الصين – السابعة الإخبارية
iPhone 17.. في عالم الشركات والتقنيات المتسارعة، تبرز أحيانًا مبادرات غير تقليدية تخلط بين الكرم والذكاء الإداري، وهذا ما فعله تيم بان، الرئيس التنفيذي لشركة Mediastorm الصينية الناشئة في مجال الإعلام الرقمي، عندما قرر إهداء كل موظف بالشركة هاتف iPhone 17 Pro Max الجديد، بعد ساعات فقط من طرحه عالميًا.
الخطوة التي وُصفت بأنها “مذهلة” و”غير مسبوقة” سرعان ما تصدرت قوائم الأكثر تداولًا في الصين وخارجها، بعدما بدأ أحد الموظفين بنشر صورة على منصة Xiaohongshu، يظهر فيها إشعار داخلي يخبره بأن الشركة ستمنحه الهاتف مجانًا، إلى جانب تحمّل الضرائب والرسوم المرتبطة بالهدية.

تكنولوجيا وامتنان.. بسعر 1899 دولارًا لكل موظف
الهاتف الذي يبلغ سعره حوالي 1,899 دولار أمريكي، جاء هدية شخصية من الرئيس التنفيذي لكل العاملين في الشركة، من التنفيذيين إلى المتدربين الجدد، كجزء من تقليد سنوي اعتاد عليه موظفو Mediastorm في السنوات الأخيرة.
ففي العام الماضي، حصل الموظفون على iPhone 16 Pro وساعات Apple Watch Series 10، في رسالة واضحة من الإدارة بأن الثقافة المؤسسية للشركة تقوم على التقدير والتحفيز والتكريم الحقيقي للجهود المبذولة.
لكن هذه المبادرة، رغم طابعها الإنساني، لم تكن فقط لفتة عاطفية، بل حملت أبعادًا إدارية واستراتيجية وتسويقية دقيقة، تؤكد فكرًا مختلفًا في إدارة فرق العمل الحديثة.
التسويق الذكي.. بدون إعلانات
يرى خبراء في الإدارة وريادة الأعمال أن ما فعله تيم بان لا يمكن اختزاله تحت مظلة الكرم فقط، بل يُعد تحركًا تسويقيًا ذكيًا ومبنيًا على فهم عميق لسلوك الجمهور والتفاعل على المنصات الرقمية.
فكل موظف يمتلك الآن هاتفًا متطورًا يمكنه من إنتاج محتوى عالي الجودة، وهذا يعزز بشكل مباشر قدرة Mediastorm على التميز في صناعة المحتوى الرقمي، أحد أهم مجالات المنافسة في السوق اليوم.
كما أن هذا القرار جعل من كل موظف “سفيرًا حيًا” للعلامة التجارية، حيث انتشرت صور الهواتف والقصص المرتبطة بها بسرعة البرق على شبكات التواصل، ما أدى إلى ملايين الانطباعات والتفاعلات دون إنفاق الشركة فلسًا واحدًا على إعلانات تقليدية.
جذب المواهب والاحتفاظ بها
في سوق شديدة التنافسية مثل السوق الصينية، تعتبر قدرة الشركات الناشئة على استقطاب المواهب والاحتفاظ بها واحدة من أكبر التحديات.
مبادرة مثل هذه تسهم في تعزيز صورة Mediastorm كبيئة عمل مرنة، محفزة، وتحترم الموظفين، وهي العناصر التي يبحث عنها الشباب الصاعد في سوق العمل.
ووفقًا لمحللين، فإن هذه الخطوة قد تلعب دورًا جوهريًا في استقطاب كفاءات جديدة ترغب في العمل في مكان يُقدّرها بالفعل، وليس فقط بالأجر الشهري، بل بالاحترام والمكافآت واللفتات التي تلامس القلوب.

iPhone 17 Pro Max.. قوة تقنية وشكاوى مبكرة
الهاتف الذي حصل عليه موظفو Mediastorm يأتي ضمن الجيل الأحدث من هواتف آبل، وهو iPhone 17 Pro Max، الذي طُرح في الأسواق هذا الشهر، مع وعود كبيرة من الشركة الأمريكية بتقديم تصميم أكثر متانة، وزن أخف، ومعالج فائق السرعة، إلى جانب تحسينات في الكاميرا والتصوير الليلي والفيديو.
إلا أن الهاتف لم يسلم من بعض الانتقادات التقنية المبكرة، حيث اشتكى عدد من المستخدمين من “هشاشة غير متوقعة” في الظهر الزجاجي رغم مزاعم المتانة.
وبينما لم تُعلّق Apple رسميًا على تلك التقارير بعد، فإن لقطة طريفة حدثت خلال حفل الإطلاق ساهمت في تخفيف التوتر، عندما سقط هاتف جديد من يد أحد المعجبين أمام تيم كوك، الرئيس التنفيذي لآبل، الذي تعامل مع الموقف بروح دعابة ووقع على الهاتف كتذكار.
بين التسويق والعلاقات الإنسانية
مبادرة تيم بان جاءت في توقيت مثالي، جمعت بين الاهتمام بالتكنولوجيا والموظفين معًا، وبين التكريم والتسويق في حزمة واحدة.
فلم يذهب الهاتف إلى مؤثرين على تيك توك، أو إلى حملات مدفوعة على يوتيوب، بل إلى أشخاص يعملون بصدق داخل الشركة، وأصبحوا تلقائيًا أفضل من يروّج لها.
وفي زمن تُقاس فيه العلاقات المؤسسية بالأرباح فقط، قدمت Mediastorm نموذجًا يحتذى به في دمج الإحساس الإنساني بالذكاء الإداري، حيث لا تكون التكنولوجيا مجرد أداة، بل وسيلة لتقوية الروابط داخل الشركة.

قد تبدو فكرة توزيع هواتف باهظة على جميع الموظفين مغامرة مالية في ظاهرها، لكنها، في حالة Mediastorm، استثمار طويل الأجل في الثقافة الداخلية، والسمعة الرقمية، وولاء الموظفين.
وبينما تستعد الشركات الأخرى لإطلاق حملاتها التسويقية الضخمة، اختار تيم بان أن تبدأ حملته من الداخل… من قلوب موظفيه.
