أبوظبي – السابعة الإخبارية
السكوترات..في إطار جهودها المستمرة لتعزيز السلامة المرورية، أطلقت شرطة أبوظبي، ممثلة في مديرية المرور والدوريات الأمنية التابعة لقطاع العمليات المركزية، حملة توعوية ميدانية استهدفت مستخدمي السكوترات الكهربائية في جزيرة أبوظبي، بالتعاون مع مركز النقل المتكامل “أبوظبي للتنقل”.
وتأتي هذه الخطوة كجزء من استراتيجية شاملة تنتهجها شرطة أبوظبي للحد من الحوادث المرورية الناجمة عن سوء استخدام هذا النوع من وسائل التنقل الحديثة، خاصة مع تزايد الإقبال على السكوترات الكهربائية كوسيلة تنقّل بديلة وسريعة في المدن الكبرى.
تصاعد استخدام السكوترات الكهربائية
شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في استخدام السكوترات الكهربائية داخل المدن الإماراتية، وخصوصاً في العاصمة أبوظبي. وقد باتت هذه الوسيلة تمثّل خيارًا مفضلًا للعديد من الأفراد، خصوصاً فئة الشباب والعاملين، نظراً لمرونتها وسهولة استخدامها، فضلًا عن كونها وسيلة صديقة للبيئة.
لكن في المقابل، ارتفعت بعض المخاوف المتعلقة بسلامة مستخدميها، نتيجة السلوكيات الخاطئة أو التجاوزات المرورية، ما استدعى تدخلاً توعوياً وميدانياً لضمان الاستخدام الآمن لها على الطرق العامة وممرات المشاة والدراجات.
رسالة توعوية من الميدان
أكد العميد سهيل صياح المزروعي، مدير إدارة المرور والدوريات الأمنية في شرطة أبوظبي، أن الحملة الحالية تأتي ضمن خطة استراتيجية تهدف إلى الحد من الحوادث وحماية الأرواح والممتلكات.
وأضاف:”في ظل تنامي الاعتماد على السكوترات الكهربائية كوسيلة نقل حضرية، نرى ضرورة ملحّة في تكثيف حملات التوعية وتثقيف المجتمع بالقواعد المنظمة لاستخدامها، لضمان سلامة المستخدمين وسلامة جميع مستخدمي الطريق”.
وأوضح أن شرطة أبوظبي تبنت منذ سنوات نهجًا وقائيًا يستند إلى التوعية المجتمعية جنبًا إلى جنب مع الإجراءات القانونية، إيماناً منها بأن التغيير يبدأ من نشر الثقافة المرورية الصحيحة بين مختلف فئات المجتمع.
تعزيز ثقافة السلامة المرورية
من جانبه، أوضح العقيد سهيل فرج القبيسي، نائب مدير إدارة شؤون الدوريات الأمنية، أن الحملة ركزت على الجانب الإرشادي والتوعوي، حيث قام أفراد الشرطة بتوزيع كتيبات ونشرات تحتوي على إرشادات مرورية ونصائح تتعلق باستخدام السكوتر الكهربائي، إضافة إلى توضيح الاشتراطات القانونية الواجب الالتزام بها.
وقال القبيسي:”هدفنا الأساسي هو رفع مستوى وعي المستخدمين بمخاطر الاستخدام غير الآمن، وتعريفهم بأهمية ارتداء أدوات الوقاية مثل الخوذة، وتجنّب السير في المناطق المزدحمة، والالتزام بالمسارات المخصصة، واحترام إشارات المرور”.
وأشار إلى أن الحملة شهدت تفاعلًا إيجابيًا من الجمهور، حيث أبدى العديد من المستخدمين اهتمامهم بالتعرف على القوانين الجديدة وتفاصيل الاشتراطات الخاصة بقيادة السكوترات في الإمارة.
أبرز المخالفات الشائعة
كشفت الحملة عن مجموعة من السلوكيات الخاطئة التي يمارسها بعض المستخدمين، والتي تمثل خطراً على سلامتهم وسلامة الآخرين، من بينها:
القيادة على الأرصفة المخصصة للمشاة.
عدم ارتداء الخوذة أو أدوات الوقاية الشخصية.
تجاوز السرعة المحددة في المناطق السكنية.
استخدام السكوتر من قبل أكثر من شخص في وقت واحد.
الانشغال بالهاتف أثناء القيادة.
وأكدت الشرطة أن مثل هذه السلوكيات قد تؤدي إلى حوادث جسيمة، بعضها تم تسجيله في الأشهر الماضية، مما يستدعي رقابة مشددة وتوعية مستمرة.
دور تكاملي بين الجهات
أشاد مسؤولو الحملة بالتعاون الفعّال مع مركز النقل المتكامل “أبوظبي للتنقل”، الذي يلعب دورًا محوريًا في تنظيم وتنمية أنماط التنقل الحديثة، ومنها استخدام السكوتر الكهربائي. وتعمل الجهتان ضمن شراكة استراتيجية لضمان تطبيق أفضل الممارسات العالمية في السلامة المرورية والبنية التحتية.
توجهات مستقبلية
أعلنت شرطة أبوظبي أن هذه الحملة تأتي في سياق سلسلة من المبادرات المخطط لها خلال الفترة المقبلة، وستشمل مناطق متعددة من الإمارة، إضافة إلى تطوير منصات رقمية توعوية وورش عمل مخصصة لفئة الشباب والطلبة وسائقي التوصيل.
كما أكدت على نيتها مواصلة مراقبة التزام المستخدمين بالقوانين، وتطبيق الغرامات والعقوبات الرادعة على المخالفين بما يضمن الحفاظ على الأمن المروري العام.
تعكس حملة شرطة أبوظبي الميدانية حرص الجهات المختصة على تحقيق التوازن بين تشجيع وسائل النقل الحديثة وضمان أعلى مستويات الأمان والسلامة لجميع مستخدمي الطرق. وبينما تستمر المدينة في تبنّي حلول التنقل الذكي والمستدام، تبقى التوعية والمسؤولية الفردية حجر الأساس في بناء مجتمع آمن ومتقدم.
تعكس حملة شرطة أبوظبي الميدانية حرص الجهات المختصة على تحقيق التوازن بين تشجيع وسائل النقل الحديثة وضمان أعلى مستويات الأمان والسلامة لجميع مستخدمي الطرق. وبينما تستمر المدينة في تبنّي حلول التنقل الذكي والمستدام، تبقى التوعية والمسؤولية الفردية حجر الأساس في بناء مجتمع آمن ومتقدم.
