أمريكا– السابعة الإخبارية
طائرتين.. في حادث أعاد إلى الأذهان هواجس سلامة الطيران، شهد مطار لا غارديا الدولي بمدينة نيويورك الأمريكية مساء الجمعة تصادماً بين طائرتين تابعتين لشركة “دلتا”، ما أدى إلى إصابة مضيفة بجروح طفيفة، بينما نجا جميع الركاب دون أن يصابوا بأي أذى يُذكر. ورغم خطورة المشهد، أكدت السلطات أن حركة المطار لم تتأثر، وأن التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات ما حدث.
تفاصيل الحادث
وفقاً للتقارير الأولية، وقع الحادث عندما كانت إحدى الطائرتين تستعد للإقلاع، فاصطدم جناحها الأيمن بجسم الطائرة الأخرى التي كانت قد أنهت رحلتها وتتجه إلى بوابتها المخصصة بعد الهبوط. الاصطدام تسبب في تلفيات واضحة من بينها كسر في زجاج قمرة القيادة وبعض شاشات التحكم داخل إحدى الطائرتين، وهو ما أكدته تسجيلات لمراقبة الحركة الجوية تم تداولها لاحقاً.
وعلى الفور، أُعلن عن إصابة طفيفة لمضيفة طيران جراء قوة الاصطدام، حيث جرى نقلها إلى مستشفى قريب لإجراء الفحوص الطبية اللازمة، قبل أن تؤكد شركة “دلتا” أن حالتها مستقرة ولا تدعو للقلق.
رد فعل الشركة
في بيان رسمي، شددت شركة “دلتا” على أن سلامة الركاب والطاقم تبقى أولوية قصوى، مضيفة أن فرقها في المطار تعمل على متابعة الحادث والتأكد من تلبية احتياجات المسافرين، سواء من حيث الراحة أو الإجراءات البديلة للرحلات المتأثرة.
وأضافت الشركة أن الحادث، رغم طبيعته المقلقة، لم يسفر عن أي إصابات بين مئات الركاب الذين كانوا على متن الطائرتين، وهو ما يعد “أمراً بالغ الأهمية وسط مثل هذه الظروف”.
استمرار الحركة في المطار
من جانبها، أوضحت هيئة الموانئ في نيويورك ونيوجيرسي أن التصادم لم يؤثر على جدول التشغيل في مطار لا غارديا، إذ استمرت الرحلات الجوية بصورة طبيعية بعد احتواء الموقف.
وأكدت الهيئة أن فرق الطوارئ التابعة لها تعاملت سريعاً مع الحادث، وجرى سحب الطائرتين المتضررتين لإجراء الفحوص الفنية اللازمة.
فتح تحقيق رسمي
باشرت السلطات الأمريكية تحقيقاً مشتركاً يضم إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) واللجنة الوطنية لسلامة النقل (NTSB) إلى جانب شركة “دلتا” وهيئة الموانئ، وذلك للوقوف على أسباب الحادث بدقة وتحديد المسؤوليات.
ويرجح خبراء الطيران أن التحقيق سيركز على عدة محاور، من بينها إجراءات توجيه الطائرات على أرض المطار، ودور برج المراقبة، ومدى وضوح الإرشادات الملاحية وقت وقوع الحادث.
سلامة الطيران تحت المجهر
الحادث الأخير يعيد إلى الواجهة النقاش الدائم حول سلامة المطارات الأمريكية، خاصة أن مطار لا غارديا يعد واحداً من أكثر المطارات ازدحاماً في البلاد. ويشهد المطار يومياً مئات الرحلات الداخلية والدولية، ما يجعله عرضة لمثل هذه الحوادث التي تقع أحياناً رغم تشديد الإجراءات.
ورغم ذلك، يؤكد خبراء الطيران أن هذه الحوادث تبقى نادرة مقارنة بحجم التشغيل الضخم، وأن أنظمة الطيران المدني في الولايات المتحدة تُعد من الأكثر صرامة في العالم من حيث معايير الأمان.
طمأنة للركاب
سارعت “دلتا” إلى التواصل مع الركاب المتأثرين بالحادث لتأمين بدائل رحلات أو تعويضات، وأكدت أن جميع المسافرين استكملوا رحلاتهم بشكل طبيعي بعد تأجيلات محدودة.
كما وجهت الشركة شكرها للمسافرين على “تفهمهم وتعاونهم”، مشددة على أنها ستواصل مراجعة بروتوكولات السلامة على أرض المطار لتفادي تكرار مثل هذه المواقف.
صدى واسع على مواقع التواصل
على مواقع التواصل الاجتماعي، أثار الحادث ردود فعل واسعة بين الأمريكيين، حيث نشر بعض الركاب صوراً للطائرتين بعد الاصطدام، فيما شارك آخرون قصصاً عن تجربتهم لحظة وقوع الحادث.
وتداول مغردون مقاطع صوتية من برج المراقبة، يظهر فيها الطيار وهو يبلغ عن حجم الضرر، ما أضفى على القصة بعداً إنسانياً يعكس لحظة التوتر التي عاشها الطاقم والركاب قبل أن يستعيدوا هدوءهم.
دروس مستفادة
يرى مختصون أن الحادث يسلط الضوء على أهمية:
• التنسيق الكامل بين أبراج المراقبة وقائدي الطائرات في المناطق المزدحمة.
• تطوير أنظمة التوجيه الأرضي لضمان عدم تقاطع مسارات الطائرات.
• تدريب إضافي للطاقم الأرضي على إدارة الحركات المفاجئة أو الطارئة.
رغم الطابع المقلق لحوادث الطيران، أثبت حادث مطار لا غارديا الأخير أن إجراءات السلامة والاستجابة السريعة قادرة على تقليل الخسائر إلى الحد الأدنى. فالمشهد الذي كان يمكن أن يتحول إلى كارثة جماعية انتهى بسلام، بإصابة طفيفة فقط وإجراءات تحقيق مشددة، لتظل الثقة قائمة في معايير الطيران الأمريكي، حتى مع وجود حاجة مستمرة للمراجعة والتطوير.
At least one was injured after two Delta regional jets collided at low speeds while taxiing Wednesday evening at LaGuardia 🇺🇸
The right wing of one @Delta plane collided with the nose of the other plane, according to Air Traffic Control audio.https://t.co/ICrgCP2ZsM… pic.twitter.com/ffx9i4xftV
— Saad Abedine (@SaadAbedine) October 2, 2025
