أمريكا – السابعة الاخبارية
تايلور سويفت، في فصل جديد من سلسلة القضايا التي تواجهها النجمات العالميات بسبب هوس المعجبين وتحول الإعجاب إلى تهديد، حصلت نجمة البوب الأمريكية تايلور سويفت على أمر قضائي دائم بمنع رجل يُدعى براين جيسون واغنر من الاقتراب منها، بعد أن تورط في سلسلة من التصرفات المريبة التي هددت أمنها الشخصي وحياتها الخاصة.
القرار القضائي الصادر مؤخرًا من محكمة في لوس أنجلوس جاء بعد أشهر من الملاحقات المقلقة التي مارسها الرجل، والتي شملت محاولات متكررة لاقتحام عالم تايلور سويفت، سواء ماديًا أو عبر وسائل الاتصال، بل ووصلت حد ادعائه أن بينه وبين النجمة علاقة شخصية وإنجابية.
تايلور سويفت تحت الحراسة.. أمر تقييدي صارم لحماية نجمة البوب
أصدرت المحكمة أمرًا تقييديًا نهائيًا يمنع براين جيسون واغنر، البالغ من العمر 45 عامًا، من الاقتراب من تايلور سويفت لمسافة تقل عن 100 ياردة (حوالي 91 مترًا)، سواء من منزلها في لوس أنجلوس، أو من سيارتها، أو من مكان عملها أو تواجدها العام.
الأمر القضائي يمتد لفترة خمس سنوات كاملة، ويشمل كذلك حظرًا على التواصل معها بأي وسيلة، سواء كانت رسائل نصية، بريدًا إلكترونيًا، اتصالات هاتفية، أو حتى رسائل ورقية.
كما تضمن القرار القضائي بندًا واضحًا يُجبر واغنر على عدم حيازة أي نوع من الأسلحة النارية أو الذخيرة، بل وحتى الدروع الواقية، في إجراء احترازي شديد يهدف إلى منع أي تهديد محتمل على حياة الفنانة.
البداية في يونيو.. تحركات مريبة أثارت القلق
تعود جذور القضية إلى شهر يونيو/حزيران الماضي، حين تقدمت تايلور سويفت بطلب للحصول على أمر تقييدي مؤقت ضد الرجل، مدعومة بشهادة فريقها الأمني ومحاميها الشخصي، مشيرين إلى أن واغنر بدأ يظهر سلوكًا غير طبيعي وخطير.
كان واغنر يتردد إلى محيط منزل سويفت بشكل متكرر، محاولًا التواصل معها وجهًا لوجه، ومُدعيًا أنها “أنجبت طفله”. لم يكتفِ بذلك، بل حاول تغيير عنوان سكنه على رخصة القيادة ليطابق عنوان منزلها الشخصي في لوس أنجلوس، وهي خطوة أثارت رعب الطاقم الأمني الخاص بسويفت.
كما تم الإبلاغ عن محاولاته تحويل البريد المرسل إلى منزل سويفت إلى اسمه الشخصي، في سلوك واضح يُظهر نية اقتحام الخصوصية والسيطرة على معلوماتها الشخصية.
تصرفات تُذكّر بكوابيس مشاهير سابقين
ما قام به براين جيسون واغنر لم يكن مجرد ملاحقة عادية، بل كان مثالًا حقيقيًا لما يُعرف بـ”Stalking” أو التلصص والهوس المرضي، وهي ظاهرة يعاني منها عدد من المشاهير حول العالم، وتُعد واحدة من أكبر مهددات السلامة الشخصية للفنانين.
وقد شبّه البعض هذا السلوك بحوادث سابقة شهيرة، أبرزها ما تعرّضت له النجمة سيلينا غوميز وأريانا غراندي وكايلي جينر، إذ تحول الإعجاب لدى بعض الأشخاص إلى سلوك قهري وتطفلي أدى في بعض الحالات إلى اعتداءات فعلية، أو محاولات اقتراب خطيرة.
تايلور سويفت ليست جديدة على هذا النوع من القضايا، فقد سبق أن حصلت على أوامر تقييدية ضد عدد من المعجبين المتحرشين بها في الماضي، ولكن هذه القضية بالذات بدت أكثر إثارة للقلق، خاصة بعد التصرفات المتلاحقة والمتصاعدة من واغنر.
اختفاء غامض زاد الأمر تعقيدًا
ما زاد من خطورة الموقف، هو أن الرجل قد اختفى عن الأنظار في مرحلة لاحقة، بعد أن تم إصدار الأمر التقييدي المؤقت بحقه. وكشفت تقارير أمنية أن محققين خاصين حاولوا تتبّع مكان وجوده في ولاية كولورادو، إلا أنهم لم ينجحوا في العثور عليه لفترة.
هذا الاختفاء أثار موجة قلق شديدة لدى سويفت وفريقها الأمني، إذ لم يُعرف ما إذا كان يخطط لأمر ما، أو ما إذا كان يحاول مفاجأتها في مكان مختلف. وقد ورد أن تايلور أصبحت منذ ذلك الحين أكثر حذرًا في تنقلاتها، كما زادت من الإجراءات الأمنية في محيط مقر إقامتها وعند حضورها المناسبات العامة.
تهديدات إضافية عبر الإنترنت
لم يتوقف الأمر عند حد الملاحقة الجسدية، فقد أشارت التقارير إلى أن سويفت تلقت في الفترة الأخيرة تهديدات من جماعات متطرفة عبر الإنترنت، ما زاد من توتر الوضع، وجعل فريقها القانوني والأمني يرفعان من درجة الحذر والمتابعة.
ورغم أن هذه التهديدات لم تُربط بشكل مباشر بواغنر، فإن تزامنها مع القضية جعله موضع اشتباه مضاعف. ووفقًا لمصادر مطّلعة، فقد جرى التواصل مع وكالات أمنية فيدرالية لمراجعة الرسائل المرسلة إلى النجمة، وتقييم درجة الخطر.
حياة تحت الحصار.. وموقف قضائي صارم
تعيش تايلور سويفت اليوم واحدة من أكثر مراحل حياتها توترًا على الصعيد الشخصي، في ظل الأضواء الدائمة التي تحيط بها، وضغط الشهرة العالمي الذي يضعها تحت المراقبة باستمرار، سواء من معجبين أو متطفلين أو وسائل إعلام.
ولكن الأمر المطمئن في هذه القضية، هو أن المنظومة القانونية الأمريكية أبدت حزمًا واضحًا، واستجابت سريعًا لطلب سويفت بالحماية، ما يعكس مدى الوعي المتزايد بمخاطر “الهوس الجماهيري” وأثره على الفنانين.
ويأمل جمهور سويفت أن تكون هذه الخطوة كافية لردع واغنر وأمثاله، وأن تعيد شيئًا من الطمأنينة إلى حياة فنانتهم المحبوبة، التي لا تزال تواصل تألقها الفني في مواجهة تحديات غير متوقعة.
تايلور سويفت.. أيقونة فنية وسط معارك يومية
رغم التهديدات والملاحقات، تبقى تايلور سويفت واحدة من أقوى نجمات الموسيقى العالمية، بنجاحات متتالية على الساحة الفنية، وحضور دائم في قوائم أكثر الفنانين تأثيرًا في العالم.
فهي ليست فقط مغنية وكاتبة أغاني ومؤدية، بل باتت رمزًا للاستقلالية والجرأة والتعبير عن الذات، ولا تتردد في اتخاذ خطوات قانونية لحماية نفسها، حتى وإن كلفها ذلك مواجهة علنية مع معجبين سابقين.
وإذا كانت الشهرة تحمل معها الكثير من الامتيازات، فإنها كذلك تأتي بكلفة نفسية وأمنية، لا يعرفها إلا من يعيشها، وتايلور سويفت تعرف هذا جيدًا.
كلمة أخيرة
قضية براين جيسون واغنر تسلّط الضوء مجددًا على ضرورة وجود قوانين صارمة لحماية الشخصيات العامة من الهوس والمطاردة، وعلى أهمية اتخاذ الإجراءات الاستباقية لحماية السلامة النفسية والجسدية للفنانين.
وفي حين أُغلقت هذه الصفحة قضائيًا بأمر الحظر، تبقى أعين المتابعين مفتوحة لمراقبة ما إذا كان المتهم سيلتزم فعلاً بالقرار، أم أن القصة لا تزال تحمل فصولًا أخرى لم تُكتب بعد.
حتى ذلك الحين، تستمر تايلور سويفت في حياتها المهنية، ولكن بعيون أكثر حذرًا، وقلب لا يتوقف عن الغناء، رغم كل الضجيج من حوله.