القاهرة – السابعة الاخبارية
وفاء عامر، في مشهد يؤكد احترام القانون وحقوق الأفراد في مواجهة الإساءة الإلكترونية، حصلت الفنانة وفاء عامر على حكم قضائي لصالحها ضد فتاة تُدعى مروة يسري، المعروفة إعلاميًا بـ”بنت مبارك”، بعد اتهام الأخيرة بسبّ وقذف الفنانة عبر بث مباشر على منصات التواصل الاجتماعي.
الحكم لم يمر مرور الكرام، بل أشعل النقاشات على مواقع التواصل، ولاقى دعمًا واسعًا للفنانة، التي بدت ممتنّة للقضاء والداخلية، واعتبرت ما حدث إنصافًا صريحًا لكرامتها أمام العلن.
وفاء عامر تعلق على الحكم: “شكرًا للقضاء المصري”
فور صدور الحكم، عبّرت الفنانة وفاء عامر عن سعادتها بما اعتبرته “انتصارًا للحق”، حيث نشرت عبر حسابها الرسمي على موقع فيسبوك منشورًا مقتضبًا قالت فيه:
“شكرًا وزارة الداخلية المصرية.. القضاء المصري المحترم، شكرًا شكرًا شكرًا.”
رغم بساطة الكلمات، إلا أنها عكست الكثير من المشاعر التي كانت تكتنزها الفنانة طيلة الفترة الماضية، منذ بداية الأزمة وحتى صدور الحكم.
وفاء عامر بريئة.. تفاصيل الحكم القضائي
في جلسة قضائية نُظرت اليوم بمحكمة جنح الاقتصادية في الإسكندرية، أصدرت المحكمة برئاسة المستشار محمود حسن وعضوية المستشارين أحمد فوزي وزياد مباشر، وبأمانة سر مصطفى يسري وعبد الله سعيد، حكمًا يقضي بـ:
- حبس المتهمة سنتين مع الشغل والنفاذ
- تغريمها 100 ألف جنيه مصري
ويأتي هذا الحكم بعد ثبوت الاتهامات الموجهة ضد “بنت مبارك” في القضية التي رفعتها الفنانة وفاء عامر، على خلفية ما اعتبرته إساءة مباشرة لسمعتها وشخصها، عبر فيديو بثته المتهمة على تطبيق “تيك توك”.
خلفية القضية: من بث مباشر إلى ساحات المحاكم
بدأت القصة حينما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو مباشر ظهرت فيه المتهمة مروة يسري، والتي تُعرف بين متابعيها بلقب “بنت مبارك”، وهي توجه اتهامات وعبارات مسيئة إلى الفنانة وفاء عامر.
العبارات التي قيلت في ذلك الفيديو، اعتبرتها الفنانة سبًا وقذفًا علنيًا، يندرج ضمن الجرائم الإلكترونية التي يعاقب عليها القانون المصري، خاصة في ظل التوسع الهائل لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمنصات إعلامية شخصية، وأداة للتأثير على الرأي العام.
وبناءً على ذلك، تقدّمت وفاء عامر ببلاغ رسمي ضد المتهمة، حيث باشرت الجهات المعنية التحقيق في الواقعة، وتم إحالة المتهمة إلى المحكمة الاقتصادية المختصة بمثل هذه القضايا، لما لها من صلة بالفضاء الرقمي والمنصات الإلكترونية.
موجة دعم واسعة للفنانة وفاء عامر
تزامنًا مع صدور الحكم، اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بتعليقات الدعم والتأييد من جمهور وفاء عامر، وعدد من النشطاء الذين عبّروا عن ارتياحهم لما وصفوه بـ”العدالة المستحقة”، في مواجهة ظاهرة الإساءة للفنانين والشخصيات العامة عبر الإنترنت.
العديد من المعلقين اعتبروا أن هذه القضية ليست مجرد خلاف شخصي، بل قضية رأي عام تمس حرية التعبير وحدودها، وتؤكد أهمية ردع الإساءة الإلكترونية التي باتت منتشرة بلا ضوابط.
آخرون رأوا أن الحكم القضائي يُعد رسالة واضحة من الدولة لكل من يستخدم الإنترنت لبث الفتنة أو الإساءة إلى الآخرين، مؤكدين أن احترام القوانين هو الضمان الحقيقي لصون الحريات.
الحد الفاصل بين حرية التعبير والسبّ والقذف
القضية أعادت إلى الساحة نقاشًا قديمًا جديدًا حول الفرق بين حرية الرأي والتعبير، وبين التجاوز اللفظي والسب العلني، خصوصًا على المنصات التي تُستخدم دون رقيب أو وعي قانوني كافٍ.
ففي الوقت الذي يطالب فيه كثيرون بإتاحة حرية النقد والتعبير على الإنترنت، يرى القانون أن هذه الحرية تقف عند حدود التشهير والإهانة والاتهام دون أدلة. وهو ما أكده الحكم القضائي الذي صدر في هذه القضية، والذي أرسل رسالة واضحة مفادها أن لا أحد فوق القانون، سواء كان فنانًا أو ناشطًا أو مستخدمًا عاديًا.
قضايا الفنانين مع “السوشيال ميديا”.. واقع يتكرر
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتجه فيها فنان إلى القضاء لحماية سمعته من الإساءة الإلكترونية. خلال السنوات الأخيرة، تصاعدت وتيرة الصراعات القانونية بين الفنانين والمستخدمين، خصوصًا مع التوسع الهائل في استخدام منصات مثل “تيك توك”، “فيسبوك”، “إنستغرام”، وغيرها، حيث يعتقد البعض أن الهاتف يمنحه الحق في قول ما يشاء دون حساب.
فنانون كُثر تعرضوا للإساءة، منهم من تجاهل، ومنهم من اختار المواجهة القضائية، وهو ما يبدو أن وفاء عامر قد قررت أن تسلكه لحماية كرامتها وحقوقها القانونية.
من هي “بنت مبارك”؟
المتهمة في هذه القضية تُعرف عبر تطبيق “تيك توك” بلقب “بنت مبارك”، ولها عدد من المتابعين الذين يتفاعلون مع بثوثها المباشرة، والتي تتناول فيها موضوعات متفرقة تتراوح بين القضايا الاجتماعية والفنية، مع أسلوب هجومي صريح، أثار الجدل أكثر من مرة.
ورغم أن لديها قاعدة جماهيرية على بعض المنصات، إلا أن المحتوى الذي تبثه غالبًا ما يثير الغضب بسبب ما يراه كثيرون “تعديًا على الآخرين وتجاوزًا للأخلاقيات العامة”، وهو ما حدث بالفعل مع الفنانة وفاء عامر.
الحكم القضائي ضدها ربما يكون نقطة تحول في تعامل السلطات مع أصحاب المحتوى السلبي أو الهجومي على الإنترنت، وخصوصًا مع تزايد الضغط الشعبي والنيابي لتقنين المحتوى الإلكتروني وتطبيق القانون بشكل أكثر صرامة.
ما بعد الحكم: هل ترد وفاء عامر قانونيًا مجددًا؟
بحسب مقربين من الفنانة، فإن وفاء عامر لن تكتفي بهذا الحكم في حال تكررت التجاوزات، بل ستستمر في اتخاذ الخطوات القانونية ضد أي شخص يسيء إليها أو لعائلتها أو لزملائها في الوسط الفني، وذلك لحماية نفسها وكرامتها من التشهير.
في المقابل، لم تصدر “بنت مبارك” أي تعليق علني أو توضيح بعد الحكم، ما يجعل المشهد غامضًا بشأن الخطوة التالية، سواء من ناحيتها أو من خلال ممثلي الدفاع عنها قانونيًا.
رسالة للمجتمع الرقمي: لا حصانة للإساءة
في النهاية، تبقى هذه القضية دليلًا عمليًا على يقظة القانون المصري أمام الجرائم الإلكترونية، خاصة تلك التي تستهدف السمعة الشخصية للفنانين أو المواطنين بشكل عام. ويمثل الحكم رادعًا لكل من يستخدم المنصات الرقمية في توجيه الإهانات والتشهير بالآخرين دون وجه حق.
رسالة المحكمة كانت واضحة: “الحرية مسؤولية، ومن يسيء يُحاسب”.