لبنان – السابعة الإخبارية
نادين الراسي .. في خطوة لافتة، قدّمت الفنانة اللبنانية نادين الراسي اعتذارًا علنيًا إلى الفنان فضل شاكر ونجله محمد فضل شاكر، بعد أن كانت قد هاجمتهما في منشورات سابقة على وسائل التواصل الاجتماعي، إثر تداول تسجيل صوتي نُسب إلى فضل شاكر، واتضح لاحقًا عدم دقته.
الاعتذار، الذي نُشر عبر الحساب الرسمي لنادين الراسي على منصة “إنستغرام”، لقي تفاعلًا واسعًا من الجمهور، بين مؤيد للخطوة التي اعتبروها شجاعة، وبين من انتقد سرعة إصدار الأحكام عبر المنصات الرقمية دون التحقق من الوقائع.

نادين الراسي: “جلّ من لا يخطئ”
قالت نادين الراسي في منشورها الأخير الذي حمل نبرة صادقة ومباشرة:”يعني بكتفي بالقول بعد ما بدر مني بالأمس، وعقب اكتشاف فعل الظلم الذي وقع على الفنان فضل شاكر، بعتذر منه ومن محمد فضل شاكر، جلّ من لا يخطئ”.
هذا الاعتراف جاء بعد حملة من التفاعل الإعلامي والجماهيري مع منشورات سابقة للراسي، كانت قد نشرتها عبر خاصية القصص القصيرة (ستوري) في إنستغرام، وتضمنت انتقادات لاذعة للفنان فضل شاكر، حيث شكّكت في “أخلاقه” بالرغم من “جمال صوته”، كما جاء في تعبيرها السابق.
خلفية الأزمة: تسجيل صوتي مشكوك فيه
تعود الأزمة إلى أيام قليلة مضت، عندما انتشر على منصات التواصل الاجتماعي تسجيل صوتي منسوب للفنان فضل شاكر، حمل عبارات اعتُبرت مستفزة من قبل بعض المتابعين، وكان دافعًا لتفاعل فنيين وإعلاميين، من بينهم نادين الراسي.
وفي ردها الأولي، كتبت الراسي منشورًا قالت فيه:”الأخلاق أساس كل شيء، صوتك الرائع لا يكفي، بس بدون أخلاق النتيجة صفر”.
ثم أتبعت ذلك بمنشور آخر يحمل لهجة أكثر حدة، قالت فيه:”إذا كلامك في غضب وعندك حقد، المحصلة تكون صفر. الحب والمحبة هما ما يبنيان الفن والفنان والإنسان، ويلي ما عنده حب ومحبة وتصالح، محصلته صفر”.
كما أعلنت في ختام منشوراتها السابقة أنها ستنأى بنفسها عن سماع أغاني فضل شاكر مستقبلًا، ما أثار موجة من الجدل الحاد، خاصة من جمهور فضل شاكر، الذين اعتبروا تصريحاتها غير عادلة ومبنية على “معلومات غير دقيقة”.
خطوة الاعتذار: شجاعة أم ارتباك؟
تباينت ردود الفعل حول الخطوة التصالحية التي اتخذتها نادين الراسي، فبينما اعتبرها البعض موقفًا ناضجًا ويدل على شجاعة في تصحيح الخطأ علنًا، رأى آخرون أن الاعتذار جاء نتيجة ضغط الجمهور، وليس عن قناعة شخصية كاملة.
مع ذلك، أثنى الكثير من المتابعين على صراحتها ووضوحها، مؤكدين أن الوسط الفني بحاجة إلى نماذج تقرّ بأخطائها بدلًا من التمادي في العناد أو الصمت، خصوصًا في عصر تحكمه السرعة وتفاعل اللحظة.

تفاعل فضل ومحمد فضل شاكر: صمت وترقّب
حتى الآن، لم يصدر أي رد رسمي من الفنان فضل شاكر أو نجله محمد بخصوص اعتذار الراسي. ويُعرف عن فضل تحفظه في الرد على الانتقادات الإعلامية، وترك الأمر لجمهوره أو للمواقف الفنية التي يعبر من خلالها عن نفسه.
من جهته، سبق لمحمد فضل شاكر أن دخل في مواجهة إعلامية مؤخرًا مع الفنان راغب علامة، دفاعًا عن والده، مؤكدًا أنهم لا يحملون ضغينة ضد أحد، لكنهم يرفضون الاتهامات الجاهزة أو التلميحات المسيئة التي تستهدف سمعتهم.
فنانون بين التسرع والتراجع
حادثة نادين الراسي تسلّط الضوء مجددًا على إشكالية التسرّع في إصدار الأحكام عبر منصات التواصل، خاصة في الوسط الفني، حيث الكلمة قد تنتشر خلال دقائق، لكن التراجع عنها يحتاج شجاعة وجرأة قد لا يمتلكها الجميع.
ويرى مراقبون أن هذا المشهد يتكرر كثيرًا في الحياة العامة، لا سيما حين تلتبس الحقائق أو تُنسب أقوال غير دقيقة إلى شخصيات معروفة، ما يستدعي قدرًا أكبر من التروّي والتحقق قبل اتخاذ موقف أو إصدار حكم.
نادين الراسي.. بين الفن والصراحة
تُعرف نادين الراسي بشخصيتها الصريحة وتفاعلها المستمر مع الجمهور، وهي واحدة من أبرز النجمات اللبنانيات اللواتي يتحدثن بعفوية وعاطفة. ويبدو أن هذا الطبع ذاته كان السبب في التسرع الأخير، كما كان هو أيضًا ما دفعها لاحقًا إلى التراجع بكرامة والاعتذار بدون تبريرات مطوّلة.

في ظل تحوّل وسائل التواصل الاجتماعي إلى ساحات نقد علني وأحكام سريعة، تُذكرنا حادثة نادين الراسي مع فضل شاكر بأهمية التحقق قبل الهجوم، والتواضع بعد الخطأ.
وقد لا تكون هذه آخر فصول التفاعل بين الفنانين على المنصات، لكنها بالتأكيد مثال على أن الاعتذار لا ينتقص من قيمة الإنسان، بل يرفعه، خاصة في بيئة فنية تحتاج إلى مزيد من الاحترام المتبادل، والتسامح العلني.