مصر -السابعة الإخبارية
شمس البارودي.. عادت الفنانة المعتزلة شمس البارودي لتتصدر اهتمام الجمهور العربي ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة، بعد أن نشرت عبر حساباتها الرسمية مجموعة من الصور ومقاطع الفيديو النادرة، التي توثق لحظات خاصة من حياتها، وخصوصًا مع زوجها الراحل الفنان الكبير حسن يوسف.
الصور التي جمعت بين الحياة الفنية والشخصية أثارت حالة من التفاعل الواسع، وتباينت ردود الفعل حولها، حيث أشاد البعض بصدق المشاعر وجمال الذكريات التي عرضتها، بينما تساءل آخرون عما إذا كانت تلك المنشورات تمهيدًا لعودة محتملة إلى التمثيل، بعد سنوات طويلة من الاعتزال.
لكن شمس البارودي حسمت الجدل برسالة واضحة ومباشرة عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، لتؤكد أنها باقية على قرارها، وأن الفن لم يعد جزءًا من مسيرتها المستقبلية، رغم أنه سيظل حاضرًا في ذاكرتها ووجدانها.

رسالة مؤثرة.. “لن أمحو ذكرياتي مع حبيبي”
في منشورها الذي لاقى تفاعلًا واسعًا، كتبت شمس البارودي:“هذه الصور جزء من حياتي مع حبيبي، ولن أمحوها أبدًا، وربنا مُطلع على القلوب يا مؤمنين”، في إشارة إلى زوجها الراحل حسن يوسف، الذي رحل تاركًا وراءه تاريخًا فنيًا كبيرًا، وحياة زوجية امتدت لعقود من الحب والدعم المتبادل.
وأضافت أنها لم تنشر هذه الصور لأي غرض إعلامي أو فني، بل فقط لتوثيق حياة شخصية مليئة بالمواقف والتفاصيل التي تهمها وتهم أسرتها، خاصة مع وجود مشروع توثيقي تعمل عليه منذ سنوات، بدأت فكرته حين كان زوجها لا يزال حيًا.
لا عودة للفن.. والاعتزال نهائي
ونفت البارودي، التي اعتزلت الفن في ثمانينيات القرن الماضي بعد رحلة فنية ناجحة، أي نية للعودة إلى الساحة الفنية، مشيرة إلى أن مشاركتها هذه الذكريات لا تعني أنها تفتح صفحة جديدة مع التمثيل، بل على العكس، هو تأكيد على إغلاقها بشكل نهائي.
وقالت في رسالتها:“صفحة الفن طُويت من حياتي منذ سنوات، وكل ما أشاركه اليوم هو احترام لمسيرتي وللحب الذي جمعني بحسن، وليس لأسباب إعلامية أو تمهيد لظهور جديد”.
وشددت شمس البارودي على أن التاريخ لا يُمحى، وأن الحب الحقيقي لا يندثر، مشيرة إلى أن هذه الذكريات تمثل مصدر فخر واعتزاز لها، كما أنها توثق لجيل جديد لم يشهد بداياتها ومسيرتها، ولحياة شخصية كانت عنوانًا للوفاء والاستقرار العائلي.
قصة حب بدأت من فيلم وتحولت إلى حياة
تطرقت الفنانة المعتزلة في منشورها أيضًا إلى قصة حبها الشهيرة مع حسن يوسف، والتي بدأت من خلف الكاميرات، وتحديدًا أثناء تصوير فيلم “رحلة حب”، الذي كان من أبرز المحطات في مسيرتها الفنية، وأكثرها تأثيرًا على المستوى الشخصي.
قالت شمس إنها كانت مترددة في البداية بشأن المشاركة في هذا العمل، ولكن القدر شاء أن يكون الفيلم بداية قصة حب حقيقية، تحولت إلى زواج استمر لعقود، وكان نموذجًا فريدًا في الوسط الفني، حيث جمع بين النجاح المهني والحياة العائلية المستقرة.
وتُعد قصة شمس البارودي وحسن يوسف من أكثر قصص الحب التي ألهمت الجمهور، خاصة بعد قرارها اعتزال الفن وارتداء الحجاب، وهو القرار الذي دعمها فيه زوجها بكل قوة، وتحول إلى نقطة محورية في حياتهما معًا.

تفاعل كبير عبر مواقع التواصل
المنشورات الأخيرة للفنانة المعتزلة حصدت آلاف التعليقات من جمهورها، ومن محبي النجم الراحل حسن يوسف، حيث عبّر العديد عن إعجابهم بوفائها، وتمسكها بتلك اللحظات الجميلة التي شاركتها مع الجمهور، رغم مرور السنوات.
وجاءت غالبية الردود مشيدة بموقفها، حيث كتب أحد المتابعين:
“الحب الحقيقي لا يُنسى، وما فعلته شمس البارودي درس في الوفاء والصدق”، بينما قالت أخرى:
“جميل أن نرى نجمة كبيرة تحترم ماضيها ولا تخجل منه، بل تحتفي به بكل حب”.
من نجمة شباك إلى سيدة تترك بصمة خاصة
عرفت شمس البارودي خلال فترة السبعينيات والستينيات كواحدة من أبرز نجمات الشاشة، حيث شاركت في عدد كبير من الأفلام الناجحة، ولعبت أدوارًا متنوعة، كان أبرزها في أفلام مثل: “حمام الملاطيلي”، و”رحلة حب”، و”المرأة التي غلبت الشيطان”.
لكن قرارها بالاعتزال والابتعاد عن الأضواء كان نقطة تحوّل لا تقل أهمية عن أعمالها الفنية، إذ أصبحت نموذجًا مختلفًا للنجومية، يعتمد على الهدوء، والخصوصية، والتأمل في الحياة الشخصية والدينية.
خاتمة: الحب لا يموت.. والذاكرة لا تُمحى
تُجسد شمس البارودي اليوم صورة نادرة في الوسط الفني، تجمع بين نجومية الماضي، وهدوء الاعتزال، ووفاء المرأة التي لا تزال تحتفظ بذكريات زوجها وتاريخها المشترك معه، دون أن تفرط فيه، أو تسعى لتغيير مسارها.
وفي زمن سريع الإيقاع، تصبح مثل هذه المواقف رسالة قوية بأن الحب الحقيقي لا تمحوه السنوات، وأن الذكريات ليست مجرد صور، بل حياة كاملة نعيشها من جديد كلما تذكرناها.
