القاهرة -السابعة الاخبارية
بسنت النبراوي، في مداخلة هاتفية قوية وصريحة، فتحت الفنانة المصرية بسنت النبراوي قلبها للجمهور خلال استضافتها في برنامج “تفاصيل” الذي تقدمه الإعلامية نهال طايل على قناة “صدى البلد 2″، حيث تحدثت عن مبادئها الفنية وموقفها من أدوار الإغراء والمشاهد الجريئة، كما كشفت عن أزمة إنسانية مؤلمة تعيشها مع إحدى صديقاتها بسبب تعليقات جارحة تمس أعمق مشاعرها كامرأة.
بكلمات صادقة ونبرة حزينة أحيانًا، عبرت بسنت عن تمسكها بخط أخلاقي واضح في مسيرتها الفنية، ورفضها لكل ما لا يتماشى مع قناعاتها وقيمها، مؤكدة أنها تسعى لتقديم فن يحترم كل الأعمار، ولا يسبب إحراجًا لأحد داخل أي بيت عربي.
بسنت النبراوي تكشف: لا للإغراء ولا للقُبلات… ولن أسامح من عايرتني بالعُقم
في بداية المداخلة، سألتها المذيعة عن رأيها في أدوار الإغراء والقبلات، فأجابت بسنت دون تردد:
“أنا برفض أدوار الإغراء، ومش حابة أعمل النوع ده من المشاهد.”
وأكدت أنها تتفهم اختلاف الآراء في هذا السياق، لكنها تتخذ موقفًا شخصيًا لا يقبل المساومة أو التبرير:
“مش كل الناس هتتفق، بس أنا شايفة إن الناس بتتفرج علينا في بيوتها، في أطفال حوالينا، وأنا مش عايزة أكون سبب إن حد يغير القناة علشان مشهد مش لائق.”
وأضافت:
“أنا بحب الناس تشوفني في شكل محترم، كبار وصغار يقدروا يتفرجوا من غير إحراج أو قلق، حتى لو فيه مشاهد مش مقتنعين بيها، على الأقل ما تزعجش حد.”
فن يخاطب العائلة: هدف بسنت الأسمى
الموقف الذي عبّرت عنه بسنت لم يكن مجرد رد عابر، بل جاء من قناعة راسخة أن الفنان ليس فقط وسيلة ترفيه، بل قدوة وصاحب تأثير مباشر في سلوك الجمهور.
أشارت إلى أن البعض يرى الفن كمرآة للواقع ويطالب بجرأة الطرح، لكنها في المقابل ترى أن من حق الجمهور أيضًا أن يشاهد عملًا فنيًا دون خجل أو توتر، خصوصًا عندما يكون محاطًا بأسرته أو أطفاله.
وتابعت:
“أنا مش ضد اللي بيقدموا المشاهد دي، كل واحد حر، بس أنا مش شايفة نفسي في الحتة دي، ومش هعرف أقديها، لا جسديًا ولا نفسيًا ولا حتى إيمانيًا.”
خلاف صادم مع صديقة: “قالت إني بحسدها علشان أنا عاقر”
انتقل الحوار إلى جانب شخصي مؤلم في حياة بسنت النبراوي، حين تحدثت عن أزمة مع إحدى صديقاتها المقرّبات. فقد فوجئت بكلام جارح يمسّ إنسانيتها وخصوصيتها.
“صاحبتي طلعت بتقول عليا إني بحسدها على بنتها علشان أنا مخلّفتش! ودي حاجة وجعتني جدًا ومش قادرة أنساها.”
وصفت بسنت كيف كانت هذه الكلمات بمثابة طعنة من أقرب الناس، مؤكدة أن السبب لم يكن خلافًا عاديًا بل غيرة دفينة كانت تبحث عن مخرج قبيح.
“هي كان عندها غيرة مني، وحبت تجرحني بأكتر حاجة ممكن توجعني كست، ومن ساعتها وأنا مش مسامحاها، ومش ناوية أسامح.”
الإيمان أقوى من الألم: “كل شيء بإيد ربنا”
رغم المرارة التي بدت واضحة في صوتها، لم تنس بسنت أن تؤكد إيمانها بقضاء الله وقدره. تحدثت بعمق عن قناعتها بأن تأخر الإنجاب هو ابتلاء له حكمة إلهية، قائلة:
“أنا مؤمنة إن كل حاجة بإيد ربنا، ولو ما خلفتش لحد دلوقتي فده خير، يمكن ربنا شايف إن مش وقته، أو بيحميني من حاجة ممكن تؤذي طفل أنا أجيبه.”
وأضافت بأسى:
“مفيش حد بيحب الأطفال قدّي، وأنا بتمنى من قلبي إن ربنا يرزقني، حتى لو في يوم وليلة، بس مش مستعجلة، أنا واثقة في ربنا.”
“حسبي الله ونعم الوكيل فيها”
وعندما سألتها الإعلامية عن احتمالية التصالح مع صديقتها، قالت بسنت إنها ترفض ذلك تمامًا، موضحة:
“هي ما حاولتش تتصالح معايا، ولا حتى اعتذرت، بالعكس فضلت تتكلم عني بسوء قدام الناس، والناس نفسها بعدت عنها علشان أسلوبها جارح.”
ثم ختمت كلامها عن هذه الصديقة بجملة مؤثرة:
“حسبي الله ونعم الوكيل فيها، واللي يعاير حد بحاجة، ربنا ممكن يبتليه بيها في أي لحظة.”
رسالة دعم من الجمهور
منذ بث المداخلة، انهالت على بسنت مئات الرسائل من الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يحمل أغلبها دعمًا نفسيًا ومعنويًا للفنانة الشابة التي تحظى بحب الكثيرين، خاصة بين الأجيال الجديدة.
البعض أشاد بموقفها الصريح من أدوار الإغراء، ورأى فيه احترامًا حقيقيًا للفن والجمهور، بينما آخرون تعاطفوا بشدة مع أزمتها الشخصية، معتبرين أن ما تعرّضت له هو تنمّر عاطفي قاسٍ لا يصح أن يصدر عن شخص مقرّب.
الفن عند بسنت النبراوي: رسالة وليست استعراضًا
الخط الذي تسير عليه بسنت يضعها في دائرة الفنانين الملتزمين أخلاقيًا، وليس بالضرورة دينيًا فقط. فهي تتعامل مع الفن على أنه رسالة مجتمعية وليس فقط وسيلة للشهرة أو لجذب الأضواء.
وصرّحت في مداخلتها:
“أنا مش بتعامل مع الفن على إنه شغل بس، ولا عايزة أعمل أي حاجة وخلاص، لأ، أنا بحب أسيب بصمة، حتى لو صغيرة، بس تكون نظيفة.”
أدوار تحلم بها: إنسانة ملهمة لا ضحية مثيرة
في ختام الحديث، عبرت بسنت عن نوعية الأدوار التي تأمل في تقديمها مستقبلًا، قائلة:
“نفسي أعمل شخصية تبقى ملهمة للبنات، شخصية عندها هدف، عندها قضية، مش مجرد بنت حلوة بتستعرض جسمها قدام الكاميرا.”
وأضافت أنها تتمنى أن تُسند لها أدوار درامية تُبرز قدراتها التمثيلية، وليس شكلها فقط، لأن الجمال وحده لا يصنع نجمة.
خاتمة: امرأة تواجه المجتمع بثبات
بسنت النبراوي، من خلال هذه المداخلة، أثبتت أنها أكثر من مجرد فنانة شابة تبحث عن دور. هي إنسانة تمر بتجارب موجعة، وتختار أن تتعامل معها بكرامة وقوة وإيمان.
من رفضها للمشاهد الجريئة، إلى مواجهتها لكلمات جارحة تمس إنسانيتها، ظهرت صورة فنانة تعرف جيدًا من تكون، وماذا تريد، وإلى أين تمضي.
وبين الحلم بالأمومة، والإصرار على تقديم فن محترم، يبدو أن بسنت النبراوي تقف اليوم عند نقطة تحوّل حقيقية في مشوارها… فهل تكون الفترة القادمة انطلاقتها الكبرى؟
الزمن كفيل بالإجابة، لكن جمهورها بات يرى فيها رمزًا لصوت نسائي حرّ، لا يساوم، ولا يخجل من ضعفه، ولا يخاف من صدقه.