إنجلترا – السابعة الإخبارية
كييزا.. لم تكن مباراة ليفربول أمام ساوثهامبتون في بطولة كأس الرابطة مجرد مواجهة عابرة ضمن جدول مزدحم بالمباريات، بل تحولت إلى محطة فاصلة في مسيرة شاب إيطالي واعد يدعى جيوفاني ليوني، وفي الوقت ذاته، فتحت الباب أمام زميله ومواطنه فيدريكو كييزا ليحصل على فرصة قد تغيّر مساره الأوروبي مع “الريدز”.

لحظة سقوط قاسية
شارك ليوني، صاحب الـ18 عامًا، للمرة الأولى بصفة أساسية بقميص ليفربول منذ انضمامه من بارما خلال الصيف الماضي. وعلى الرغم من البداية القوية التي قدّمها، فإن الدقيقة الـ80 حملت له واحدة من أصعب اللحظات في مسيرته القصيرة، بعدما تعرض لسقوط مؤلم على خط التماس إثر كرة مشتركة مع لاعب من ساوثهامبتون.
الأنفاس حُبست داخل ملعب أنفيلد، والجماهير تابعت المشهد في صمت وهي ترى المدافع الشاب يُنقل على نقالة، وسط مخاوف من إصابة بالغة.
التقارير الطبية الأولية، التي نشرتها صحيفة كورييري ديلو سبورت الإيطالية، أكدت أن اللاعب تعرض لتمزق في الرباط الصليبي، ما يعني غيابه عن الملاعب لفترة قد تمتد إلى تسعة أشهر كاملة. إصابة صادمة أنهت موسمه تقريبًا، ووضعت حدا مؤلمًا لأحلامه في إثبات نفسه سريعًا داخل واحد من أكبر أندية العالم.

من الحلم إلى الغياب الطويل
ليوني لم يكن مجرد اسم عابر في قائمة ليفربول، بل جاء بضجة إعلامية بعد تألقه مع بارما في الكالتشيو، حيث أظهر هدوءًا نادرًا بالنسبة لمدافع شاب، مع عقلية دفاعية ذكّرت المتابعين بصلابة المدافعين الإيطاليين الكبار.
يورغن كلوب سابقًا، ثم خليفته أرني سلوت، كانا ينظران إليه كجزء من المستقبل الدفاعي للفريق، ولهذا تم قيده في قائمة دوري أبطال أوروبا رغم حداثة سنه.
لكن القدر شاء أن يتوقف حلمه مؤقتًا، وهو ما فتح نافذة جديدة لزميله فيدريكو كييزا.
كييزا بين الإحباط والفرصة
كييزا، القادم من يوفنتوس، واجه بداية صعبة مع ليفربول الموسم الماضي، إذ لم يحصل سوى على دقائق قليلة (466 دقيقة)، ولم يُقنع مدربه بشكل كامل. بل إن اسمه لم يكن ضمن قائمة دوري الأبطال لمرحلة المجموعات هذا الموسم، وهو ما اعتُبر ضربة قوية لطموحاته الأوروبية.
لكن إصابة ليوني جاءت لتفتح الباب أمام تعديل القائمة، فبحسب لوائح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، يحق للأندية استبدال أي لاعب يُصاب لفترة تتجاوز 60 يومًا، وهو ما ينطبق تمامًا على حالة المدافع الإيطالي الشاب.
هذا يعني أن كييزا قد يحصل على مكان في قائمة دوري الأبطال، ليعود إلى الساحة الأوروبية عبر بوابة غير متوقعة، ويثبت أنه لا يزال قادرًا على التألق في المستوى الأعلى.

تعليق كييزا: تعاطف وإنسانية
رغم ما تحمله إصابة ليوني من فرصة شخصية له، فإن كييزا لم يُظهر سوى التعاطف تجاه زميله، حيث صرّح قائلاً:
“أتقدم بالأسف لجيوفاني ليوني على ما حدث له. آمل ألا يكون الأمر سيئًا رغم المؤشرات الأولية، فمستقبله مشرق وهو لاعب رائع.”
وأضاف: “رأيته العام الماضي في الدوري الإيطالي، ولفتني هدوءه في التعامل مع الكرة وعقليته الدفاعية القوية، إنها عقلية دفاعيةإيطالية أصيلة تُذكرنا بالمدافعين الكبار.”
كلمات كييزا عكست جانبًا إنسانيًا مهمًا في كرة القدم: أن الإصابات قد تفتح الأبواب لآخرين، لكنها في النهاية تبقى لحظة مؤلمة على الصعيد الإنساني والرياضي.
ليفربول.. صراع التوازن بين الطموح والغيابات
ليفربول الذي يعيش فترة جيدة مع المدرب الهولندي أرني سلوت، حيث واصل انتصاراته في الدوري، يواجه في الوقت ذاته تحديات صعبة بسبب الإصابات التي تطارد لاعبيه. إصابة ليوني تُضاف إلى قائمة طويلة، لكنها ربما تمنح سلوت فرصة لإعادة ترتيب أوراقه الهجومية عبر الدفع بلاعب بحجم كييزا.
الأخير أظهر في بداية الموسم إشارات واعدة، أبرزها إنقاذه للفريق أمام بورنموث بهدف رائع في اللحظات الأخيرة، فضلًا عن مساهمته بصناعة هدفي الفوز ضد ساوثهامبتون.
بين الخسارة والمكسب
الخسارة واضحة: غياب مدافع شاب واعد عن الملاعب لفترة طويلة، وهو ما يُفقد ليفربول أحد أهم رهاناته المستقبلية.
لكن المكسب المحتمل يتمثل في عودة كييزا إلى واجهة المشهد، ليس فقط في الدوري الإنجليزي، بل أيضًا على الساحة الأوروبية، حيث تظل دوري الأبطال البطولة التي تُعيد النجوم إلى أضواء القارة.
رسالة أوسع
حادثة ليوني تذكّر الجميع بأن كرة القدم ليست مجرد تكتيك وانتصارات، بل عالم مليء بالمفاجآت والقصص الإنسانية المتشابكة.
اليوم، يقف كييزا أمام فرصة استثنائية قد تغيّر مساره في أنفيلد، فيما يخوض ليوني معركته الخاصة مع العلاج والتأهيل، في انتظار عودة أقوى.
في النهاية، ربما تلخص القصة المقولة الشهيرة في الرياضة: “خسارة لاعب قد تصنع نجمًا آخر.” وبينما يبدأ ليوني رحلته الصعبة نحو التعافي، يجد كييزا نفسه أمام لحظة فارقة ليعيد كتابة مستقبله مع ليفربول.