لبنان – السابعة الاخبارية
فارس كرم، لم يكن الفنان اللبناني فارس كرم يتوقع أن اسمه سيتصدر المشهد الإعلامي خلال الأسابيع الأخيرة بسبب أزمة غير فنية، تمثلت في انتشار شائعات حول إساءته لعاملة منزلية، وهي الأخبار التي وصفها بأنها عارية عن الصحة ومسيئة لسمعته وكرامته وعائلته. وفي المقابل، لم يسمح كرم لهذه الأزمة أن تؤثر على مساره الفني، حيث يواصل نشاطه الغنائي عبر جولات وحفلات في أكثر من دولة عربية وأجنبية.
فارس كرم: أزمة عابرة ومسيرة فنية مستمرة
أصدر المكتب الإعلامي للفنان فارس كرم بيانًا رسميًا، وضع من خلاله النقاط على الحروف فيما يخص ما أثير حوله. وأوضح البيان أن ما يتم تداوله لا يمت للحقيقة بصلة، بل يندرج ضمن إطار الشائعات التي تهدف إلى تشويه صورة الفنان أمام جمهوره والرأي العام.
وأكد البيان أن العاملات اللواتي يتواجدن في منزله ومنزل والدته منذ أكثر من عشر سنوات، يعشن في بيئة يسودها الاحترام والرعاية، وهنّ بالنسبة له ولعائلته أشبه بأفراد من الأسرة. وأشار إلى أن اتهامات الإساءة التي روّجتها بعض الصفحات الإلكترونية، لا تستند إلى أي دليل أو واقعة حقيقية.
ولم يقف فارس كرم مكتوف الأيدي، بل لجأ إلى السبل القانونية عبر محاميه الخاص، الذي بادر إلى رفع دعاوى قضائية ضد الجهات التي نشرت هذه الأخبار الكاذبة، سواء كانت مكاتب إعلامية أو منصات عبر مواقع التواصل الاجتماعي. هذه الخطوة، وفق مراقبين، تعكس إصرار كرم على الدفاع عن سمعته وسمعة أسرته، وعدم السماح بتشويهها عبر منصات افتراضية أو أخبار مفبركة.
الشائعات والفنانين.. معاناة متكررة
ما تعرض له فارس كرم ليس حالة فردية، بل هو جزء من ظاهرة أوسع يعيشها كثير من الفنانين العرب والعالميين، حيث تنتشر أخبار ملفقة عبر مواقع التواصل أو بعض الوسائل الإعلامية، ما يضع الفنان في موقف حرج أمام جمهوره.
هذه الأخبار، غالبًا ما تركز على الحياة الشخصية أكثر من المسار الفني، وهو ما يزيد من خطورتها. فبينما يحتاج الفنان لسنوات لبناء رصيده الفني والشعبي، قد تضر شائعة واحدة بهذه الصورة، وتؤثر على سمعته لوقت طويل.
وفي حالة فارس كرم، الذي يتمتع بمكانة فنية وشعبية واسعة منذ انطلاقته في أواخر التسعينيات، جاءت هذه الاتهامات لتفتح نقاشًا حول حدود الحرية الإعلامية، وضرورة التحقق من صحة الأخبار قبل نشرها.
ردود فعل الجمهور
ما إن انتشرت الأخبار حتى تباينت ردود فعل الجمهور على منصات التواصل الاجتماعي. فهناك من تعامل مع الاتهامات باعتبارها أخبارًا صادمة تحتاج إلى التوضيح، بينما عبّر جمهور واسع عن تضامنه مع فارس كرم، معتبرين أن ما جرى لا يتوافق مع شخصيته الإنسانية والفنية المعروفة.
وقد ساهم البيان الصحفي الذي أصدره الفنان في تهدئة الجدل وتوضيح الموقف، خصوصًا بعد أن أشار إلى احترامه للعاملات في منزله، وحرصه على معاملتهن كجزء من العائلة. هذا الموقف عزز ثقة جمهوره به، وأعاد التركيز إلى فنه بدلاً من الشائعات.
فارس كرم والفن.. مسيرة ممتدة
بعيدًا عن الأزمة الأخيرة، يواصل فارس كرم مسيرته الفنية الناجحة، التي امتدت على أكثر من عقدين من الزمن. فقد اشتهر منذ بداياته بالأغاني الجبلية اللبنانية ذات الإيقاع السريع، مثل “التنورة” و”نسونجي”، التي شكلت بصمته الخاصة في الساحة الغنائية.
ومع مرور الوقت، استطاع أن يجدد أسلوبه الغنائي ليلائم الأذواق الحديثة، دون أن يفقد هويته الفنية الأصلية. هذا التنوع جعله حاضرًا في المهرجانات والحفلات الكبيرة داخل لبنان وخارجه، وأكسبه جمهورًا واسعًا في مختلف الدول العربية.
نجاح “قلة أدب” وترقب “قلتلك عشقان”
في الآونة الأخيرة، طرح فارس كرم أغنيته الجديدة “قلة أدب”، التي لاقت انتشارًا كبيرًا بين جمهوره، وأكدت قدرته على تقديم أعمال لافتة تتناسب مع ذوق الشباب وتواكب متطلبات السوق الفني.
ولم يتوقف عند ذلك، إذ أعلن عن استعداده لطرح عمل غنائي جديد بعنوان “قلتلك عشقان”، وهو عنوان أثار فضول المتابعين الذين ينتظرون معرفة تفاصيل هذه الأغنية، سواء من حيث كلماتها أو لحنها أو الفيديو كليب المصاحب لها.
هذا الترقب يعكس أن جمهور كرم لا يزال وفيًا لأعماله، ويمنحه الدعم الكامل رغم الأزمات التي قد تحاول بعض الجهات افتعالها ضده.
جولة فنية واسعة
إلى جانب نجاحه الفني على مستوى الأغاني، يواصل فارس كرم نشاطه عبر سلسلة من الحفلات والمهرجانات التي يشارك فيها داخل وخارج لبنان. ومن أبرز هذه المحطات، مشاركته المرتقبة في مهرجان أمواج العقبة في الأردن، يوم الجمعة 26 سبتمبر 2025، حيث سيقف على خشبة المسرح إلى جانب الفنان اللبناني معين شريف، في سهرة فنية ينتظرها الجمهور الأردني بشغف.
كما يستعد لإحياء حفل آخر في مدينة أنطاكيا التركية يوم السبت 14 أكتوبر المقبل، قبل أن يعود مجددًا إلى الأردن، وتحديدًا العاصمة عمان، في حفل يشارك فيه مع النجمة اللبنانية هيفاء وهبي يوم الجمعة 7 نوفمبر 2025.
هذه الجولة الفنية تعكس إصراره على الاستمرار في العطاء الفني، وتؤكد أن حضوره الجماهيري لم يتأثر بالشائعات أو الأزمات الإعلامية.
بين القانون والفن.. معادلة فارس كرم
يمثل تعامل فارس كرم مع الأزمة الأخيرة درسًا مهمًا في كيفية الفصل بين الجانب القانوني والجانب الفني. فمن جهة، لجأ إلى القضاء لمحاسبة من أساء إليه، ومن جهة أخرى، استمر في نشاطه الفني ولم يسمح للشائعات أن تشتت تركيزه أو أن تحرمه من التواصل مع جمهوره.
هذا الموقف، وفق محللين، يعكس نضجًا في التعامل مع الأزمات، ويعطي مثالًا للفنانين الآخرين في كيفية مواجهة الأخبار الكاذبة بشكل قانوني وحضاري، بدلًا من الانجرار إلى مهاترات إعلامية أو الردود الانفعالية.
سمعة الفنان.. رأس المال الحقيقي
في النهاية، يبقى رأس المال الحقيقي لأي فنان هو سمعته وصورته أمام جمهوره. وإذا كان الفن هو الأداة التي يصنع من خلالها النجومية، فإن الحفاظ على السمعة هو ما يضمن استمرارية هذه النجومية.
فارس كرم، الذي استطاع عبر سنوات أن يرسخ حضوره الفني، يواجه اليوم تحديًا من نوع آخر، لكنه يبدو واثقًا من تجاوزه عبر القانون والفن معًا. ومع استمرار حفلاته ونجاح أغانيه الجديدة، يبدو أن جمهوره لا يزال متمسكًا به، وأن مسيرته الفنية قادرة على الاستمرار رغم كل الشائعات.
خاتمة
يمكن القول إن أزمة فارس كرم الأخيرة لم تكن سوى اختبار جديد لقدرة الفنان على مواجهة التحديات. وبينما حاولت بعض الجهات النيل من سمعته عبر شائعات مغرضة، جاء رده واضحًا وحازمًا عبر القانون. وفي الوقت ذاته، أكد حضوره الفني عبر نجاحاته الغنائية وجولاته الفنية.
إنها معادلة صعبة، لكن فارس كرم نجح في تحقيقها: الدفاع عن اسمه أمام العدالة، ومواصلة مسيرته أمام جمهوره. وهو ما يجعله نموذجًا لفنان يعرف جيدًا أن النجومية لا تُقاس فقط بعدد الأغاني الناجحة، بل أيضًا بقدرته على الصمود في وجه الأزمات.