القاهرة – السابعة الاخبارية
فيلم ضي، في احتفالية فنية كبيرة شهدتها مدينة وجدة المغربية، حصد فيلم ضي للمخرج كريم الشناوي الجائزة الكبرى في الدورة الرابعة عشرة من “المهرجان الدولي المغاربي للفيلم“. هذا التتويج يأتي ضمن تقدير واسع للأعمال السينمائية التي تبرز القضايا الإنسانية والفنية، مؤكدًا مكانة السينما العربية المعاصرة على الساحة الدولية.
فيلم ضي: قصة إنسانية مؤثرة في 48 ساعة
يتناول فيلم “ضي” رحلة مؤثرة للطفل النوبي “ضي”، الذي يعاني من مرض الألبينو ويتعرض للتمييز والنبذ الاجتماعي، لكنه يمتلك صوتًا ذهبياً يحلم من خلاله بأن يضيء عالمه المظلم. تدور أحداث الفيلم خلال 48 ساعة فقط، حيث ينطلق الطفل برفقة أسرته المفككة ومدرسته في رحلة محفوفة بالمخاطر من أسوان إلى القاهرة، بلا مال أو وسيلة اتصال، مستندًا إلى أمله الكبير وموسيقى حلمه.
هذه القصة الإنسانية العميقة تسلط الضوء على التحديات التي يواجهها الإنسان في محيطه الاجتماعي، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالأطفال الذين يعانون من اختلافات جسدية أو اجتماعية، وتبرز أهمية الحلم والإصرار في تجاوز هذه العقبات.
إبداع سينمائي بمشاركة فنية متميزة
الفيلم من تأليف هيثم دبور، ويضم في طاقم تمثيله مجموعة من النجوم مثل أسيل عمران، إسلام مبارك، محمد ممدوح، بدر محمد، وحنين سعيد. كما ظهر الفنان الكبير محمد منير في دور خاص أضفى على العمل بعدًا فنيًا أصيلًا ومميزًا.
الإخراج الحساس والتصوير الفني أضفيا على الفيلم طابعًا سينمائيًا راقيًا، مما جعله يحظى بإشادة واسعة من لجنة التحكيم، التي اعتبرت الفيلم تجربة متكاملة تعبر عن إنسانية متجددة في السينما المصرية.
رسالة المخرج كريم الشناوي بعد التتويج
عبّر المخرج كريم الشناوي عن سعادته الكبيرة بهذا التكريم في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة “إنستغرام”، مؤكدًا أن الجائزة تمثل تقديرًا لمسيرة الفيلم الذي وُلد من رحم الشغف والإيمان بالسينما الإنسانية.
وأضاف الشناوي أن هذه الجائزة تكرم قصة “ضي” وسيرة أهل الضي، في إشارة إلى الأشخاص المهمشين الذين يعيشون في ظلال المجتمع، والذين يعكس الفيلم حكايتهم الإنسانية بكل صدق وأمانة.
جوائز أخرى تبرز التنوع السينمائي في المهرجان
لم يقتصر التتويج على الفيلم المصري فقط، بل شهد المهرجان أيضًا توزيع جوائز على عدة أعمال سينمائية من مختلف البلدان المغاربية والعالم العربي:
- حصل الفيلم السنغالي “ديمبا” للمخرج مامادو ديا على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، تقديرًا لقيمته الفنية والإنسانية.
- فاز الفيلم المغربي “وشم الريح” للمخرجة ليلى التريكي بجائزة أفضل سيناريو، مما يؤكد على قوة الكتابة السينمائية في المغرب.
- حصدت التونسية فاطمة صفر جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “عائشة”، وهو ما يعكس تميز الأداء التمثيلي في السينما التونسية.
- فاز الفرنسي من أصل كاميروني ألكسندر بوير بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “فانون” للمخرج جان كلود بارني، مما يدل على انفتاح المهرجان على السينما العالمية.
تميز الأفلام القصيرة في المهرجان
كان للأفلام القصيرة حضور قوي في المهرجان أيضًا، حيث حصلت المخرجة الفلسطينية مها حاج على الجائزة الكبرى عن فيلمها “ما بعد..”، وهو عمل يعكس واقعًا إنسانيًا ملموسًا بطريقة فنية متجددة.
أما الفيلم المغربي “إخوة الرضاعة” للمخرجة كنزة التازي، فقد نال جائزة لجنة التحكيم، فيما ذهبت جائزة الأمل إلى الفيلم التونسي “لعبة الشيطان والملائكة” للمخرج محمد أمين لخميري، مما يؤكد على تنوع وتميز الأعمال القصيرة المشاركة.
المهرجان الدولي المغاربي للفيلم: منصة تلتقي فيها السينما الإنسانية والفنية
يعد “المهرجان الدولي المغاربي للفيلم” في وجدة حدثًا مهمًا يعكس تنوع السينما المغاربية والعربية، ويشكل منصة تلتقي فيها الأفكار والقصص التي تحمل أبعادًا إنسانية عميقة. كما يعزز من حضور السينما العربية في المشهد الفني الدولي، ويمنح الفرصة للأعمال السينمائية التي تتناول قضايا المجتمع والإنسان.
أهمية فيلم “ضي” في المشهد السينمائي المصري والعربي
يمثل فيلم “ضي” إضافة مهمة للسينما المصرية والعربية، حيث يتناول قضية الإنسان المهمش من خلال قصة طفل صغير يعاني من مرض نادر ويجد نفسه في مواجهة مجتمع لا يرحم. هذا الموضوع الإنساني الجريء نادرًا ما يتم تناوله في الأفلام، مما يجعل “ضي” عملًا فنيًا فريدًا يعكس الواقع بطريقة مؤثرة.
الفيلم يؤكد أن السينما ليست فقط وسيلة ترفيه، بل أداة قوية للتعبير عن القضايا الاجتماعية والإنسانية، وقدرته على توصيل الرسائل العميقة تجعل منه تجربة سينمائية تستحق الاحتفاء.
ردود الفعل الجماهيرية والنقدية
لاقى الفيلم استحسانًا كبيرًا من الجمهور والنقاد على حد سواء، حيث أشاد الكثيرون بقدرة المخرج كريم الشناوي على سرد القصة بأسلوب فني وإنساني راقٍ، وقد برز أداء الممثلين الذين جسدوا شخصيات الفيلم بصدق وتأثير.
كما أشاد النقاد بتصوير الفيلم الذي نحت تفاصيل حياة الطفل “ضي” وأسرته في إطار بصري غني، ساعد في تعزيز المشاعر والرسائل التي يحملها الفيلم.
مستقبل السينما الإنسانية بعد “ضي”
نجاح فيلم “ضي” في مهرجان الفيلم المغاربي يفتح الباب أمام مزيد من الأعمال السينمائية التي تسلط الضوء على القضايا الإنسانية والاجتماعية في الوطن العربي. ويشجع هذا النجاح المخرجين والكتاب على الاستمرار في تقديم قصص تتناول الواقع بشفافية وصدق.
كما يعزز التتويج الأمل في تحقيق تطور مستدام في نوعية الإنتاج السينمائي العربي، مع التركيز على المحتوى الهادف الذي يلامس وجدان المشاهدين ويحث على التفكير والتغيير.\
في الختام: “ضي” نموذج للسينما الإنسانية والفنية في الوطن العربي
اختتم الفيلم المصري “ضي” مشواره في مهرجان الفيلم المغاربي في وجدة بحصوله على الجائزة الكبرى، ليكون بذلك مثالاً للسينما التي تجمع بين الفن والرسالة الإنسانية. رحلة الطفل النوبي في مواجهة التمييز والأمل، تجسد صورة حية لقصة إنسانية مؤثرة تستحق أن تُروى وتُسمع.
هذا النجاح يؤكد أن السينما العربية قادرة على تقديم أعمال فنية تتسم بالعمق والصدق، وأن الجمهور العربي والعالمي يرحب بالأفلام التي تعكس إنسانية الناس وتحدياتهم، مما يعزز مكانة السينما العربية على الساحة الدولية.