مصر – السابعة الإخبارية
عريس أسوان.. تحولت ليلة كان يُفترض أن تكون أسعد أيام العمر إلى لحظة مأساوية لن تُمحى من ذاكرة مدينة كوم أمبو بمحافظة أسوان، بعد أن سقط شاب ثلاثيني، يُدعى أشرف حاكم، عريس أسوان مغشيًا عليه في قاعة زفافه، ليفارق الحياة متأثرًا بتوقف مفاجئ في عضلة القلب، في مشهد مأساوي أبكى الحاضرين وأثار حالة واسعة من الحزن على مستوى مصر.
فرحة لم تكتمل
قبل ساعات فقط من الواقعة، كان “أشرف” يحتفل بليلة الحناء وسط أجواء من البهجة والفرح بين أهله وأصدقائه في منطقة الرمد الشرقي، وهو لا يعلم أن القدر يخبئ له نهاية حزينة في ليلة الزفاف ذاته. وبعد دخوله القاعة بصحبة عروسه، وبحضور العشرات من الأهل والمعارف، سقط العريس فجأة أرضًا دون سابق إنذار.
لم تفلح محاولات الحضور في إسعافه داخل القاعة، فتم نقله بسرعة إلى مستشفى كوم أمبو المركزي، وهناك أُعلنت وفاته رسميًا بعد دقائق، إثر تعرضه لسكتة قلبية حادة، بحسب التقرير الطبي الأولي. تلك اللحظات الصادمة حولت القاعة من ساحة احتفال إلى مأتم حقيقي، حيث تعالت الصرخات وسط ذهول وانهيار من عائلة العريس وعروسه.

تحقيقات وتحليلات طبية
عقب الحادث، باشرت النيابة العامة التحقيق في الملابسات، وأمرت بالتحفظ على الجثمان لإجراء الفحص الشرعي لـ عريس أسوان اللازم، قبل أن تُعلن لاحقًا أن الوفاة طبيعية، ناتجة عن توقف مفاجئ في عضلة القلب دون وجود شبهة جنائية. كما تم تكليف فريق من البحث الجنائي بمتابعة تفاصيل الواقعة للتأكد من عدم وجود أي عوامل أخرى قد تكون قد ساهمت في الوفاة المفاجئة.
هذا وأكد تقرير الطب الشرعي أن الوفاة تعود لأسباب قلبية حادة، ليُسدل بذلك الستار على أحد أكثر الأحداث التي أثارت تعاطفًا واسعًا في الشارع المصري خلال الأيام الأخيرة.
جنازة مهيبة.. وقلوب مكسورة
شيّع المئات من أهالي كوم أمبو وبلدة دراو جثمان الشاب إلى مثواه الأخير، في جنازة وصفت بـ”المهيبة”، حيث شارك فيها أصدقاء العريس وجيرانه وأبناء منطقته، الذين لم يتمالكوا أنفسهم من البكاء على فقدان “أشرف”، الذي عرف عنه حسن الخلق والتواضع، بحسب شهادات عدد كبير من المشيعين.
واكتسى وجه العروس بدموع الصدمة، وسط محاولات من الأهل والجيران لاحتوائها نفسيًا في ظل المصاب الجلل، فيما تحولت الزينة والورود في القاعة إلى شواهد صامتة على الحزن والذهول.

تضامن واسع على مواقع التواصل
لم تمرّ الحادثة مرور الكرام على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ عجّت الصفحات والمنشورات بخبر الوفاة، وتحوّلت حسابات “أشرف” إلى مساحات للرثاء والدعاء، حيث عبّر المئات من أصدقائه عن حزنهم العميق لرحيله المفاجئ، ودوّنوا عبارات تعزية مثل: “ربنا يرحمك يا أشرف”، و”ليلة العمر تحوّلت إلى ليلة حزن”، فيما تصدّر وسم #عريس_أسوان منصات البحث.
كما تناقل رواد السوشيال ميديا صور العريس وهو يضحك في ليلة الحناء، مؤكدين أن ما حدث يُظهر قصر الدنيا، ويُعيد التذكير بأن الحياة لا تسير دائمًا كما نخطط لها.
توقف القلب المفاجئ.. خطر صامت
بحسب تقارير طبية متخصصة، فإن توقف عضلة القلب المفاجئ ل عريس أسوان يمكن أن يصيب الأفراد في أي عمر، وليس فقط كبار السن. وتُرجع هذه التقارير الأسباب المحتملة إلى انسداد في الشرايين التاجية أو جلطة مفاجئة، أو في بعض الحالات اضطرابات كهربائية في القلب.
وتشير الأبحاث إلى أن هذه الحالات تتطلب تدخلًا فوريًا خلال الدقائق الأولى من توقف القلب، وغالبًا ما يصعب تدارك الأمر إن لم تتوفر تجهيزات طبية متقدمة في موقع الحادث.
ويؤكد الأطباء أن الوقاية تبدأ من الفحوصات الدورية للقلب، خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي مع أمراض القلب، بالإضافة إلى تجنب الضغط النفسي الزائد، والحفاظ على نمط حياة صحي متوازن.
كلمة الختام: لحظة قد تغيّر كل شيء
قصة “أشرف حاكم” ستبقى محفورة في أذهان الجميع، ليس فقط لأنها تحمل مشهدًا مأساويًا، بل لأنها تذكّرنا جميعًا بقيمة اللحظة، وهشاشة الحياة. فبينما كان الشاب يستعد لحياة جديدة، باغته القدر بسيناريو مؤلم قلب كل الموازين.
ويبقى الدعاء والرحمة من محبيه هو كل ما يمكن تقديمه، في وقت يطالب فيه البعض بتكثيف حملات التوعية بأمراض القلب، حتى لا تتحوّل لحظات السعادة مستقبلاً إلى مآتم غير متوقعة.
