الإمارات – السابعة الإخبارية
في خطوة جديدة نحو التحول الرقمي وتبسيط الإجراءات التعليمية، أعلنت وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات عن تفعيل خدمة إلكترونية مبتكرة لسداد الرسوم الدراسية للطلبة المقيمين في المدارس الحكومية، ممن لا يحملون الهوية الإماراتية ولا يمتلكون أوراقاً ثبوتية. وتتيح هذه الخدمة سداد الرسوم بسهولة باستخدام رقم الطالب عبر موقع الوزارة الرسمي، بما يعزز تجربة أولياء الأمور والطلبة ويختصر الوقت والجهد.

خطوات إلكترونية مبسطة
أوضحت الوزارة، في تعميم رسمي وصل إلى إدارات المدارس الحكومية واطلعت عليه «الإمارات اليوم»، أن الخدمة الجديدة تتضمن تسع خطوات مترابطة، تبدأ بالدخول إلى موقع الوزارة (www.moe.gov.ae) من خلال قسم «الروابط المهمة». بعدها يختار المستخدم خدمة تسديد الرسوم الدراسية، ويسجل دخوله عبر الهوية الرقمية (UAE Pass) باستخدام رقم الهاتف المتحرك.
ومن ثم، يمكن للولي أن يحدد خيار «الدفع لشخص آخر»، ويُدخل رقم الطالب في الحقل المخصص، قبل أن يتأكد من قيمة المبلغ المستحق ويُتم عملية الدفع إلكترونياً عبر وسائل الدفع المعتمدة. وفي نهاية العملية، يحصل المتعامل على إيصال إلكتروني مفصل باسم الطالب، مع إرسال نسخة أخرى مباشرة إلى رقم الهاتف المسجل.
وقف المدفوعات البنكية الفردية
شددت الوزارة على أن الخدمة الإلكترونية الجديدة ستكون القناة الوحيدة المعتمدة لسداد الرسوم الدراسية، مؤكدة أنه لن تُقبل أي مدفوعات عبر الإيداع البنكي الشخصي بعد الآن. وأوضحت أن الاستثناء الوحيد سيبقى للمبالغ التي تُسدد من خلال المؤسسات الخيرية المعتمدة، بما ينسجم مع سياسات دعم الفئات المحتاجة.
وأكدت الوزارة أن هذه الخطوة تعكس التوجه الوطني نحو تعزيز الخدمات الرقمية الحكومية، بما يتوافق مع رؤية الإمارات 2031 في تطوير بيئة تعليمية مرنة وذكية تسهّل الوصول إلى الخدمات وتحقق أعلى معايير الجودة.
تقييم إجراءات الانصراف المدرسي
وعلى صعيد موازٍ، بدأت إدارات مدارس حكومية حملة لتقييم الإجراءات التنظيمية الخاصة بوقت انصراف الطلاب، من خلال استبانة موسعة تستهدف أولياء الأمور والطلبة على حد سواء.
وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود المدارس الرامية إلى تطوير بيئة مدرسية آمنة ومنظمة، وتجنب الازدحام والفوضى عند انتهاء اليوم الدراسي. وتشمل الإجراءات الحالية ثلاث وسائل أساسية لانصراف الطلاب: عبر الحافلات المدرسية، أو عبر السيارات الخاصةسواء من قبل ولي الأمر أو السائق، إضافة إلى خيار المشي الذي يتطلب موافقة خطية مسبقة من ولي الأمر، مع منح الطالب بطاقة خاصة للخروج سيراً.

محاور الاستبانة
تتركز أسئلة الاستبانة على مجموعة من المحاور المهمة، أبرزها:
• مدى وضوح التعليمات المتعلقة بعملية الانصراف.
• مستوى التنظيم والانسيابية خلال خروج الطلاب.
• مدى تحقق معايير السلامة المرورية والأمن الشخصي للطلبة.
• مدى توافق الإجراءات مع ظروف أولياء الأمور اليومية.
كما تتيح الاستبانة لأولياء الأمور المجال لتقديم مقترحات عملية حول تحسين النظام، وتحديد أبرز نقاط القوة في الإجراءات الحالية.
تعزيز الشراكة مع الأسر
أكدت إدارات المدارس أن الهدف من هذه الخطوة هو إشراك أولياء الأمور بشكل فعّال في رسم ملامح بيئة تعليمية متكاملة، حيث تُعتبر آراؤهم وملاحظاتهم جزءاً أساسياً في عملية التطوير. وأضافت أن مخرجات الاستبانة ستُسهم في صياغة سياسات أكثر مرونة وملاءمة، بما يحقق الراحة النفسية للأسر ويضمن سلامة الطلاب.
وشددت المدارس على أن ضمان أمن وسلامة الطلبة في أوقات الذروة هو أولوية قصوى، وأن أي تعديلات مستقبلية ستأخذ بعين الاعتبار مقترحات المجتمع المدرسي بكافة مكوناته.
خطوة في إطار رؤية شاملة
يرى مراقبون أن الإجراءات الجديدة، سواء ما يتعلق بآلية سداد الرسوم إلكترونياً أو تنظيم انصراف الطلاب، تمثل خطوات متكاملة في مسار التحول نحو مدرسة ذكية ومستدامة. فهي لا تقتصر على تسهيل الخدمات الإدارية فحسب، بل تمتد لتشمل تحسين الحياة اليومية للطلبة وأولياء أمورهم، بما يعزز ثقة المجتمع بالنظام التعليمي الحكومي.
ويؤكد خبراء التعليم أن هذه المبادرات تترجم رؤية وزارة التربية في جعل العملية التعليمية أكثر شمولاً ومرونة، بحيث تستوعب الفئات المختلفة من الطلبة، وتحقق أقصى درجات الأمان والتنظيم داخل المدارس.
مستقبل الخدمات التعليمية الرقمية
مع توسع استخدام الهوية الرقمية (UAE Pass) واعتماد حلول الدفع الذكية، يتوقع أن يشهد قطاع التعليم في الإمارات المزيد من الخدمات الإلكترونية المتكاملة، سواء في تسجيل الطلبة أو متابعة تحصيلهم الدراسي أو حتى في التفاعل مع المدارس والمعلمين.
وبذلك، تواصل وزارة التربية والتعليم السير بخطى واثقة نحو بناء نظام تعليمي عصري، يضع الطالب وولي الأمر في قلب العملية، ويجعل من التكنولوجيا شريكاً رئيسياً في إدارة التفاصيل اليومية، بما يواكب طموحات الإمارات في بناء مجتمع معرفي متطور.