لبنان – السابعة الاخبارية
محمد فضل شاكر، في خطوة مفاجئة أعادت اسم النجم اللبناني فضل شاكر إلى دائرة الضوء، أعلن نجله محمد فضل شاكر عن موقف العائلة الأول بعد تسليم والده نفسه طوعًا إلى الجيش اللبناني. هذه الخطوة التي حدثت مساء السبت الماضي عند مدخل مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا جنوبي لبنان، فتحت صفحة جديدة في حياة الفنان الذي غاب عن الساحة الفنية لما يقارب 12 عامًا.
محمد فضل شاكر يعلق: “إن مع العسر يسرا”
نشر محمد فضل شاكر عبر خاصية “ستوري” في حسابه على “إنستغرام” رسالة مقتضبة حملت في طياتها التفاؤل والأمل، قال فيها: “إن مع العسر يسرا” مهما ضاق الطريق، فإن فرج الله أقرب مما تظن.
هذا التعليق هو أول موقف علني رسمي للعائلة بعد خطوة فضل شاكر التي أثارت جدلاً واسعًا في الإعلام اللبناني والعربي، حيث يعكس كلمات محمد مدى الإيمان والثقة بقدرة والده على تجاوز المحنة التي عاشها طوال السنوات الماضية.
فضل شاكر يسلم نفسه بعد 12 عامًا من الملاحقة القضائية
تفاصيل تسليم فضل شاكر نفسه جاءت على خلفية تنسيق محكم بين جهات رسمية ووسطاء لتسهيل عملية تسليم الفنان للقضاء اللبناني، حيث جرت هذه العملية عند حاجز الحسبة عند مدخل مخيم عين الحلوة في صيدا، حوالي الساعة التاسعة مساء السبت.
بعد ذلك، نُقل فضل شاكر إلى ثكنة زغيب في صيدا لإجراءات أولية، ومن ثم إلى بيروت لاستكمال باقي الإجراءات القانونية المتعلقة بقضيته.
هذه الخطوة تمثل محاولة طي صفحة طويلة من الملاحقة القضائية التي لازمت الفنان اللبناني منذ ما يقرب من عقد ونصف، وهي بمثابة بداية محتملة لفصل جديد في حياته.
خلفية القضية: من أحداث عبرا إلى الأحكام الغيابية
تعود بداية المشاكل القانونية لفضل شاكر إلى عام 2013، حين اندلعت اشتباكات عنيفة في منطقة عبرا بين الجيش اللبناني وجماعة الشيخ أحمد الأسير.
اتهم فضل شاكر بالمشاركة في القتال إلى جانب جماعة مسلحة، بالإضافة إلى اتهامات أخرى تتعلق بتمويل هذه الجماعة.
في عام 2018، برّأت المحكمة العسكرية فضل شاكر من تهمة قتل عناصر الجيش، إلا أنه لا يزال يواجه قضايا جنائية أخرى مثل تهم السلب، تبييض الأموال، وتشكيل عصابة مسلحة.
هذه التهم المعقدة جعلت من مسيرته الفنية متوقفة وشكّلت حاجزًا أمام عودته إلى الساحة الفنية بشكل طبيعي.
تصريحات محمد شاكر السابقة: نية واضحة ولكن بحذر
قبل إعلان تسليم والده نفسه، صرح محمد فضل شاكر في أكثر من مناسبة أن والده يفكر جديًا في تسليم نفسه، لكنه كان ينتظر الظروف الأمنية المناسبة والتوقيت الملائم لهذه الخطوة.
قال محمد في تصريح سابق: “النية موجودة، ومع الوقت والوضع المناسب سيتم هذا الأمر. عندنا ثقة بالقضاء اللبناني، وإن شاء الله تكون هناك نزاهة.”
هذا التصريح يعكس الأمل الكبير لدى العائلة في تحقيق العدالة وإعادة الاعتبار للفنان، كما يشير إلى استعدادهم لتقبل نتائج الإجراءات القانونية بشجاعة.
هل تمهد الخطوة لعودة فضل شاكر إلى الحياة الطبيعية والفنية؟
على الرغم من الظروف القانونية المعقدة التي أحاطت بفضل شاكر طوال العقد الماضي، إلا أن الفنان لم يتوقف عن إصدار بعض الأغاني، حتى وهو مقيم في المخيم. وكان آخر أعماله ديو غنائي بعنوان “كيفك ع فراقي” جمعه بابنه محمد.
خطوة تسليم النفس هذه قد تمثل بداية لتسوية قانونية ممكنة تمكن فضل شاكر من إغلاق ملفه القانوني في حال ثبتت براءته أو توصل إلى تسويات قضائية مناسبة.
إذا تحقق ذلك، فقد يفتح هذا الباب أمام عودته إلى نشاطه الفني، وهو أمر ينتظره جمهور واسع من محبيه الذين ظلت متابعتهم له حاضرة رغم غيابه الطويل.
ردود الفعل على تسليم النفس: بين التفاؤل والحذر
تفاوتت ردود الفعل في الأوساط الفنية والإعلامية بين متفائلة بحصول فضل شاكر على فرصة جديدة، وبين حذرة تأخذ في الاعتبار أن القضايا المعقدة قد تأخذ وقتًا طويلًا قبل أن تُحسم.
بعض الفنانين والشخصيات العامة عبروا عن دعمهم وتشجيعهم لخطوة التسليم، معتبرين أنها تفتح المجال للعدالة والسلام الداخلي للفنان ولعائلته.
من جهة أخرى، يراقب الكثيرون عن كثب تطورات القضية، متسائلين عما ستؤول إليه الإجراءات القانونية في ظل التهم الخطيرة التي لا تزال قائمة.
فضل شاكر في ذاكرة الجمهور: صوت استثنائي ومحن صعبة
ظل فضل شاكر أحد أبرز الأصوات في الغناء اللبناني والعربي، حيث يمتلك صوتًا مميزًا وشعبية كبيرة تمتد عبر الأجيال.
لكن مشواره الفني لم يكن خاليًا من التحديات، فقد اختار في لحظة ما الابتعاد عن الأضواء، وأثار ذلك جدلاً واسعًا حول أسباب هذا الانسحاب.
غيبته الطويلة أثرت على الساحة الفنية، لكنه ظل دائمًا في ذاكرة محبيه الذين يتطلعون إلى سماع صوته مجددًا، ولعل ما حدث مؤخرًا قد يشير إلى قرب تحقق هذا الحلم.
الخلاصة: بداية جديدة أم نهاية فصل؟
يبدو أن خطوة فضل شاكر بتسليم نفسه إلى الجيش اللبناني تمثل بداية جديدة في حياته، تحمل بين طياتها احتمالات متعددة، منها تسوية قانونية قد تعيد له حريته وتفتح الباب لعودته الفنية.
تعليق نجله محمد يعكس الأمل والثقة في أن الأيام القادمة ستشهد فرجًا وانفراجًا، وأن “مع العسر يسرا” ليست مجرد كلمات بل واقع قد يتحقق قريبًا.
تبقى الساحة الفنية والإعلامية ترقب التطورات القادمة، في انتظار أن يخرج فضل شاكر من ظلال الماضي إلى نوره الذي طال انتظاره، ليعود صوتًا لا ينسي في عالم الغناء العربي.