أمريكا – السابعة الإخبارية
سجلت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا جديدًا اليوم الجمعة، لتواصل بذلك مسارها الصاعد للأسبوع الرابع على التوالي، مدفوعة ببيانات اقتصادية أمريكية عززت التوقعات بقرب اتخاذ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قرارًا بخفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.
ويأتي هذا الأداء في وقت يترقب فيه المستثمرون اتجاهات السياسة النقدية في الولايات المتحدة وتأثيرها المباشر على الأسواق العالمية.

ارتفاع طفيف لكنه مؤثر
ارتفع المعدن الأصفر في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% ليصل إلى 3637.06 دولار للأونصة، فيما استقرت العقود الأمريكية الآجلة لتسليم ديسمبر المقبل عند 3674.20 دولار. وبذلك يكون المعدن النفيس قد صعد بما يقارب 1.4% منذ بداية الأسبوع وحتى الآن، مما يجعله على أعتاب رابع مكسب أسبوعي متتالي.
الجدير بالذكر أن المعدن لامس هذا الأسبوع مستوى قياسيًا غير مسبوق عند 3673.95 دولار للأونصة يوم الثلاثاء الماضي، ما يعكس حالة الزخم التي يمر بها المعدن الأصفر كملاذ آمن في أوقات التوتر الاقتصادي.
بيانات أمريكية محركة للأسواق
أحدث البيانات الصادرة عن الاقتصاد الأمريكي لعبت دورًا رئيسيًا في صعود أسعاره.
فقد أظهرت الأرقام:
• ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.4% في أغسطس، وهو أكبر ارتفاع شهري منذ سبعة أشهر، بدعم من زيادة تكاليف الإسكان والغذاء.
• في المقابل، جاء مؤشر أسعار المنتجين منخفضًا على نحو غير متوقع خلال الشهر نفسه، وهو ما خفف من حدة المخاوف التضخمية.
• كما ارتفعت طلبات إعانة البطالة الأسبوعية، ما يعكس ضعفًا في سوق العمل، الأمر الذي يزيد الضغوط على الفيدرالي لتخفيف السياسة النقدية.
هذه التطورات الاقتصادية عززت توقعات المحللين بأن يقوم البنك المركزي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم 17 سبتمبر الجاري، وفقًا لاستطلاع شمل 107 اقتصاديين، أكد معظمهم أيضًا احتمال خفض آخر في الربع الأخير من العام الجاري.
يُنظر إلى المعدن الثمين تقليديًا باعتباره أداة تحوط ضد التضخم ومخاطر الركود، كما أنه يميل إلى تحقيق مكاسب في بيئة الفائدة المنخفضة. ذلك أن خفض أسعار الفائدة يقلل من جاذبية الأصول الدولارية ذات العائد الثابت، ويدفع المستثمرين نحو الذهب الذي لا يدر فائدة لكنه يحافظ على القيمة ويُعتبر ملاذًا آمنًا.
وبالتالي، فإن مجرد ارتفاع التوقعات بخفض الفائدة الأمريكية كان كافيًا لإضفاء قوة دفع إضافية على أسعار المعدن النفيس خلال الأسابيع الأخيرة.
المعادن النفيسة الأخرى
لم يقتصر الزخم على الذهبيات وحدها، إذ سجلت المعادن النفيسة الأخرى أداءً متباينًا اليوم، لكنها تتجه جميعًا نحو مكاسب أسبوعية:
• الفضة تراجعت بنسبة 0.2% لتسجل 41.48 دولار للأونصة.
• البلاتين استقر عند 1378.40 دولار.
• البلاديوم بقي ثابتًا عند 1188.34 دولار.
ورغم التذبذب اليومي، فإن هذه المعادن الثلاثة تتجه هي الأخرى لتحقيق مكاسب أسبوعية بفعل توقعات خفض الفائدة وضعف الدولار.
توقعات المرحلة المقبلة
يرى محللون أن استمرار الذهب فوق مستوى 3600 دولار للأونصة يثبت قوة الاتجاه الصاعد، خاصة مع وجود محفزات إضافية مثل:
• تباطؤ النمو الاقتصادي الأمريكي.
• التوترات الجيوسياسية العالمية التي تزيد الطلب على الملاذات الآمنة.
• توقعات اتساع دورة التيسير النقدي من قبل البنوك المركزية الكبرى.
ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن أي مفاجآت غير متوقعة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي، مثل الإبقاء على الفائدة دون تغيير، قد تؤدي إلى تصحيح هبوطي مؤقت في أسعار الذهب.
الذهب في نظر المستثمرين
بالنسبة للمستثمرين الأفراد والمؤسسات على حد سواء، يبقى الذهب عنصرًا أساسيًا في تنويع المحافظ الاستثمارية. فبينما يواجه الاقتصاد العالمي حالة من عدم اليقين، يواصل الذهب لعب دوره كأصل يحافظ على قيمته ويقي من تقلبات الأسواق المالية.
كما أن تزايد الإقبال على صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب (ETFs) يعكس رغبة واسعة لدى المستثمرين في الاستفادة من الاتجاه الصاعد الحالي.

يبدو أن الذهب يسير بخطى ثابتة نحو تسجيل رابع أسبوع على التوالي من المكاسب، مستفيدًا من ضعف سوق العمل الأمريكي وتراجع الضغوط التضخمية، إلى جانب ترقب خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وفي ظل هذه المعطيات، يتوقع محللون أن يظل الذهب محط أنظار المستثمرين خلال الفترة المقبلة، مع احتمالية اختبار مستويات قياسية جديدة في حال جاءت قرارات الفيدرالي متماشية مع توقعات الأسواق.
وفي ظل هذه المعطيات، يتوقع محللون أن يظل الذهب محط أنظار المستثمرين خلال الفترة المقبلة، مع احتمالية اختبار مستويات قياسية جديدة في حال جاءت قرارات الفيدرالي متماشية مع توقعات الأسواق.