الإمارات – السابعة الاخبارية
فستان دبي، في خطوة تُجسّد تلاقي الإبداع الفني مع الحرفية العالية والتراث الغني، أعلنت شركة الرميزان للذهب والمجوهرات عن دخولها موسوعة غينيس للأرقام القياسية من خلال تقديمها تحفة فنية غير مسبوقة تحمل اسم فستان دبي، والذي صُنع بالكامل من ذهب خالص عيار 21 قيراطًا.
الحدث الذي شهده مركز إكسبو الشارقة، ضمن فعاليات الدورة السادسة والخمسين من معرض الشرق الأوسط للساعات والمجوهرات، تحوّل إلى احتفال فني وثقافي ضخم، جمع بين البذخ، والإبداع، والرسالة الرمزية التي تعكس طموح دولة الإمارات في أن تكون دائمًا في الصدارة.
فستان دبي .. 10 كيلوغرامات من الذهب تحفة فريدة تحمل ملامح الأصالة
ما قد يبدو لأول وهلة فستانًا فاخرًا، هو في الحقيقة عمل فني متكامل، يجمع بين الزينة والرمزية. فـ”فستان دبي”، الذي أصبح رسميًا أثقل فستان في العالم، يزن 10 كيلوغرامات كاملة، ما يجعله ليس فقط إنجازًا جماليًا، بل أيضًا رقمًا قياسيًا عالميًا معترفًا به.
صُنع الفستان بالكامل من ذهب عيار 21 قيراطًا، وتبلغ قيمته التقديرية 4.6 مليون درهم إماراتي، ما يعكس حجم التحدي الفني والتقني الذي خاضه المصممون والحرفيون في شركة الرميزان.
تركيبة هندسية دقيقة.. أربع قطع رئيسية متكاملة
يتكوّن “فستان دبي” من أربع قطع رئيسية صُممت بدقة متناهية:
- تاج ذهبي: يزن حوالي 398 غرامًا، ويعلو الرأس بزخارف مستوحاة من التيجان الملكية التقليدية.
- قلادة فاخرة: بوزن 8,810.60 غرام، تشكل الجزء الأبرز من الفستان، وتنحدر بانسيابية من الكتفين حتى منطقة الخصر.
- أقراط مميزة: بوزن 134.1 غرام، بتصميم يجمع بين الحداثة والطابع الكلاسيكي.
- قطعة “الهيار”: أحد عناصر المجوهرات الإماراتية التقليدية، وتزن 738.5 غرام، تضيف لمسة تراثية عميقة إلى التصميم الكلي.
كل قطعة من هذه المكونات ليست مجرد إكسسوار، بل جزء من قصة متكاملة تعكس فنون الصياغة اليدوية، والتفاصيل التي تنطق بالحرفية والتاريخ.
تصميم مستوحى من التراث الإماراتي بلمسة عصرية
لم يكن الهدف من “فستان دبي” مجرد إبهار بصري أو رقم قياسي. بل أرادت شركة الرميزان أن تحكي قصة من خلال الذهب، وتُبرز جمال التراث الإماراتي في أبهى صوره.
التصميم يحمل بصمات الهوية المحلية والعربية، حيث استلهم الحرفيون الزخارف من النقوش التراثية التي كانت تزين الأثواب التقليدية في الإمارات قديماً. وتم دمج هذه العناصر مع لمسات عصرية، لتحويل الفستان إلى تحفة فنية تصلح للعرض والمتاحف، لا للارتداء فقط.
كما تم تزيين الفستان بأحجار كريمة ملوّنة، أُدرجت بعناية لتعكس ألوان الصحراء، والبحر، والسماء، ما جعل القطعة تتحدث بلغة الفن والثقافة معًا.
موسوعة غينيس تسجّل الرقم رسمياً
خلال الحفل الرسمي الذي أُقيم في مركز إكسبو الشارقة، قامت اللجنة الرسمية لموسوعة غينيس للأرقام القياسية بتسليم شهادة الرقم القياسي إلى ممثلي شركة الرميزان، وسط تصفيق الحضور وتغطية إعلامية واسعة.
وقد أكدت لجنة “غينيس” أن “فستان دبي” هو الفستان الأغلى والأثقل في العالم المصنوع بالكامل من الذهب، ويُعتبر سابقة عالمية في الجمع بين الموضة وفنون الصياغة.
هذا الإنجاز يضاف إلى سجل النجاحات التي حققتها الإمارات في مختلف المجالات، ويُسلّط الضوء على ريادتها في الصناعات الفاخرة.
محسن الذيباني: رسالة طموح من الإمارات إلى العالم
في تعليق له خلال الفعالية، عبّر محسن الذيباني، نائب المدير الإقليمي لشركة الرميزان، عن فخره بهذا الإنجاز، قائلاً:
“هذا العمل يجسّد طموح دولة الإمارات في ترسيخ ريادتها عالميًا، ويؤكد مكانة دبي كوجهة أولى لعشاق الذهب والمجوهرات، مع إبراز بصمة وإبداع الحرفيين الإماراتيين المتفرّد.”
وأضاف:
“تسجيل فستان دبي في موسوعة غينيس لا يُعد إنجازًا وحسب، بل هو رسالة إلى العالم تعكس قدرة الإمارات على المزج بين الأصالة والابتكار، وتعزيز حضورها في صدارة صناعة الذهب والمجوهرات.”
تصريح الذيباني يعكس الهوية الوطنية العميقة التي يحملها هذا المشروع، فهو ليس مجرد استعراض للثروة، بل احتفاء بالإبداع الإماراتي المتجذّر، ورسالة طموح تتجاوز حدود الموضة.
صناعة الذهب والمجوهرات في الإمارات.. ركيزة اقتصادية وثقافية
تُعد الإمارات، وخاصة دبي، مركزًا عالميًا لصناعة وتجارة الذهب والمجوهرات، وتحتضن كبرى الشركات العالمية والإقليمية في هذا المجال. ويُشكّل الذهب عنصرًا محوريًا في الاقتصاد المحلي والسياحي، حيث يقصد الزوار أسواقه الراقية بحثًا عن الجودة والتفرد.
كما تتميّز الإمارات بتطوير الكوادر الوطنية في فنون التصميم والصياغة، واحتضان المعارض والفعاليات الكبرى التي تُروّج للمنتجات المحلية، وتدعم الحرفيين المبدعين في المنطقة.
فستان دبي يأتي كجزء من هذه المنظومة، التي تُعلي من قيمة الجمال والفن، وتحوّل الحرف اليدوية إلى لغة تواصل عالمي.
الفستان كرمز ثقافي لا يُقدّر بثمن
رغم أن القيمة المادية للفستان تُقدّر بـ 4.6 مليون درهم، إلا أن قيمته الحقيقية ثقافية وفنية بالدرجة الأولى. فهو يُجسّد التقاء التاريخ بالحداثة، ويبعث برسالة فنية قوية بأن التراث يمكن أن يكون واجهة للعالم، إذا ما قُدّم بإبداع.
الفستان لا يصلح للارتداء اليومي، لكنه يصلح لأن يُعرض في معارض فنية أو متاحف كبرى، بل وقد يصبح أحد الرموز السياحية لدبي، على غرار المعالم الأيقونية الأخرى.
ختامًا: الإمارات تواصل صناعة الفارق
“فستان دبي” ليس مجرّد رقم قياسي جديد في موسوعة غينيس، بل هو تجسيد لطموح لا يعرف حدودًا. هو مثال واضح على كيف يمكن تحويل الفن المحلي إلى منتج عالمي، يعكس هوية الأمة وقدراتها الفنية والاقتصادية.
في زمن تُقاس فيه الدول بمدى قدرتها على التميّز والإبداع، تثبت الإمارات مجددًا أنها قادرة على تحويل الذهب إلى قصة، والحلم إلى واقع ملموس، لا يلمع فقط على الأجساد، بل يسطع في صفحات التاريخ.