القاهرة – السابعة الاخبارية
محمد رمضان، في خطوة لافتة وسط الضوضاء الإعلامية التي أحاطت بأغنيته الأخيرة، أعلن النجم المصري محمد رمضان عن طرح أغنيته الجديدة التي تحمل عنوان «واحد اتنين تلاته»، مُحدّدًا موعد إطلاقها بدقة عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، في محاولة للتجاوب مع الجمهور وإعادة بوصلة النقاش إلى الساحة الفنية بعيدًا عن الجدل القانوني.
وجاء الإعلان مصحوبًا بمقطع قصير من الأغنية، أظهر الأسلوب المألوف لرمضان: كلمات التحدي والثقة بالنفس، وإيقاع يحفّز على الجدل بقدر ما يثير الفضول لدى الجمهور. في الوقت نفسه، يأتي هذا الإعلان بعد أيام فقط من تبنّي رامٍ جديد في الساحة الفنية، حيث واجهت أغنيته السابقة «رقم واحد يا أنصاص» اتهامات وتحركات قانونية، مما أعاد إلى الأذهان العلاقة المضطربة أحيانًا بين الفنّ والضوابط الاجتماعية والقانونية في مصر.
محمد رمضان وإعلان الأغنية الجديدة: توقيت وتوجيه
في منشور بسيطة على حساباته، كتب محمد رمضان قائلاً:
“لو بتزعلك كلمة واحد.. طيب أغنية (واحد اتنين تلاتة) بكرة (الأربعاء 8 أكتوبر) الساعة 4 بتوقيت مصر، ثقة في الله نجاح.”
هذا الإعلان جاء في توقيت يبدو مدروسًا: بالرغم من الضغوط الإعلامية التي تلقاها بسبب الجدل حول أغنيته السابقة، اختار أن يُبقي الجمهور في حالة ترقّب، مستعينًا بوسائل الترويج السريعة على السوشيال ميديا، لكي يقدّم عملًا جديدًا يحاول به تغيير المزاج العام، أو إعادة توجيه النقاش نحو الموسيقى والكلمات بعيدًا عن الاتهامات.
كما ظهر في مقطع الفيديو الترويجي وهو يُغنّي بعض مقاطع من الأغنية الجديدة، كاستهلال لجذب الانتباه، قبل أن يُطلق النسخة الكاملة في الموعد المحدّد.
كلمات “واحد اتنين تلاته”: تحدٍّ وثقة بالنفس
من الكلمات التي نشرها محمد رمضان كجزء من الأغنية:
“واحد وكله عارف يا باقي الأرقام
اتنين بيموتوا الحقودي والأخصام
تلاتة تلاتة بالله العظيم مش شايف حد
اضرب في مين يا عم الضرب في الميت حرام
مبطلعش إلا أول مبرفعش إلا أتقل
ما بزعلش وبزعل ومبنافسشي إلا نفسي وبس
ما بلبسشي إلا ماركة ما برقصشي إلا دبكة
ملك ولا ليا مالكة مبعملش إلا عظمة
ما بديش إلا صدمة جبل وما تقولش هضبة
ممشي الكل بقانوني.. إن لم تكن ذئبًا أكلتك الكلاب.”
تظهر في هذه الكلمات الملامح المعهودة في أغاني رمضان: التأكّد من الذات، التحرّر من الانتقادات، التحدِّي لمن يحاول إيقافه، والتركيز على السيطرة والمكانة. كما أن استخدام الأرقام (واحد – اتنين – تلاته) كإطار تعبيري يمنح الأغنية بعدًا رمزيًا، وكأنها تسلّط الضوء على ترتيبه بين الآخرين، أو مقارنة بين من يتحدّثون ومن يثبتون.
من الناحية الموسيقية، يُنتظر أن يرافق هذه الكلمات توزيعًا إيقاعيًّا يصبّ في خانة الأغاني الرائجة في الساحات الشبابية: إيقاع سريع، مقطع تهيئة قابل للتكرار، وكورس مؤثر يسهل ترديده على المسرح أو في الحفلات.
الجدل القانوني خلف “رقم واحد يا أنصاص”
لم يكن إعلان الأغنية الجديدة خاليًا من الخلفية الملتبسة التي رافقت أغنيته السابقة «رقم واحد يا أنصاص». فقد ارتبطت الأخيرة بدعاوى قضائية اتُهم فيها رمضان بنشر كلمات تُحرّض على العنف، أو تخرج عن سياق القيم والعادات العامة بحسب ادعاء المشتكين.
واحدة من الدعاوى اتخذت مسارًا قانونيًا، ورفعها محامٍ أمام إحدى المحاكم المختصة، مطالبًا بمحاسبة الفنان على أساس أن الأغنية:
- تحتوي على ألفاظ يُعدّها البعض غير لائقة.
- تُظهر تباهيًا مفرطًا بالذات، بما قد يُفسَّر كمخالفة للمجتمع.
- قد تشجّع على العنف أو السلوك العدواني، خاصة لدى بعض الفئات الضعيفة التي تتأثر بالكلمات الموسيقية.
ردّ المكتب الإعلامي لمحمد رمضان على هذه الاتهامات بنفي أي خرق للقانون، مؤكدًا أن التصاريح المطلوبة حصل عليها مسبقًا من الجهات المختصة قبل طرح الأغنية، وأن ما يتداول من أخبار “مغلوطة” لا يراعي الحقائق. كما أكّد التزام رمضان بالقانون والإجراءات الرسمية في جميع أعماله الفنية.
هذا التصريح الإعلامي لا يُبطل جدية القضية في نظر من يراها مخاطرة فنية قد تتجاوز دائمًا أغنية أو كلمات، بل تمسّ العلاقة بين الفنان والمجتمع وبين حرية التعبير وحدودها.
ضغوط السوق وبين الفنّ والقيم
ما يتجلّى في هذه القضية ليس فقط صراعًا بين فنان وقاضٍ، بل تصادُم بين:
- حرية التعبير الفنيّة: كيف يمكن للفنان أن يعبر عن ذاته، تحدّيه، رفضه للانتقادات، دون أن يُوضع تحت طائلة المساءلة بسبب الكلمات؟
- الأخلاقيات المجتمعية: هل هناك خط أحمر معين يُمنع عبوره في الأغاني، يُمثّل منعًا للاختلاف أو سلطة على الإبداع؟
- الجمهور والمنافسة التجارية: في سوق موسيقي شديد التنافس، الكلمات البارزة والتحدِّي غالبًا ما تجذب جمهورًا كبيرًا، لكن في المقابل تجلب ردود فعل قوية، سواء دعماً أو انتقادًا.
الفنان الذي يخوض معركة الهوية في أغانيه، يدرس بعناية كيف يُوازن بين الجرأة التي تشدّ الجمهور وبين الذكاء الذي يمنع العبور في متاهات قانونية أو اجتماعية. وربما اختيار محمد رمضان لطرح أغنية جديدة بهذه السرعة كان جزءًا من استراتيجيته لتجاوز الضجة، أو لفرض أن الصوت هو الأساس.
التوقيت والمعركة الإعلامية
أن يعلن رمضان الأغنية الجديدة في توقيت قريب من الجدل حول الأغنية السابقة، قد يحمل عدة دلالات:
- محاولة لإعادة ضبط الأجندة: بدلاً من أن تبقى الأخبار تركز على الجدل القانوني، يُعيد التركيز إلى العمل الفني والجمهور.
- تأكيد أن الجدل لن يوقف الإنتاج: رسالة ضمنية بأن الانتقادات أو الدعاوى لا تؤثر على نشاطه، وأنه سيرد بالعمل بدلاً من السكوت.
- استغلال الزخم الإعلامي: الإعلام بطبيعته يلتقط كل جديد؛ طرح أغنية جديدة في ذروة النقاش قد يضمن انتشارًا أعلى، وربما يُحوّل التغطية من القضية إلى العمل الفني ذاته.
تحديات وآفاق الأغنية الجديدة
المخاطر المحتملة
- إذا ما واجهت “واحد اتنين تلاته” اعتراضات قانونية من جهات أو أفراد، قد تُضاف إليها دعاوى مشابهة لتلك التي واجهها “رقم واحد يا أنصاص”.
- الخطاب المألوف في كلمات التحدّي قد يُستغل ضد الفنان من قبل خصومه أو دعاة ضوابط الفن، باعتباره تجاوزًا.
- المزاحمة الإعلامية: في حال فشلت الأغنية في لفت انتباه الجمهور، قد يُنظر إلى طرحها في هذا التوقيت كمغامرة خاسرة.
الفرص المتاحة
- نجاح الأغنية الجديدة قد يُعيد الرواج إلى دار الألبوم الخاص به، ويخفف من آثار الضغوط القانونية الإعلامية.
- لشرح تناقضاته: إذا كتب رمضان أو قدم مقابلة يوضح فيها رؤيته وراء الكلمات، قد يتحول الجدل إلى نقاش فني مثمر.
- جذب جمهور جديد: كلمات التحدي قد تروق لفئة تبحث عن أغاني تعكس ثقتها بالذات والتفرد.
خلاصة: صوت معبّر ومعركة مستمرة
ما يعيشه محمد رمضان الآن ليس مجرد طرح أغنية؛ إنه لحظة امتحان في العلاقة بين الفنان والمجتمع، بين الحرّية والضوابط، بين الجموح الفني والحذر القانوني.
اختيار «واحد اتنين تلاته» كخطوة جديدة وسط عاصفة الجدل، يعكس إيمانه بأن الفن لا يتوقف عند العقبات، وأن جملة الكلمات التي يختارها الفنان قد تتجاوز دور الترفيه لتصبح سلاحًا، أو هدفًا للاستهداف. في النهاية، ستكون الأغنية نفسها هي الحكم: إذا نجحت في لفت الجمهور، قد تكتب له عنوانًا جديدًا بين الأغاني الجريئة. أما إذا تعثّرت في دوامة الانتقادات، فستُضاف إلى سجل التجارب التي تشهد كيف أن نقطة التوازن بين الإبداع والرقابة صعبة جدًا.