لبنان – السابعة الإخبارية
فضل شاكر.. في تطورالأبرز منذ أكثر من عقد، أعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان رسمي، أن الفنان اللبناني فضل عبد الرحمن شمندر، المعروف فنيًا بـ“فضل شاكر”، سلّم نفسه مساء السبت الموافق 4 أكتوبر (تشرين الأول)، إلى دورية من مديرية المخابرات عند مدخل مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا جنوبي البلاد.
ويأتي هذا الحدث بعد سنوات طويلة من الملاحقات القضائية والأمنية، على خلفية أحداث “عبرا” التي وقعت عام 2013، وأدت إلى توترات أمنية حادة في المنطقة، وأسفرت عن صدور مذكرات توقيف بحق شاكر وعدد من المشتبه فيهم آنذاك.
بيان الجيش: التحقيق جارٍ تحت إشراف القضاء
البيان الصادر عن الجيش أوضح أن تسليم شاكر جاء نتيجة “سلسلة اتصالات بين الجيش والجهات المعنية”، ولفت إلى أن التحقيقات بدأت فورًا تحت إشراف القضاء المختص، في إشارة إلى التعامل الجاد مع الملف من الناحية القانونية، بعيدًا عن أي اعتبارات فنية أو شعبية.
وأكد البيان أن “جميع الإجراءات المتخذة بحق الفنان ستتم وفق القوانين اللبنانية المرعية”، ما يشير إلى أن الملف لا يزال في عهدة المؤسسات الرسمية، رغم الأبعاد السياسية والإعلامية التي ارتبطت بالقضية منذ بداياتها.

دور خليجي محوري في الحل
بالتوازي مع البيان الرسمي، كشفت تقارير إعلامية أن دولة خليجية – لم يُفصح عن اسمها رسميًا – لعبت دورًا أساسيًا في التمهيد لهذه الخطوة، من خلال اتصالات مباشرة مع كبار المسؤولين في لبنان، سواء في وزارة الدفاع أو المؤسسة العسكرية، بهدف التوصل إلى تسوية قانونية شاملة لملف فضل شاكر.
وتشير المعلومات إلى أن الوساطة الخليجية جاءت بعد ضغوطات عاشها شاكر داخل مخيم عين الحلوة، حيث تعرض في الفترة الأخيرة لمضايقات وتهديدات متكررة من بعض الأطراف داخل المخيم، ما جعله يعيد النظر في موقفه، ويختار خيار التسليم الطوعي للجيش اللبناني، بدلًا من البقاء في عزلة دامت لأكثر من 13 عامًا.
من مخيم عين الحلوة إلى التحقيق الرسمي
بعد خروجه من المخيم، تسلّمت دورية من مديرية المخابرات الفنان بشكل سلمي، ونقلته إلى أحد مراكز التحقيق، حيث بدأ استجوابه في ملفات متعلقة بأحداث عبرا، وذلك بحضور الجهات القضائية المختصة. ورغم تكتم المصادر الأمنية على تفاصيل التحقيق، إلا أن المعلومات تؤكد أن شاكر أبدى تعاونًا كاملاً مع المحققين، في محاولة لتسوية أوضاعه القانونية.
محمد شاكر: “والدي اتخذ القرار الصحيح”
في أول رد فعل من العائلة، علّق محمد فضل شاكر، نجل الفنان، على خطوة والده قائلًا: “ما قام به والدي خطوة شجاعة وحكيمة. تعبنا كثيراً كعائلة خلال السنوات الماضية، وأتمنى أن تكون هذه البداية الحقيقية لعودة الحياة إلى طبيعتها”.
وأضاف محمد: “والدي لم يخطُ هذه الخطوة إلا بعد ضمانات قانونية واضحة، ونحن نثق بالقضاء اللبناني وننتظر الحكم العادل”.
قضية شائكة من بداياتها
تعود جذور الأزمة إلى صيف عام 2013، عندما اندلعت اشتباكات دامية في منطقة عبرا قرب صيدا، بين الجيش اللبناني وأنصار الشيخ أحمد الأسير، الذي كان فضل شاكر مقرّبًا منه في تلك الفترة. وبعد سقوط عدد من الجنود اللبنانيين، وجّهت إلى فضل تهم تتعلق بالتحريض والمشاركة في أعمال عدائية ضد الجيش، وهو ما ظل الفنان ينفيه على مدار السنوات.
وفي تلك الأثناء، أدرجته السلطات اللبنانية على لائحة المطلوبين، وصدرت بحقه مذكرات توقيف، فيما لجأ إلى مخيم عين الحلوة الذي لم تكن تخضع مناطق واسعة منه لسيطرة الدولة، ما أدى إلى تعقيد مسار الملف، قانونيًا وأمنيًا.

عودة فنية في الأفق؟
مع هذا التطور القضائي والأمني، بدأت التوقعات تتزايد حول إمكانية عودة فضل شاكر إلى الوسط الفني، خصوصًا بعد سنوات من الغياب القسري، ورغم ذلك لم ينقطع الفنان كليًا عن جمهوره، بل أصدر بعض الأغاني عبر الإنترنت، حققت نسب استماع مرتفعة، ما يدل على احتفاظه بقاعدته الجماهيرية رغم الابتعاد.
غير أن أي عودة رسمية ستتطلب تسوية شاملة للملف القضائي، وصدور حكم يبرّئه أو يضع حدًا قانونيًا لوضعه، كي يتمكن من التحرك بحرية داخل لبنان وخارجه، واستئناف نشاطه الفني بشكل قانوني ورسمي.
مفترق طرق حاسم
فضل شاكر اليوم أمام مرحلة مفصلية في حياته، فبين الرغبة في العودة إلى الفن وبين مواجهة القضاء اللبناني، تبقى الوساطة الخليجية عنصرًا حاسمًا في تغيير مسار القضية.
ومع بدء التحقيق الرسمي، وترقب صدور قرارات قضائية خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة، ينتظر جمهور فضل شاكر – داخل لبنان وخارجه – ما إذا كانت هذه التطورات ستمهد بالفعل لعودة نجم، كانت صوته يومًا ما من أبرز الأصوات العربية، أم أنها مجرد خطوة ضمن مسار قانوني طويل ومعقّد.
