أبوظبي – السابعة الإخبارية
في إطار سعي حكومة أبوظبي المستمر نحو تطوير الخدمات الحكومية وتحقيق نقلة نوعية في مفهوم التحول الرقمي، أعلنت منصة خدمات أبوظبي الحكومية “تم”، بالتعاون مع شرطة أبوظبي، عن مبادرة جديدة تتيح للأفراد الاستفادة من خصومات مالية كبيرة على المخالفات المرورية عند سدادها عبر التطبيق، في خطوة لاقت تفاعلًا واسعًا من قبل السائقين والمجتمع المحلي على حد سواء.
تفاصيل الخصومات: مرونة في السداد وحافز للالتزام
أوضحت شرطة أبوظبي أن الخصومات المعلنة تشمل:
• خصم 35% على قيمة المخالفة المرورية في حال تسديدها خلال أول 60 يومًا من تاريخ ارتكابها، باستثناء المخالفات المرورية المصنفة ضمن “الخطرة”.
• خصم 25% عند الدفع بعد مرور 60 يومًا وحتى سنة ميلادية كاملة من تاريخ تحرير المخالفة.
ويُعد هذا النظام محفزًا مباشرًا للسائقين لتسوية مخالفاتهم بسرعة، وتجنب تراكم الغرامات أو الدخول في إجراءات قانونية، مما يعزز الانضباط المروري ويدعم جهود الدولة في جعل شوارعها أكثر أمانًا.
“تم”.. المنصة الرقمية الموحدة
أحد أبرز ما يميز المبادرة أن هذه الخصومات الحصرية ستكون متاحة حصريًا عبر التطبيق ، وهو ما أكدت عليه شرطة أبوظبي بوضوح. فلن يستطيع السائقون الاستفادةتم من هذه التخفيضات عبر أي قنوات أخرى مثل تطبيقات البنوك، أو شركات الصرافة، أو حتى تطبيق وزارة الداخلية.
هذا التوجه يعكس حرص حكومة أبوظبي على جعل المنصة هي البوابة الرقمية الموحدة لجميع الخدمات الحكومية، بما فيها الخدمات الشرطية، وذلك لتسهيل وصول الأفراد إلى خدماتهم اليومية من خلال قناة واحدة سهلة الاستخدام وسريعة الإنجاز.
خطوة نحو تعزيز التحول الرقمي
تتماشى هذه المبادرة مع رؤية أبوظبي للتحول الرقمي، التي تستهدف بناء منظومة خدمية متكاملة تعتمد على التكنولوجيا لتقليل الجهد والوقت والتكلفة على الأفراد.
فمن خلالها، يستطيع المستخدم إنجاز مئات الخدمات الحكومية من جهات متعددة، دون الحاجة إلى مراجعة مراكز الخدمة أو استخدام تطبيقات متفرقة.
وهذا يعكس فلسفة واضحة تقوم على التبسيط والتكامل: خدمة حكومية رقمية واحدة توفر حلولًا شاملة، وتقدم تجربة مستخدم سلسة تواكب التطور التكنولوجي ومتطلبات الحياة الحديثة.
البعد المروري والأمني للمبادرة
إلى جانب البعد الرقمي، تحمل المبادرة أهمية مرورية وأمنية بارزة. فالتسهيلات المالية والخصومات تُعد بمثابة حافز إضافي للسائقين لتسوية مخالفاتهم وعدم تأجيلها. وكلما أسرع السائق في سداد مخالفته، استفاد من خصم أكبر، وهو ما يخلق ثقافة مرورية جديدة قائمة على الانضباط والمسؤولية.
كما أن استثناء المخالفات الخطرة من الخصومات يبعث برسالة واضحة من شرطة أبوظبي: التشجيع على السداد لا يعني التهاون مع المخالفات التي تهدد حياة الآخرين على الطرقات. وبالتالي، تحقق المبادرة توازنًا بين التحفيز والردع، وتدعم أهداف السلامة المرورية طويلة المدى.
أثر اقتصادي واجتماعي
لا تقتصر فوائد المبادرة على السائقين فحسب، بل تمتد إلى البعد الاقتصادي والاجتماعي. فمن الناحية الاقتصادية، يخفف الخصم من الأعباء المالية على الأفراد، خصوصًا عند وجود مخالفات متكررة أو ذات قيمة مرتفعة. أما من الناحية الاجتماعية، فيعزز الالتزام بالقوانين ويُشجع على تبني سلوكيات مرورية أكثر أمانًا، مما يسهم في خفض الحوادث وحماية الأرواح.
دعوة إلى المبادرة
من جانبها، دعت المنصة جميع الأفراد إلى المبادرة بسرعة سداد المخالفات المرورية عبر التطبيق للاستفادة من هذه الخصومات، مؤكدة أن الأمر لا يقتصر على الاستفادة المالية فقط، بل يشمل أيضًا تعزيز ثقافة الالتزام بالقوانين المرورية بما ينعكس إيجابًا على أمن وسلامة المجتمع.
كما شددت على أن السداد المبكر يجنب الأفراد أي تراكم للغرامات أو الدخول في نزاعات قانونية مستقبلية، وهو ما يجعل من هذه المبادرة خيارًا عمليًا ومسؤولًا في آن واحد.
تجسد هذه الخطوة مثالًا حيًا على تكامل الجهود بين الجهات الحكومية في أبوظبي، حيث تعمل شرطة أبوظبي مع المنصة لتقديم خدمة مبتكرة تحقق أهدافًا متعددة:
• دعم السلامة المرورية.
• تعزيز التحول الرقمي.
• توفير حلول مالية مرنة للمجتمع.
• توحيد القنوات الخدمية تحت مظلة رقمية واحدة.
تشكل مبادرة خصومات المخالفات المرورية عبر التطبيق علامة فارقة في مسيرة تطوير الخدمات الحكومية الرقمية في أبوظبي، ونموذجًا على كيفية الجمع بين التكنولوجيا والأنظمة الأمنية لخدمة المجتمع.
فمن خلال ربط التحفيز المالي بالالتزام المروري، ومنح الأفراد تجربة سداد سلسة عبر قناة رقمية موحدة، تعزز أبوظبي مكانتها كمدينة رائدة عالميًا في الابتكار الحكومي والتحول الرقمي، وفي الوقت نفسه تواصل مساعيها لرفع مستويات السلامة المرورية وحماية الأرواح على طرقاتها.
