مصر – السابعة الإخبارية
منى هلا .. أحدثت الفنانة منى هلا ضجة كبيرة على المنصات الرقمية وفي الأوساط الفنية بعد تصريحاتها الأخيرة التي تناولت فيها حياتها الخاصة وزواجها المدني، لتعيد الجدل مجدداً حول قضايا اجتماعية شائكة مثل الزواج المختلف عن الشكل القانوني المتعارف عليه محلياً، والاختيار الواعي لعدم الإنجاب.
زواج مدني موثّق.. وليس “مساكنة”
في حوارها التلفزيوني الذي لاقى تفاعلاً واسعاً، أكدت منى هلا أن علاقتها بزوجها ليست مجرد مساكنة كما يعتقد البعض، وإنما زواج مدني موثّق بشكل رسمي ومعترف به في البلد الذي تعيش فيه. وقالت: «الزواج المدني معمول به في الخارج، وده ورق رسمي، بسالناس هنا مش بتعتبره جواز. فيه إشهار، وعيلتي عارفة، وأنا مش فاهمة الناس عايزة إيه».
وبنبرة حاسمة، ردّت على منتقديها بقولها: «الناس بتسألني: أنا عايشة مساكنة؟ قلتلهم: أنتو مالكم؟ كل واحد يخليه في نفسه».

زوج غير مصري.. وإشهار للإسلام بعد الزواج
كشفت منى أن زوجها ليس مصرياً، وأنه أعلن إسلامه بعد الزواج، مؤكدة أن ارتباطهما جاء على أساس قناعة مشتركة بعيداً عن اعتبارات الجنسية أو التقاليد الصارمة. وأوضحت أن عائلتها لم تعارض هذا الارتباط، لافتة إلى أن خلفية عائلتها المتنوعة ساعدت على تقبل الأمر: «بابا ألماني، وعيلتنا فيها جنسيات مختلفة، ومحدش عنده مشكلة إن جوزي مش مصري».
قرار عدم الإنجاب: موقف شخصي يثير الجدل
من أكثر ما أثار تفاعلاً هو موقفها من قضية الإنجاب، إذ صرّحت بوضوح أن فكرة إنجاب الأطفال ليست من أولوياتها وزوجها. وقالت: «إحنا عندنا قناعة مشتركة إننا مانخلفش، لأن اللي بيحصل حوالينا من حروب وكوارث بيخلينا نفكر مرتين قبل ما نجيب طفل».
وأضافت أنها لا ترى في الإنجاب ضمانة للرفقة في الكِبر، مستشهدة بتجربة جدتها: «جدتي عندها 7 أولاد و10 أحفاد، وماتتلوحدها في المستشفى. مش لأننا قساة، بس هو ده اللي حصل».
كما فتحت الباب أمام خيارات بديلة: «لو حسيت برغبة ممكن أكفل أو أتبنّى طفل، لأن فيه أطفال كتير جداً ما عندهمش أمهات».
تفاعل الجماهير.. بين الدعم والانتقاد
أحدثت هذه التصريحات موجة واسعة من التفاعل عبر المنصات الرقمية. فبينما أبدى البعض تأييدهم لموقفها واعتبروه تعبيراً عن حرية شخصية ووعي اجتماعي، انتقد آخرون رفضها الإنجاب وعدّوه خروجاً عن المألوف في مجتمع يضع الأمومة في صدارة أدوار المرأة.
أما فيما يخص زواجها المدني، فقد دارت النقاشات بين من يرونه شكلاً معترفاً به في كثير من الدول ويضمن حقوق الطرفين، وبين من يعتبرونه غير شرعي وفق القوانين المحلية والأعراف الاجتماعية.

منى هلا والفن.. حضور متجدد
بعيداً عن حياتها الخاصة، تواصل منى هلا مسيرتها الفنية، حيث كان آخر ظهور لها في مسلسل “بستان الشرق”، وهو عمل كوميدي اجتماعي عُرض في قالب خفيف يعكس تحولات الواقع داخل فندق صغير. شاركها البطولة عدد من الممثلين البارزين مثل مازن الناطور، محمد حداقي، أندريه سكاف، عبد الحكيم قطيفان، شادي الصفدي، وفيصل الراشد، وكان من إخراج سيف شيخ نجيب وكتابة ممدوح حمادة.
هذا العمل أتاح لها مساحة مختلفة للتعبير عن موهبتها بعيداً عن الجدل المحيط بحياتها الشخصية، لكنه لم يمنعها من أن تبقى في دائرة النقاش العام بفضل مواقفها الصريحة.
ما وراء التصريحات: حرية شخصية أم صدام مع التقاليد؟
يرى مراقبون أن تصريحات منى هلا لا تعكس فقط موقفاً فردياً، بل تفتح نقاشاً أوسع حول قضايا المرأة والحرية الفردية في المجتمعات العربية. فالزواج المدني، رغم كونه ممارسة شائعة في كثير من دول العالم، لا يزال مثيراً للجدل في المنطقة. كذلك، فإن قرار عدم الإنجاب يُنظر إليه باعتباره تحدياً لتوقعات المجتمع من المرأة.
ومع ذلك، يرى آخرون أن شجاعتها في طرح آرائها تمثل محاولة لكسر الصمت وإعادة التفكير في قضايا تقليدية، حتى وإن أثارت انتقادات حادة.
خاتمة
تصريحات منى هلا الأخيرة أعادت تسليط الضوء على التوازن الصعب بين الحرية الفردية والقيود الاجتماعية. وبين من يرى في اختياراتها شجاعة تستحق الاحترام، ومن يعتبرها خروجا عن القيم الموروثة، تبقى الحقيقة أن الفنانة استطاعت مرة أخرى أن تضع اسمها في دائرة النقاش العام، ليس فقط من خلال أعمالها الفنية، ولكن أيضاً عبر مواقفها الصريحة من الزواج والإنجاب.
وبينما يتواصل الجدل، تظل منى هلا نموذجاً للفنانة التي لا تخشى المواجهة، وتفضّل أن تعيش وفق قناعاتها الخاصة، حتى لو كلفها ذلك انتقادات لا تنتهي.
