إنجلترا – السابعة الإخبارية
أموريم.. ما زال المدرب البرتغالي روبن أموريم يحظى بقدر من الثقة داخل أروقة نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، على الرغم من تذبذب النتائج التي يحققها الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ توليه المسؤولية الفنية في نوفمبر 2024. ورغم الضغوط الجماهيرية الهائلة، يبدو أن إدارة النادي، بقيادة المالك السير جيم راتكليف، متمسكة بخياره وتفضّل منحه المزيد من الوقت لإثبات قدراته.
ثقة الإدارة رغم الانتقادات
وبحسب ما ذكرته شبكة ذا أثلتيك، فإن الاتجاه السائد داخل الإدارة يسير نحو الإبقاء على أموريم حتى نهاية الموسم الجاري، حتى لو تلقى الفريق خسارة جديدة في مباراته المقبلة أمام سندرلاند. هذا القرار يعكس إصرار المالك الجديد على منح المدرب البرتغالي فرصة كاملة، في محاولة لتثبيت الاستقرار الفني وتجنب دوامة تغييرات المدربين المتكررة التي أثرت على الفريق في السنوات الأخيرة.
وتأتي هذه الثقة في وقت صعب للغاية، حيث يتعرض أموريم لحملة انتقادات واسعة من جماهير النادي على منصات التواصل الاجتماعي، التي ترى أن الفريق لم يحقق أي تقدم ملموس منذ قدومه.

موعد المباراة الحاسمة
ومن المقرر أن يلتقي مانشستر يونايتد نظيره سندرلاند يوم السبت 4 أكتوبر في الخامسة عصرًا بتوقيت لندن على ملعب أولد ترافورد. ورغم أن الإدارة أعلنت تمسكها بالمدرب حتى لو خسر اللقاء، فإن هذه المواجهة تظل محورية من الناحية المعنوية، سواء بالنسبة للجماهير أو للاعبين أنفسهم. فالفوز قد يخفف الضغوط عن أموريم، بينما الهزيمة قد تزيد الانقسامات بين الإدارة والجماهير.
سجل متواضع يثير القلق
منذ تولي روبن أموريم المهمة الفنية، خاض مانشستر يونايتد عشرات المباريات في البريميرليغ، لكنه فشل في تحقيق سلسلة انتصارات متتالية، وهو ما اعتبره كثيرون مؤشرًا سلبيًا على ضعف الاستقرار التكتيكي. الأرقام تكشف عن نسبة انتصارات لم تتجاوز 27%، إضافة إلى خسائر متكررة وصل عددها إلى 17 مباراة خلال أقل من عام، إلى جانب تلقي الفريق أهدافًا أكثر مما سجّل، بفارق سلبي بلغ -14 هدفًا.
هذه الأرقام أثارت الشكوك حول قدرة المدرب على إعادة “الشياطين الحمر” إلى مكانتهم الطبيعية كمنافس قوي على الألقاب المحلية والقارية.
بين طموحات الإدارة وغضب الجماهير
يرى السير جيم راتكليف أن منح المدرب الوقت الكافي هو الخيار الأكثر واقعية، خاصة أن الفريق لا يزال يمر بمرحلة إعادة بناء. ويؤكد المقربون من الإدارة أن التسرع في إقالة المدرب قد يعيد النادي إلى نقطة الصفر مجددًا، وهو ما لا يرغب فيه المالك الجديد.
لكن على الجانب الآخر، فإن الجماهير لا تشاطر الإدارة نفس الرؤية، حيث تواصل التعبير عن غضبها على مواقع التواصل الاجتماعي. فقد انتشرت صور مركبة للمدرب مع كلمة “مقال”، إلى جانب مطالبات صريحة بالبحث عن بديل قادر على انتشال الفريق من أزمته.

أزمة ثقة مع اللاعبين
من أبرز التحديات التي يواجهها أموريم، العلاقة المتذبذبة مع بعض اللاعبين الأساسيين. فقد أشارت تقارير صحفية إنجليزية إلى أن عدداً من نجوم الفريق غير مقتنعين بالنهج التكتيكي الحالي، ويرون أنه لا يتناسب مع إمكانياتهم. هذا الوضع زاد من صعوبة مهمته، إذ يحتاج المدرب إلى فرض الانضباط التكتيكي مع الحفاظ على ولاء غرفة الملابس، وهو توازن بالغ الحساسية في نادٍ بحجم مانشستر يونايتد.
مستقبل غامض
رغم إعلان الإدارة تمسكها بالمدرب حتى نهاية الموسم، إلا أن مستقبل أموريم يظل معلقًا بنتائج الفريق خلال الأسابيع المقبلة. ففي حال استمرت النتائج المخيبة، قد تضطر الإدارة للتراجع عن موقفها استجابة لضغوط الجماهير، أو لتجنب فقدان فرصة المنافسة على المراكز الأوروبية.
ويرى محللون أن الشهرين المقبلين سيكونان حاسمين، حيث سيواجه الفريق سلسلة من المباريات الصعبة أمام أندية المقدمة، وهي الاختبارات التي ستكشف حقيقة قدرة المدرب على إحداث الفارق.
يونايتد بين الماضي والحاضر
يعيش مانشستر يونايتد منذ رحيل السير أليكس فيرغسون عن مقعد المدير الفني عام 2013 حالة من عدم الاستقرار الفني. فقد تعاقب على تدريب الفريق أسماء بارزة مثل ديفيد مويس، لويس فان خال، جوزيه مورينيو، وأولي غونار سولشاير، دون أن يتمكن أي منهم من إعادة الفريق إلى قمة البريميرليغ. ومن هنا، يراهن المالك الجديد على أن الصبر على أموريم قد يكون المفتاح لإنهاء عقدة “المدرب الدائم”.
بينما يستعد مانشستر يونايتد لمواجهة سندرلاند في أولد ترافورد، تتجه أنظار الجماهير والنقاد إلى مقعد المدرب أكثر من الملعب نفسه. فالثقة المعلنة من الإدارة قد تمنح روبن أموريم فرصة جديدة لإثبات جدارته، لكنها في الوقت ذاته لا تحجب الغضب الجماهيري العارم.
ويبقى السؤال: هل يتمكن المدرب البرتغالي من قلب الطاولة وتحويل هذه الثقة إلى نجاحات ملموسة، أم أن الانتظار حتى نهاية الموسم سيكون مجرد تأجيل لإقالة باتت وشيكة؟
