السعودية – السابعة الإخبارية
سعود العتيبي .. في لحظة وداعٍ مؤثرة، خسر الوسط الإعلامي في المملكة العربية السعودية أحد أعمدته البارزين، برحيل الإعلامي القدير سعود بن عبدالعزيز العتيبي، الذي وافته المنية بعد صراع طويل مع مرض عضال، مخلفًا وراءه إرثًا إعلاميًا غنيًا وسيرة مهنية قلّ نظيرها في المصداقية والتفاني.
لم يكن العتيبي مجرّد اسم في الساحة الإعلامية، بل كان نموذجًا يُحتذى في المهنية والالتزام، وصوتًا صادقًا حمل هموم الناس بقلمه، ورصد نبض الوطن بكلماته. سنوات من العمل المتواصل كتب فيها للصحف والمجلات، أبرزها صحيفة “الرياض” ومجلة “اليمامة”، سطّر خلالها مقالات وتحقيقات ستبقى شاهدة على حبه العميق لمهنته، وعلى قضايا الوطن والمجتمع التي تبنّاها بضمير حي.

رجل الصحافة الصادق.. والمسيرة التي لا تُنسى
ولد الإعلامي سعود العتيبي في بيئة جعلت من الكلمة الصادقة رسالةً لا مهنة فقط. لم يكن طريقه سهلًا، لكنه اختار أن يكون وفيًا لما آمن به منذ بداياته الأولى، فخاض غمار الصحافة بكل ما فيها من مشقة ومواجهة وتحدٍّ، متسلحًا بالإخلاص وحرية الضمير، لا يكتب إلا بما يمليه عليه حسّه المهني وأمانته الصحفية.
عُرف العتيبي بنبرته الهادئة، وأسلوبه الرصين، وأخلاقياته العالية التي أكسبته احترام الزملاء والقرّاء على حد سواء. لم يكن باحثًا عن الأضواء أو متسلقًا على أكتاف القضايا الرائجة، بل كان باحثًا عن الحقيقة فقط، يكتبها كما هي، بلا زيف أو مبالغة.
كلمات الوداع.. حزن في قلوب الإعلاميين
مع انتشار خبر وفاته، امتلأت منصات التواصل الاجتماعي ورسائل الزملاء بنعيٍ صادق وأليم يعكس حجم الخسارة. عبّر عدد كبير من الإعلاميين والصحفيين عن حزنهم العميق لفقدان شخصية وصفوها بـ”الاستثنائية”، مؤكدين أن العتيبي لم يكن مجرد زميل مهنة، بل كان أخًا للجميع، يسندهم ويحفزهم، ويمنحهم من خبرته ونبله دون مقابل.
وقالت صحيفة “الرياض”، التي عمل فيها العتيبي لسنوات، في نعيها له:“بقلوب يعتصرها الحزن، ووجدان ينوء بفقد الأحبة، نودع الصحفي القدير والزميل العزيز سعود بن عبدالعزيز العتيبي، الذي ترك الدنيا مخلفًا أثرًا لا يُمحى، وسيرة معطّرة بالصدق والوفاء.”
وأضافت الصحيفة كلمات مؤثرة تلخص مسيرته:“كان – رحمه الله – يعرّف نفسه بعبارة موجعة: (أنا من ضيّع في الإعلام عمره)، لكنها في حقيقتها شهادة عشق وإخلاص لمهنة نذر لها حياته. فكان القلم رفيقه، والصدق دليله، والبحث عن الحقيقة رسالته، كتب في مجلة اليمامة وصحيفة الرياض، فترك وراءه صفحاتٍ تنبض بالحكمة، وكتاباتٍ تستضيء بها الأذهان.”

وداع في حضرة الوفاء
أُديت صلاة الجنازة على الفقيد بعد صلاة العصر في جامع المهيني بمدينة الرياض، بحضور كثيف من أصدقائه وزملائه ومحبيه، ثم ووري جثمانه الثرى في مقبرة الشمال، في مشهد خيم عليه الحزن، وسط دعوات بالرحمة والمغفرة لرجل ترك خلفه سيرة نقية، وعطاءً لا يُنسى.
وفيما لم تصدر الأسرة بيانًا رسميًا، فإن مشاعر المحبة والتقدير التي غمرت الفضاء الإعلامي كانت أكبر تعبير عن مكانة الراحل في قلوب من عرفوه. فقد لمس الجميع حجم الأثر الذي خلّفه، لا بمقال أو موقف فقط، بل بأسلوب حياة قلّما يجتمع في رجل إعلام.
إرث مهني خالد
رحيل سعود العتيبي لا يُعد خسارة شخصية فقط، بل خسارة وطنية للصحافة السعودية، إذ كان من الجيل الذي مارس المهنة بشغف حقيقي، بعيدًا عن الأضواء والمصالح. وقد شكّل حضوره مدرسة في التوازن بين حرية الرأي ومسؤولية الكلمة، وهو ما سيتذكره كل من قرأ له أو عمل معه.
لقد ترك العتيبي وراءه إرثًا لا يُقاس بعدد المقالات أو الصفحات التي كتبها، بل بالقلوب التي لمسها، والحقائق التي كشف عنها، والأجيال التي ألهمها.
رحم الله سعود العتيبي، وغفر له، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان. فقد ترجّل فارس الكلمة، وبقيت سطورُه تروي لنا حكاية الوفاء.
رحيل سعود العتيبي لا يُعد خسارة شخصية فقط، بل خسارة وطنية للصحافة السعودية، إذ كان من الجيل الذي مارس المهنة بشغف حقيقي، بعيدًا عن الأضواء والمصالح. وقد شكّل حضوره مدرسة في التوازن بين حرية الرأي ومسؤولية الكلمة، وهو ما سيتذكره كل من قرأ له أو عمل معه.
لقد ترك العتيبي وراءه إرثًا لا يُقاس بعدد المقالات أو الصفحات التي كتبها، بل بالقلوب التي لمسها، والحقائق التي كشف عنها، والأجيال التي ألهمها.
