أمريكا – السابعة الإخبارية
جوجل جيميني.. شهد العالم التقني هذه الأيام طفرة جديدة في أدوات الذكاء الاصطناعي، وأحدثها ظهور Google Gemini الذي تحوّل في فترة وجيزة إلى “ترند” على منصات التواصل الاجتماعي. لم يعد التطبيق مجرد أداة للإجابة عن الأسئلة أو إنشاء نصوص، بل أصبح منصة متعددة الاستخدامات، تتيح للمستخدمين تحويل صورهم الشخصية إلى بورتريهات كلاسيكية عالية الدقة (4K)، في تجربة أقرب ما تكون إلى ورشة فنية رقمية.
من التماثيل ثلاثية الأبعاد إلى الصور الكلاسيكية
منذ إطلاقه، جذب جوجل جيميني ملايين التجارب المتنوعة، حيث اتجه البعض نحو استخدامه في إنتاج صور تماثيل ثلاثية الأبعاد أو دمج الأزياء التقليدية مثل الساري الهندي في صورهم. لكن الموجة الأبرز حالياً هي تحويل صور السيلفي اليومية إلى بورتريهات فنية كلاسيكية تحاكي لوحات كبار الرسامين، بدقة تفاصيل مدهشة تبرز ملامح الوجه والإضاءة والملابس بطريقة غير مألوفة.

كيف تبدأ تجربتك مع جوجل جيميني؟
للحصول على صورة بورتريه كلاسيكية:
1. سجّل الدخول إلى جوجل جيميني باستخدام حسابك الشخصي على الهاتف أو الكمبيوتر.
2. حمّل صورة سيلفي واضحة، مع ضرورة أن يظهر الوجه بالكامل.
3. اكتب وصفًا تفصيليًا للصورة التي ترغب بها. فكلما زادت التفاصيل (نوع الملابس، الإضاءة، الخلفية)، زادت دقة النتيجة.
4. بعد المعالجة، يمكنك تنزيل الصورة النهائية بدقة 4K وحفظها.
على سبيل المثال، أحد الأوصاف التي جرّبها المستخدمون كان:
“صورة بورتريه بدقة 4K لشاب هندي يرتدي شيرفاني أبيض وفضي مع ساعة فضية، ينظر إلى يمينه بخلفية دافئة مضاءة بضوء جانبي.”
وجاءت النتيجة شديدة القرب من التوقعات، لدرجة أن كثيرين وصفوها بأنها تصلح كصورة غلاف أو لوحة جدارية.
الخصوصية.. مصدر القلق الأكبر
رغم إبداع هذه الميزة، إلا أن سؤال الخصوصية يفرض نفسه بقوة. فوفقًا لمركز خصوصية جوجل جيميني، يتم جمع جميع البيانات التي يرفعها المستخدم، بما في ذلك الصور والملفات وحتى مقاطع الفيديو أو الصفحات التي يشاركها عبر المتصفح.
توضح جوجل جيميني أن هناك ميزة الحذف التلقائي للبيانات، مع خيارات مرنة تتراوح بين 3 و18 و36 شهرًا، كما يمكن إلغاء الحذف التلقائي من الإعدادات. ومع ذلك، يظل القلق قائماً لدى كثيرين بشأن احتمالية تخزين صور شخصية أو إساءة استخدامها.

هل الخدمة مجانية؟
الخبر السار أن إنشاء صور بورتريه عبر جوجل جيميني مجاني للمستخدمين، ولكن بحدود يومية معينة. بينما يحصل مشتركو الباقات المدفوعة على عدد أكبر من المحاولات اليومية وخيارات مميزة. هذا يجعل الخدمة في متناول الجميع، لكنها تفتح الباب أيضاً لمنافسة قوية بين باقات مجانية ومدفوعة، شبيهة بنماذج الأعمال في تطبيقات تحرير الصور الشهيرة.
واقعية الصور بين الانبهار والانتقاد
حتى الآن، تبدو الصور المنتَجة واقعية للغاية، حيث تمكن Gemini من التقاط ملامح الوجه، الإضاءة، وحتى الظلال بطريقة تضاهي التصوير الاحترافي. غير أن بعض المراقبين يرون أنه لا يزال من السهل اكتشاف أنها صور مولدة بالذكاء الاصطناعي عند التدقيق في التفاصيل الدقيقة للبشرة أو ملامح العيون.
مع ذلك، يعتقد خبراء التقنية أن التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي سيجعل الفارق بين الصورة الحقيقية والمصنوعة عبر الخوارزميات يكاد يختفي خلال سنوات قليلة.
استخدامات عملية تتجاوز الترفيه
لا تقتصر الميزة على التسلية أو الاستعراض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بل يمكن أن تمتد لاستخدامات عملية مثل:
• التسويق الشخصي: حيث يمكن للمهنيين إنشاء صور شخصية احترافية دون الحاجة إلى جلسات تصوير مكلفة.
• المشاريع الفنية: إحياء الطابع الكلاسيكي أو مزج الأزياء التقليدية بالأساليب الحديثة.
• الهويات الرقمية: استخدام الصور كصور بروفايل مميزة على منصات العمل أو التواصل.

بين الإبداع والمسؤولية
يبقى السؤال الأهم: هل نحن أمام ثورة جديدة في الفن الرقمي أم أمام تحدٍ جديد لخصوصية الأفراد؟ جوجل تراهن على أن الإبداع سيغلب المخاوف، وتؤكد أن أدوات الخصوصية كافية لطمأنة المستخدمين. لكن التجارب السابقة مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي أظهرت أن الثقة وحدها لا تكفي، بل يتطلب الأمر تشريعات واضحة وآليات رقابة صارمة.
بفضل Google Gemini، بات بالإمكان تحويل صورة سيلفي عادية إلى لوحة بورتريه كلاسيكية ساحرة بدقة 4K، في دقائق معدودة وبتكلفة شبه معدومة. وبينما يثير الأمر حماس عشاق التكنولوجيا والفن، فإنه يعيد أيضاً إلى الواجهة نقاش الخصوصية ومستقبل العلاقة بين الإنسان والآلة.
في النهاية، يظل المستخدم هو صاحب القرار: إما أن يخوض تجربة استثنائية تجمع بين الفن والتكنولوجيا، أو يتحفظ حتى تتضح الرؤية القانونية والأمنية بشكل أكبر.