أمريكا – السابعة الاخبارية
سلفستر ستالون، منذ أن ظهر للمرة الأولى بشخصية “جون رامبو” في فيلم First Blood عام 1982، ظلّ اسم سلفستر ستالون مقترنًا ارتباطًا وثيقًا بهذه الشخصية العسكرية الجريحة، التي أصبحت رمزًا للقوة والانكسار الإنساني معًا.
واليوم، وبعد مرور أكثر من أربعة عقود على انطلاق السلسلة، يعود الحديث مجددًا عن نسخة تمهيدية (Prequel) جديدة من “رامبو”، تستعرض جذور الشخصية في سنوات شبابه خلال حرب فيتنام، باستخدام مزيجٍ من التمثيل الواقعي وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
سلفستر ستالون يظهر بنسخة رقمية شابة في بودكاست مفاجئ
في لقاء خاص عبر بودكاست Bingeworthy الذي تبثه قناة The Playlist، فاجأ ستالون جمهوره بإعلانه إنشاء نسخة رقمية منه بعمر 18 عامًا، في محاولة لإعادة إحياء شخصية “رامبو الشاب”.
وقال ستالون: “ظنّ الجميع أنني فقدت صوابي عندما أخبرتهم أنني أعمل على إنشاء نسخة شابة مني، لكن الذكاء الاصطناعي قادر على إنجاز ذلك بدقة مذهلة. رامبو الشاب في سايغون.. هذه الفكرة كانت تراودني منذ سنوات.”
ولم يُعلن ستالون ما إذا كان سيتم استخدام النسخة الرقمية في الفيلم الجديد، أم أنها ستكون فقط وسيلة لتوجيه الإنتاج أو اختبار الأفكار البصرية.
من هو “رامبو” الجديد؟ مفاوضات مع نوح سينتينيو
بحسب تقرير من موقع Deadline الشهير، دخلت شركات الإنتاج في مفاوضات متقدمة مع النجم الصاعد نوح سينتينيو لتجسيد شخصية “رامبو الشاب”، في الفيلم المنتظر.
ويأتي هذا الاختيار في وقت تتجه فيه السينما العالمية نحو تقديم نسخ جديدة من الشخصيات الأيقونية بوجوه شابة، لجذب جيل جديد من الجمهور، تمامًا كما حدث في أعمال مثل “Indiana Jones” و”Mad Max”.
الفيلم سيُخرجُه الفنلندي جالماري هيلاندر المعروف بأسلوبه البصري الحاد، بينما سيتولى كتابة السيناريو الثنائي روري هاينز وسوهراب نوشيرفاني، الذين سبق لهما العمل على نصوص تتميز بالحس الواقعي والتوتر الدرامي.
تحذير ستالون: “لا أحد ينجو من المقارنة”
رغم حماسه لفكرة العودة إلى الجذور، أبدى ستالون قلقه من ثقل المقارنة بين النسخة الأصلية والجديدة، قائلًا:
“مهما كانت موهبة الممثل الذي سيؤدي الدور، سيظل الناس يقارنونه بنسخة رامبو التي عرفوها منذ الثمانينات. وأنا مررت بنفس التجربة عندما قمت ببطولة إعادة لفيلم Get Carter، لم يكن الأمر سهلًا أبدًا.”
ويضيف:
“رامبو ليس مجرد عضلات وسلاح، هو حالة نفسية وعاطفية معقدة، تمثل صدمة الحرب، والوحدة، والبحث عن العدالة وسط الفوضى.”
تصريحات ستالون عكست احترامه الكبير للشخصية التي صنعت تاريخه الفني، مع إدراكه الكامل أن إعادة إنتاجها في قالب شبابي يحمل مخاطرة فنية كبيرة.
العودة إلى الجذور.. أحداث الفيلم تدور في فيتنام
المعلومات المتوفرة حاليًا تشير إلى أن النسخة الجديدة من الفيلم ستحمل اسمًا مبدئيًا لم يُعلن بعد، لكنها ستغوص في ماضي جون رامبو عندما كان شابًا يخوض غمار حرب فيتنام، قبل أن يعود إلى وطنه محطمًا نفسيًا ويبدأ رحلته في الجزء الأول.
وستستند القصة إلى رواية First Blood الأصلية التي كتبها ديفيد موريل عام 1972، والتي كانت أكثر سوداوية من الفيلم، إذ رسمت شخصية رامبو كجندي سابق يعاني من اضطرابات نفسية حادة بسبب الحرب، ويخوض صراعًا مأساويًا مع الشرطة والمجتمع.
النسخة الجديدة ستُعيد التركيز على تلك الخلفيات النفسية، مع مشاهد قتال وحركة تنقل روح السلسلة إلى جيل جديد من الجمهور.
تفاصيل الإنتاج: أين ومتى يبدأ التصوير؟
من المقرر أن ينطلق تصوير الفيلم مطلع عام 2026، مع اختيار تايلاند كموقع رئيسي لتصوير المشاهد التي تدور في الأدغال ومناطق القتال.
أما عن شركة الإنتاج، فإن كل الأنظار تتجه نحو Lionsgate، التي سبق لها إنتاج الأجزاء الأخيرة من السلسلة، ويتوقع أن تكون المرشح الأقوى للاستحواذ على حقوق إنتاج وتوزيع الفيلم الجديد، نظرًا لسجلها الطويل في إنتاج أفلام الحركة ذات الطابع الجماهيري.
رامبو.. أكثر من مجرد بطل أكشن
لم يكن رامبو يومًا مجرد بطل أكشن يركض بالرشاشات في الأدغال. بل هو رمز لجيل كامل عايش أزمات حقيقية تتعلق بالحرب، والهوية، والانتماء.
عند إطلاقه عام 1982، أثار First Blood جدلًا واسعًا لأنه قدّم جنديًا أمريكيًا كضحية للنظام والمجتمع، وليس كبطل خارق كما جرت العادة. وساهم هذا التناول في جعله أكثر واقعية، وأكثر قربًا من الناس.
وواصلت الأجزاء اللاحقة هذه الرحلة، لكنها تحولت تدريجيًا إلى أفلام تجارية تركز على الحركة والمعارك، خاصة مع أجزاء مثل “Rambo III” و”Rambo IV”.
لكن جزءًا كبيرًا من الجمهور لا يزال يرى في رامبو شخصية إنسانية بالدرجة الأولى، تحمل في طياتها جراح الحروب وآثارها النفسية.
كيف يمكن للنسخة الجديدة أن تنجح؟
نجاح الفيلم الجديد سيعتمد على عدة عوامل محورية:
- اختيار الممثل المناسب: شخصية رامبو تتطلب توازنًا بين القوة البدنية والعمق العاطفي، وإذا لم يكن نوح سينتينيو قادرًا على تقديم هذا التوازن، فسيواجه انتقادات كبيرة.
- السيناريو والحبكة: التركيز على العناصر النفسية، ومآسي الحرب، بدلًا من مشاهد القتال فقط، يمكن أن يخلق تجربة غنية.
- المؤثرات البصرية والذكاء الاصطناعي: استخدام نسخة رقمية من ستالون يجب أن يكون بحذر، لتجنّب الوقوع في فخ “الفيلم الرقمي البارد” الخالي من المشاعر.
- الحفاظ على هوية السلسلة: مع التطور التقني، يجب ألا تضيع “الروح الأصلية” التي جعلت رامبو أيقونة.
هل يمكن أن يظهر ستالون في الفيلم؟
حتى الآن، لا توجد أي تأكيدات حول ظهور سيلفستر ستالون في النسخة الجديدة، سواء من خلال لقطات حية، أو عبر صوته، أو حتى بشخصية راوٍ يربط بين الماضي والحاضر.
لكن بعض التقارير تتحدث عن إمكانية إدماج المشاهد الرقمية لستالون الشاب ضمن العمل، خاصة في افتتاحية الفيلم، أو في بعض الفلاشباكات التفسيرية.
وجود ستالون بشكل مباشر قد يمنح المشروع “ختم الموافقة” من الجمهور القديم، لكنه أيضًا قد يزيد الضغط على فريق العمل لتقديم نسخة تليق بالإرث الكبير للسلسلة.
كلمة أخيرة: هل العالم مستعد لرامبو جديد؟
في عالم يشهد ثورات تقنية ضخمة في الذكاء الاصطناعي، والتمثيل الرقمي، والواقع المعزز، يبدو أن إعادة إحياء الأبطال الكلاسيكيين أمر لا مفر منه.
لكن السؤال الحقيقي يظل: هل العالم مستعد لرامبو جديد؟
قد تكون الإجابة: نعم، إذا استطاع الفيلم الجديد أن يحترم الأصل، ويعيد اكتشاف الشخصية في ضوءٍ إنساني معاصر، دون أن يقع في فخ التكرار أو الاستعراض الفارغ.
رحلة “رامبو الشاب” تبدأ قريبًا… فهل سيكون بقدر الأسطورة؟