السابعة الاخبارية
سوبر ماريو، في خطوة طال انتظارها من عشّاق ألعاب الفيديو والرسوم المتحركة، أعلنت شركة “يونيفرسال” بالتعاون مع استوديو “إلومينيشن” عن العنوان الرسمي للجزء الثاني من فيلم سوبر ماريو برذرز، والذي سيحمل اسم “فيلم سوبر ماريو جالاكسي“. ومن المقرر أن يبدأ عرض الفيلم في دور السينما العالمية في 3 أبريل/نيسان 2026، ليواصل بذلك السلسلة الناجحة التي بدأت بتحقيق أرقام قياسية في شباك التذاكر.
سوبر ماريو من الأرض إلى الفضاء
استوحي الجزء الجديد من اللعبة الشهيرة “Super Mario Galaxy” التي أطلقتها شركة نينتندو عام 2007 على جهاز “وي”، والتي تُعدّ من أكثر ألعاب ماريو ابتكارًا وتقديرًا من قِبل النقاد واللاعبين. وتدور أحداثها في مجرّات خيالية متنوّعة، حيث يخوض ماريو مغامرات خارج حدود كوكبه المعتاد، متنقّلًا عبر كواكب صغيرة وأسطح كروية.
هذا التحوّل من الأرض إلى الفضاء في الحبكة السينمائية يعكس رغبة صنّاع الفيلم في توسيع العالم البصري والسردي للمسلسل السينمائي، بما يتناسب مع طموحات الجماهير وتطور التكنولوجيا في صناعة الرسوم المتحركة.
بث مباشر في لحظة رمزية
الإعلان عن الفيلم جاء خلال بث مباشر من شركة نينتندو، في توقيت له رمزيته الخاصة، حيث يتزامن مع الذكرى الأربعين لإطلاق أول إصدار من لعبة “سوبر ماريو بروس” عام 1985. هذا التوقيت يضفي على المشروع طابعًا احتفاليًا وتاريخيًا، ويؤكد استمرارية ماريو كشخصية أيقونية تتجدّد مع الزمن وتبقى حاضرة في قلوب الأجيال.
البث تضمّن مقطعًا دعائيًا قصيرًا، ظهر فيه ماريو وهو نائم تحت شجرة في لحظة هدوء، بينما تلوح في الأفق قلعة الأميرة بيتش. كما ظهرت مشاهد خاطفة لشخصيات مألوفة مثل “مونتي مول” و”تشيب تشيبس” و”تودز”، ما أثار الحماس والتكهنات حول طبيعة المغامرة القادمة، والنجوم الذين سيعودون لتجسيد هذه الشخصيات المحبوبة.
عودة طاقم الأداء الصوتي… من دون مفاجآت
لم تحمل الأخبار مفاجآت كبيرة على صعيد طاقم الأداء الصوتي، حيث تقرر عودة الممثلين الأساسيين الذين شاركوا في الجزء الأول، والذي صدر عام 2023. ويشمل الطاقم:
- كريس برات في دور ماريو
- آنا تايلور-جوي بدور الأميرة بيتش
- تشارلي داي بدور لويجي
- جاك بلاك بدور باوزر
- كيغان-مايكل كي بدور تود
- كيفن مايكل ريتشاردسون بدور كاميك
حافظت الشركة على الطاقم الفائز الذي ساهم في نجاح الفيلم الأول، في قرار يبدو مدروسًا لضمان استمرارية الانسجام بين الشخصيات وصوتها، مع إدخال عناصر جديدة محتملة ستُكشف في وقت لاحق.
نجاح استثنائي للفيلم الأول
من المهم التذكير بأن الجزء الأول من الفيلم، الذي حمل عنوان The Super Mario Bros. Movie وعُرض في أبريل/نيسان 2023، حقق نجاحًا عالميًا منقطع النظير. إذ بلغت إيراداته أكثر من 1.36 مليار دولار، ما جعله:
- أعلى فيلم مقتبس عن لعبة فيديو في التاريخ
- خامس أعلى فيلم رسوم متحركة تحقيقًا للإيرادات عالميًا
نجاح الفيلم لم يكن مجرّد ضربة حظ، بل جاء نتيجة دمج احترافي بين القصة، والتقنيات البصرية، والحنين الذي يكنّه الجمهور لشخصيات ماريو. وقد أثبت المشروع قدرة صناعة السينما على تحويل ألعاب الفيديو الكلاسيكية إلى أفلام ناجحة تجاريًا وفنيًا.
حنين الأجيال لماريو… شخصية لا تشيخ
ماريو ليس مجرد شخصية في لعبة. إنه رمز ثقافي عالمي، يتجاوز حدود الشاشات الصغيرة. منذ ظهوره الأول عام 1981 في لعبة “دونكي كونغ”، ثم تحوّله لبطل في لعبة “سوبر ماريو بروس”، أصبح ماريو رمزًا للطفولة لدى أجيال من اللاعبين.
مرّت الشخصية بتطوّرات تقنية وفنية هائلة، لكنها بقيت محافظة على روحها الأصلية. واللافت أن كل جيل يجد في ماريو شيئًا يخصّه، سواء كان ذلك في الجيل الذي عاش مع الألعاب ثنائية الأبعاد، أو الجيل الجديد الذي يراه على الشاشات الكبيرة بصيغة ثلاثية الأبعاد.
توسّع سينمائي لعوالم نينتندو
ولم تقف طموحات نينتندو عند حدود ماريو، إذ أعلنت الشركة عن مشروع آخر ضخم بالتعاون مع سوني بيكتشرز لإنتاج فيلم سينمائي مستوحى من لعبة “أسطورة زيلدا” (The Legend of Zelda)، والتي تُعد من أكثر ألعاب نينتندو شهرة وتأثيرًا.
من المقرر أن يُعرض الفيلم الجديد في 26 مارس/آذار 2027، وسيكون من إخراج ويس بول، فيما سيؤدي دور البطولة:
- بو براغاسون بدور زيلدا
- بنجامين إيفان أينسورث بدور لينك
بهذا الإعلان، تؤكد نينتندو أنها تخطو بثقة نحو بناء عالم سينمائي متكامل يستند إلى إرثها في مجال الألعاب الإلكترونية، تمامًا كما فعلت مارفل وديزني من قبل.
ما الذي يمكن أن نتوقعه من “سوبر ماريو جالاكسي”؟
مع اعتماد الفيلم على لعبة “سوبر ماريو جالاكسي”، فإن الجمهور يمكنه توقع مغامرة بصريّة وفلسفية مختلفة. في اللعبة الأصلية، كان على ماريو جمع “نجوم القوة” في مجرّات غريبة وشاسعة، ومواجهة أعداء بطرق غير تقليدية. هذا يفتح المجال أمام استعراض تصاميم مبتكرة، وأنماط جاذبة في الحركة والسرد، مع تأثيرات بصرية تلامس الخيال العلمي دون أن تفقد حس الدعابة والمرح الذي يميز عالم ماريو.
كما يُتوقع أن نشهد ظهور شخصيات جديدة مثل “روزالينا”، المشهورة في اللعبة، والتي تُعد حارسة الكون في عالم ماريو. وإن ظهرت بالفعل، فإنها ستضفي عمقًا إنسانيًا على القصة، وربما تأخذ ماريو إلى مستويات من التأمل الوجودي، لم يعهدها الجمهور سابقًا.
ما بين الترفيه والحنين… سر النجاح
السرّ في استمرار نجاح أفلام ماريو لا يعود فقط إلى قوة اللعبة أو الشخصية، بل إلى التوازن الذكي بين الترفيه البصري والحنين العاطفي. فالجمهور لا يبحث فقط عن قصة، بل عن تجربة تعيد إليه ذكريات الطفولة، وتمنحه في الوقت نفسه متعة بصرية معاصرة.
وهذا ما نجح فيه الجزء الأول، ويبدو أن الجزء الثاني يسير على الخطى نفسها، مع مزيد من الجرأة في الخيال واستكشاف العوالم الكونية.
ماريو نحو المستقبل
مع إعلان “فيلم سوبر ماريو جالاكسي”، تبدو نينتندو وشركاؤها وكأنهم يرسمون خريطة طريق جديدة لدمج ألعاب الفيديو بالسينما، ليس فقط عبر محاكاة أحداث اللعبة، بل عبر إعادة تخيّلها سينمائيًا بما يناسب تطلعات الجيل الجديد من المشاهدين.
الأمر لم يعد مقتصرًا على “ماريو ينقذ الأميرة”، بل أصبح يتعلق بفلسفة المغامرة، ونضج الشخصيات، وتطوّرها ضمن عالم متغيّر، وهو ما يتماشى مع تطوّر الذائقة الجماهيرية في السينما.
في الختام: مغامرة كونية تترقّبها الجماهير
بين الماضي والمستقبل، وبين الأرض والفضاء، يعود ماريو في “فيلم سوبر ماريو جالاكسي” ليقدّم لجمهوره مغامرة جديدة بحجم المجرة. ووسط توقّعات بنجاح مشابه – وربما أكبر – من الجزء الأول، يبقى الجمهور في حالة ترقّب، بانتظار عرض الفيلم في 3 أبريل/نيسان 2026.