الشارقة – السابعة الاخبارية
باسل خياط، في لحظة امتزجت فيها مشاعر الفخر بالقلق، خطف الفنان السوري باسل خياط الأنظار خلال حفل افتتاح الدورة الثانية عشرة من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، الذي أقيم مساء الأحد في مسرح الجامعة القاسمية، بحضور ورعاية الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة، ورئيس مجلس الشارقة للإعلام.
ورغم مناسبة التكريم المشرّفة التي جلبته إلى خشبة المسرح، فإن مظهره وحركته البطيئة لفتا الانتباه، وأثارا موجة من القلق لدى جمهوره ومحبيه، خاصة بعد انتشار مقاطع فيديو تُظهره يمشي بصعوبة ويستعين بأحد المنظمين لمساعدته في صعود الدرج.
باسل خياط.. تكريم مستحق لجائزة “الإنجاز مدى الحياة”
خلال الحفل، تم تكريم باسل خياط بجائزة “الإنجاز مدى الحياة”، وهي واحدة من أرفع الجوائز التي يمنحها المهرجان تقديرًا لإسهامات الفنانين في إثراء المشهد الفني العربي. وجاء هذا التكريم وسط تصفيق حار من الحضور، الذين عبّروا عن تقديرهم لمسيرة فنية امتدت لعقود، قدّم خلالها باسل عشرات الشخصيات المعقّدة والمميزة في الدراما والسينما والمسرح.
غير أن لحظة التكريم اتخذت طابعًا إنسانيًا خاصًا عندما صعد خياط إلى المسرح متأثرًا بوعكة صحية بدت واضحة، إذ كان يمشي ببطء شديد، ويجرّ قدميه بهدوء، وسط مساعدة أحد القائمين على تنظيم الحفل.
مشهد مؤلم يثير تعاطف الجمهور
أظهرت مقاطع مصوّرة تم تداولها على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، باسل خياط وهو يتحرك بصعوبة واضحة أثناء صعوده إلى المسرح. بدا عليه الإرهاق، وتحوّل حضوره إلى مشهد إنساني مؤثر دفع المتابعين إلى التساؤل عن وضعه الصحي، وسط دعوات متتالية بالشفاء والتعافي.
تفاعل الجمهور كان واسعًا، حيث عجّت مواقع التواصل بتغريدات ومنشورات تطالب بالاطمئنان على صحة النجم السوري، فيما عبّر كثيرون عن حزنهم لرؤيته في هذا الوضع، رغم فرحتهم بتكريمه.
صمت باسل يزيد التساؤلات
ورغم التفاعل الكبير، فإن باسل خياط لم يُدلِ بأي تصريح يوضح طبيعة حالته الصحية، ما زاد من قلق الجمهور. واكتفى بنشر صورة عبر خاصية “الستوري” على حسابه الرسمي في إنستغرام، يظهر فيها التكريم، وكتب معلقًا:
“أعتز بهذا التكريم ويشرّفني؛ لأنه آتٍ من قلوب تنبض بالأمل والمستقبل. كل الحب والاحترام.”
تعليقه الذي حمل امتنانًا واضحًا، لم يتطرّق إلى حالته الصحية، بل ركّز على شرف التكريم وقيمة المهرجان، ما جعل بعض المتابعين يعتبرون أن باسل ربما لا يريد إثارة ضجة حول وضعه، مفضلاً إبقاء الأمور الشخصية بعيدة عن الإعلام.
مهرجان الشارقة السينمائي… احتفاء بالفن في قلب الإمارات
مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب يُعد واحدًا من أبرز المنصات الفنية والإبداعية في المنطقة، ويستهدف تنمية الذائقة السينمائية لدى الفئات الناشئة، وتعزيز قيم الفن الهادف.
في دورته الثانية عشرة، التي تُقام تحت شعار “الفن مستقبلنا”، يعرض المهرجان 74 فيلماً من 26 دولة، من بينها 3 أفلام تُعرض لأول مرة في الشرق الأوسط، وهي:
- الفيلم الهولندي “مس موكسي”
- الفيلم الكوري 2:15 PM
- الفيلم السعودي “هجير” للمخرجة سارة طلب
ويستمر المهرجان حتى نهاية الأسبوع، ويتضمن العديد من الفعاليات وورش العمل الموجهة للأطفال والشباب، بالإضافة إلى لقاءات مع صناع أفلام، وعروض سينمائية تجمع بين الترفيه والتوعية.
تكريم أسماء بارزة في الفن العربي
إلى جانب باسل خياط، شمل التكريم نخبة من الفنانين الذين كان لهم أثر بارز في تطوير الدراما والمسرح والسينما العربية. من بينهم:
- الفنان الإماراتي عبدالله صالح
- الفنان السعودي عبدالمحسن النمر
- الفنان السوري عابد فهد (الذي نال جائزة “الإنجاز مدى الحياة على مستوى الشرق الأوسط”)
- الفنان الإماراتي مروان عبدالله صالح (تكريم فئة الشباب على مستوى الإمارات)
- الفنانة البحرينية حلا الترك (تكريم فئة الشباب على مستوى الخليج)
هذه الجوائز تُمثل اعترافًا رسميًا بمكانة هؤلاء الفنانين في قلوب الجمهور العربي، وتقديرًا لمسيرتهم الغنية بالأعمال المميزة والرسائل الإنسانية.
مسيرة باسل خياط: الحضور الطاغي والتنوّع الفني
منذ بداياته في المسرح والدراما السورية، أثبت باسل خياط نفسه كممثل استثنائي يمتلك أدوات فنية عالية، وقدرة نادرة على تقمّص الأدوار المعقّدة. عبر أكثر من عقدين، قدّم شخصيات متنوعة بين التراجيديا، الإثارة، النفسية، والاجتماعية.
تميزت أدواره في المسلسلات العربية المشتركة مثل “الرحلة”، “قيد مجهول”، “عهد الدم”، “الثمن”، “المنصة”، “30 يوم” وغيرها، حيث نال إشادة كبيرة على أدائه المتقن، والقدرة على تجسيد الانفعالات بأدق تفاصيلها.
كما حافظ على خصوصيته بعيدًا عن الإعلام والضجة، مع التركيز على عمله كممثل يحمل مشروعًا فنيًا متكاملًا، لا مجرد نجم شباك.
عائلته أولًا: الوجه الآخر لباسل خياط
رغم شهرته الواسعة، فإن باسل دائمًا ما عبّر عن أن العائلة تأتي قبل كل شيء. وقد ظهر في أكثر من مناسبة مع زوجته وأولاده، مؤكدًا أن حياته الخاصة هي مصدر سعادته الحقيقية. مؤخراً، شارك متابعيه بصورة مع أسرته، كتب فيها:
“العائلة فوق كل شيء”.
هذه الرسالة العائلية التي يحرص على تكرارها، تُظهر جانبًا ناضجًا وإنسانيًا من شخصيته، وتُعزز محبة الجمهور له، كفنان وإنسان في آنٍ معًا.
قلق وترقّب… والشفاء هو الأمنية الأكبر
الحالة التي ظهر بها باسل خياط، رغم بساطتها الظاهرة، دفعت جمهوره إلى الترقب، والتساؤل حول حقيقة ما يمرّ به. ورغم احترام الجميع لخصوصيته، فإن القلق عليه بات مشتركًا بين المتابعين والنقّاد وزملائه في الوسط الفني.
في المقابل، كان لافتًا أن باسل لم يُلغِ ظهوره، ولم يعتذر عن الحضور رغم حالته الصحية، بل أصرّ على تسلّم تكريمه بنفسه، في موقف يدل على احترامه للمهرجان والجمهور، ويعكس عزيمته وإيمانه برسالة الفن.
ختامًا: باسل خياط… فنان حقيقي رغم الألم
لحظة صعود باسل خياط إلى المسرح، رغم ألمه الواضح، كانت لحظة حقيقية، لا تحتاج إلى كلمات ولا حوارات. رجلٌ منهك، يجرّ قدميه ليقول: “أنا هنا، والتكريم يعني لي الكثير”.
في زمن تُسيطر فيه الصورة الملمعة والمثالية على الواجهة، أظهر باسل وجهًا إنسانيًا صادقًا، يُذكّر الجميع أن خلف كل فنان قصة، وربما وجع خفي، لا يراه أحد.
التمنيات بالشفاء العاجل لباسل خياط لا تزال تتصدر التفاعلات، لكن ما هو مؤكد أن حب الناس له لم يكن يومًا مشروطًا، بل هو نابع من تقدير لفنه، واحترام لصمته، وإعجاب بمسيرته التي تمضي بخطى ثابتة، مهما كانت متعبة.