كاليفورنيا – السابعة الإخبارية
أقرّت ولاية كاليفورنيا الأمريكية قانونًا جديدًا يهدف إلى إنهاء مشكلة شكاوى المشاهدين المتكررة حول ارتفاع صوت الإعلانات مقارنة بالبرامج التلفزيونية، لتصبح تجربة المشاهدة أكثر راحة وسلاسة. القانون، الذي وقّعه حاكم الولاية غافن نيوسوم رسميًا، يُلزِم جميع القنوات التلفزيونية، ومحطات الكابل، بالإضافة إلى المنصات الرقمية ومنصات البث التدفقي، بضبط مستوى الصوت في الإعلانات بحيث يكون مساويًا أو قريبًا من صوت البرامج التي تسبقها أو تليها.
لطالما واجه المشاهدون في الولايات المتحدة مشكلة ما يُعرف بـ”الضوضاء الإعلانية المزعجة”، حيث يُفاجأون بارتفاع مفاجئ وكبير في الصوت عند بدء الفاصل الإعلاني أثناء متابعة برنامج هادئ أو فيلم وثائقي. هذا الأمر يضطر المشاهدين إلى خفض مستوى الصوت يدويًا أو كتمه تمامًا، ما يؤثر على جودة تجربة المشاهدة ويثير استياء واسعًا على مدى سنوات.

تصريحات الحاكم: صوت المواطنين مسموع
بعد توقيع القانون، صرح الحاكم نيوسوم قائلاً:
“لقد سمعنا صوت سكان كاليفورنيا بوضوح، والواضح أنهم لا يريدون أن تصرخ الإعلانات في وجوههم بعد كل برنامج”، مؤكّدًا أن هذا التشريع يأتي استجابة مباشرة لشكاوى الجمهور المتكررة، ويعكس التزام الولاية بحماية راحة المستهلكين في بيئة إعلامية متنامية ومعقدة.
يُعد القانون جزءًا من جهود كاليفورنيا الأوسع لتنظيم المشهد الإعلامي، خصوصًا في ظل توسع منصات البث عبر الإنترنت وازدياد الإعلانات التفاعلية المفاجئة، والتي غالبًا ما تعرض بمستويات صوت مرتفعة لجذب الانتباه، ما يزيد من استياء المشاهدين ويؤثر على تجربتهم.
تطبيق القانون يشمل الإنترنت والبث الرقمي
من أبرز ميزات القانون أنه يشمل منصات البث التدفقي الكبرى مثل “نتفليكس”، و”هولو”، و”بلوتو تي في”، التي تقدم جزءًا من محتواها المجاني مدعومًا بالإعلانات. هذا يعني أن الضوابط الصوتية الجديدة لن تنطبق فقط على التلفزيون التقليدي، بل ستشمل أيضًا المحتوى الرقمي والبث عبر الإنترنت، مما يمثل خطوة نوعية في توحيد معايير الصوت عبر جميع الوسائط الإعلامية.
ووفقًا للخبراء، فإن هذا الإجراء من المرجح أن يدفع شركات الإعلان إلى تطوير استراتيجيات أكثر ابتكارًا لجذب انتباه المشاهدين دون الاعتماد على رفع الصوت، مثل استخدام المؤثرات البصرية، الرسائل الإبداعية، والتجارب التفاعلية، ما قد يغير طبيعة الإنتاج الإعلاني في السوق الأمريكي على المدى الطويل.

أثر القانون على تجربة المشاهد
مع دخول القانون حيز التنفيذ، يتوقع مراقبون أن تتحسن تجربة المشاهدة بشكل كبير، خاصة للمستخدمين الذين يشاهدون المحتوى في بيئات هادئة، مثل الأطفال أو كبار السن، والذين غالبًا ما يتأثرون بشكل أكبر بمستويات الصوت المرتفعة.
كما يشير البعض إلى أن القانون قد يكون نموذجًا يحتذى به في الولايات الأخرى أو حتى على المستوى الدولي، في ظل تزايد القلق حول تأثير الإعلانات الصاخبة على الصحة النفسية للمستهلكين وجودة حياتهم اليومية.
توقعات مستقبلية
من المتوقع أن يشهد سوق الإعلام في الولايات المتحدة تغيرات في أساليب الإعلان، مع تزايد الاهتمام بـجودة المحتوى وتجربة المستخدم، بدلًا من الاعتماد على الصخب الصوتي لجذب الانتباه. ويأمل المحللون أن يسهم القانون في خلق بيئة إعلامية أكثر توازنًا، وتحفيز الشركات على الابتكار في إنتاج الإعلانات مع مراعاة راحة المشاهدين.
في النهاية، يمثل قانون كاليفورنيا الجديد لضبط مستوى الصوت في الإعلانات خطوة مهمة نحو تحسين تجربة المشاهدة، وحماية الجمهور من الإزعاج المستمر، مع التطلع إلى أن يكون نموذجًا عالميًا لممارسات إعلامية أكثر احترامًا للمستهلك.

حرائق كاليفورنيا.. لماذا تصاعدت الكارثة؟
التفاصيل مع مي بن خضراءhttps://t.co/bzsOerEUVG pic.twitter.com/5JZ4tZ6TpS
— CNBC Arabia (@CNBCArabia) January 15, 2025