في طيّ صفحة الخلافات، ولكن “بكرامة واحترام”.

محمد فضل شاكر: حملنا السلاح دفاعًا لا هجومًا
قال محمد فضل شاكر في منشوره:”علمت منذ أيام أن هناك حملة على والدي من بعض الفنانين والإعلاميين الحاقدين، كما علمت أن راغب علامة يريد حلّ مشاكله مع الوالد، ووالدي رد بأنه لا يمانع من الصلح، رغم أن راغب دأب منذ 13 عامًا على محاربتنا”.
وتابع مؤكدًا:”لو كان قلبنا أسود كما يظن البعض، لما تصرفنا بما يليق. ومع ذلك، وافقنا على فتح صفحة جديدة. لكني فوجئت بفيديو جديد لراغب علامة يقول فيه: (أنا مش بقتل ولا بحمل سلاح).. فبماذا قتلنا وأذينا؟ حملنا السلاح فقط عندما لم نجد من يحمي بيوتنا، لكننا لم نقتل ولم نسرق”.
ويأتي تصريح محمد هنا في سياق دفاعه عن والده، الفنان المعتزل والموضع جدل سابقًا فضل شاكر، الذي خضع لمسار قضائي طويل في لبنان على خلفية أحداث سياسية وأمنية، قبل أن يُفرج عنه لاحقًا، ويعود تدريجيًا للحياة الفنية من خلال الإصدارات الغنائية.
“الصلح ممكن.. ولكن”
وأشار محمد فضل شاكر إلى أنهم لا يمانعون في الصلح مع راغب علامة، لكنه شدد على أن “التصالح يجب أن يبدأ من الداخل”، على حد وصفه.
وقال:”لا نمانع من الصلح مع راغب علامة، لكن عليه أن يتصالح مع نفسه أولًا. نحن لم نرد على إساءاته لمدة 13 سنة. بالعكس، كنت أغني أغانيه في حفلاتي”.
وأضاف أن ما يؤلمهم ليس الهجوم فقط، بل استمرار البعض في تشويه صورتهم وتكرار الاتهامات رغم مرور الزمن، ورغبتهم الحقيقية في تجاوز الماضي، خاصة بعد التغيرات التي طرأت على حياة والده، سواء الفنية أو القانونية.

تصريحات راغب علامة التي أثارت الجدل
وكان الفنان راغب علامة قد صرّح مؤخرًا، في لقاء تلفزيوني، قائلًا:”أنا مش بمسك سلاح ولا بقتل حدا، أنا أؤمن بالقانون والقضاء، وهو اللي بيقدر ياخد حقي وحق ناس كتير.. مشاكل السوشيال ميديا صارت مزعجة، وقررت أستغنى عنها تمامًا”.
وفسّر متابعون أن حديث راغب يحمل تلميحات غير مباشرة لعدد من الخلافات السابقة، من ضمنها تلك التي وقعت بينه وبين فضل شاكر في مراحل سابقة، ما أثار ردود فعل واسعة، لا سيما من جمهور فضل ومحمد.
محمد فضل شاكر يحتفل بنجاح “روح البحر”
وعلى الجانب الفني، لم يشغل الجدل الإعلامي محمد عن مسيرته الفنية، إذ أحيا حفلاً ناجحًا مساء السبت الماضي في “بيروت هول”، بمناسبة إطلاق أغنية والده الجديدة “روح البحر”، التي لاقت تفاعلًا كبيرًا من الجمهور الحاضر.
وقدم محمد خلال الحفل مزيجًا من أغانيه الخاصة وأغاني والده، وسط تفاعل كبير من الجمهور الذي عبّر عن حماسه لعودة فضل شاكر إلى الساحة الفنية، ولو بشكل غير مباشر من خلال ابنه.
ويُعد هذا الحفل جزءًا من سلسلة حفلات صيفية ينظمها محمد فضل شاكر، كان أبرزها حفله الأول في مدينة العلمين الجديدة بمصر خلال شهر أغسطس الماضي، حيث قدم مجموعة من الأغاني الرومانسية التي لاقت إعجاب الجمهور.
سياق فني واجتماعي متداخل
وتُظهر هذه الواقعة تداخلًا واضحًا بين الحياة الفنية والخلافات الشخصية في الوسط الفني اللبناني، حيث تحضر الذاكرة السياسية والاجتماعية بقوة في مسار بعض الفنانين، وخصوصًا في حالة فضل شاكر، الذي لا يزال اسمه يثير الانقسام بين مؤيدين يعتبرونه مظلومًا، ومعارضين يرون أنه أخطأ ويجب ألا يُعاد إلى الواجهة الفنية.
في المقابل، يبدو أن محمد فضل شاكر يُحاول السير على نهج فني خالص، دون أن يتجاهل الإرث العائلي الذي يحمله، بل يسعى إلى إعادة تقديمه بطريقة جديدة، تجمع بين الاحترام للوالد والانفتاح على جمهور جديد.
في ظل تزايد التصريحات المتبادلة، تبقى الأنظار متجهة نحو ما إذا كان هذا الخلاف الإعلامي سيتحول إلى مصالحة فعلية، أم أن الجراح القديمة لا تزال عميقة. لكن ما هو مؤكد أن محمد فضل شاكر، بفنه وتصريحاته، أصبح اليوم أكثر حضورًا من كونه مجرد امتداد لاسم والده، بل بات صوتًا فنيًا وشخصيًا يُعبّر عن جيله، وعن حكاية عائلية استثنائية في مسيرة الأغنية اللبنانية.