برشلونة- السابعة الإخبارية
فضل شاكر .. أثار الفنان اللبناني فضل شاكر حالة واسعة من التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بعدما شارك عبر خاصية “الستوري” في حسابه الرسمي على “إنستغرام” مقطع فيديو قصير يتضمن لقطات للمدرب الألماني هانزي فليك، المدير الفني لنادي برشلونة، على أنغام أغنيته الشهيرة “أحلى رسمة”.
المقطع الذي ظهر لأول وهلة وكأنه صادر من حساب رسمي للمدرب الألماني، أثار فضول الآلاف من المتابعين، وفتح باب الجدل حول مدى وصول الأغنية العربية إلى جمهور أوروبي واسع، قبل أن ينكشف لاحقًا أن الحساب الذي تداول الفيديو ليس رسميًا.

فيديو يجمع بين الرياضة والموسيقى
المقطع المصوَّر أظهر لحظات لمدرب برشلونة في الملعب وأثناء المؤتمرات الصحفية، بينما كانت أغنية فضل شاكر تتردد في الخلفية، وهو ما منح المشهد بعدًا عاطفيًا مختلفًا جمع بين كرة القدم والفن.
وما إن أعاد شاكر نشر الفيديو عبر حسابه، حتى انهالت التعليقات من متابعيه الذين عبّروا عن دهشتهم من المزج بين الأغنية العربية وشخصية أوروبية مرموقة مثل فليك.
المثير أن التفاعل لم يقتصر على الجمهور العربي، إذ سارع بعض المتابعين إلى ترجمة كلمات “أحلى رسمة” إلى اللغة الإنجليزية، في محاولة لتوضيح معانيها للمدرب الألماني، ما زاد من انتشار الفيديو عالميًا.
حساب مزيف يكشف الحقيقة
لكن سرعان ما اتضح أن الحساب الذي نُشر منه الفيديو ليس حسابًا رسميًا لفليك، إذ ظهر باسم “@hansiflick_officialy” مع وجود خطأ إملائي في كلمة “Officially”.
ووفقًا لموقع “GOAL”، فإن مصادر مقربة من المدرب الألماني أكدت مرارًا أنه لا يمتلك أي حساب رسمي على منصات التواصل الاجتماعي. الأمر الذي يعني أن الفيديو لم يكن تفاعلًا مباشرًا من فليك مع الأغنية، وإنما إنتاج حساب وهمي.
ورغم ذلك، لم يقلل اكتشاف الحقيقة من حجم الاهتمام، بل تحوّل الموضوع إلى نقاش حول مدى قوة المنصات الرقمية في الترويج للفن العربي حتى عبر قنوات غير رسمية.
فضل شاكر.. حضور مستمر عبر الأجيال
فضل شاكر، الذي يُعتبر واحدًا من أبرز الأصوات اللبنانية والعربية خلال العقدين الماضيين، اعتاد أن يحقق تفاعلًا كبيرًا مع أغنياته، لكن اللافت هذه المرة هو أن الأمر جاء من خلال ارتباط غير مباشر بكرة القدم العالمية.
فبينما ظل شاكر بعيدًا نسبيًا عن الساحة الغنائية لسنوات، عاد ليظهر مجددًا على الخط من خلال هذه الضجة الرقمية، وهو ما أعاد التذكير برصيده الكبير من الأغنيات التي صنعت له قاعدة جماهيرية واسعة في العالم العربي.
قوة الموسيقى العربية في العالم الرقمي
رغم أن الفيديو كان نتاج حساب مزيف، إلا أن كثيرين من محبي شاكر اعتبروا الأمر دليلاً جديدًا على أن الموسيقى العربية قادرة على كسر الحواجز اللغوية والثقافية، خاصة مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي.
فالفيديو الذي حصد أكثر من 250 ألف إعجاب وآلاف التعليقات خلال وقت قصير، عكس مدى سرعة انتشار المحتوى في العالم الرقمي، وأبرز أن الأعمال الفنية العربية لم تعد حبيسة حدودها الجغرافية، بل باتت قادرة على الوصول إلى جماهير جديدة حول العالم.
وبحسب تعليقات المستخدمين، فإن رؤية أغنية عربية على مقاطع مرتبطة بمدرب مثل فليك، المعروف عالميًا، يُعزز من ثقة الجمهور العربي بقدرة فنونه على المنافسة عالميًا.
هانزي فليك.. من السداسية التاريخية إلى برشلونة
الجدير بالذكر أن هانزي فليك يعد واحدًا من أبرز المدربين في كرة القدم الأوروبية الحديثة. فقد قاد فريق بايرن ميونيخ عام 2020 لتحقيق إنجاز غير مسبوق تمثل في حصد “السداسية التاريخية” (الدوري والكأس والسوبر المحلي ودوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية).
وفي صيف 2024، تولى فليك قيادة نادي برشلونة الإسباني، وتمكن خلال فترة قصيرة من إعادة الفريق الكتالوني إلى منصات التتويج، لتتضاعف شعبيته عالميًا، خاصة بين جماهير “البلوغرانا”.
ولهذا، فإن أي محتوى يُربط باسمه يلقى صدى واسعًا، حتى وإن كان عبر حساب غير رسمي.

بين الحقيقة والرمزية
من زاوية أخرى، يرى محللون أن الضجة التي صاحبت الفيديو تعكس قيمة الرمزية أكثر من الحقيقة نفسها. فحتى وإن لم يكن فليك هو من استخدم الأغنية، فإن الفكرة في حد ذاتها ـ أي وصول أغنية فضل شاكر إلى مشهد مرتبط بمدرب عالمي ـ حملت بعدًا معنويًا مهمًا بالنسبة للجمهور العربي.
كما أن ردود الفعل الواسعة على المنصات الرقمية تبرهن على أن الموسيقى لغة عالمية، قادرة على تخطي حدود اللغة والثقافة، وهو ما تحقق فعليًا في هذه الواقعة.
سواء كان الفيديو صادرًا من حساب رسمي أو وهمي، فقد نجح فضل شاكر في خطف الأنظار مجددًا، وربط اسمه بمدرب عالمي بحجم هانزي فليك.
ورغم انكشاف زيف الحساب، إلا أن التفاعل الكبير الذي حظيت به “أحلى رسمة” على المنصات الاجتماعية أعاد التأكيد على أن الأغنية العربية تمتلك طاقة انتشار غير محدودة في عصر الإعلام الرقمي، حيث قد يكفي مقطع قصير ليجعلها حديث الجمهور في مختلف أنحاء العالم.