مصر – السابعة الإخبارية
شيرين عبد الوهاب.. قررت محكمة الجنح الاقتصادية في القاهرة تأجيل جلسة محاكمة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، في القضية المقامة ضدها بتهمة سب وقذف مدير حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى موعد لاحق يُحدد بعد استكمال الإجراءات القانونية. وجاء قرار التأجيل إداريًا وسط حضور مكثف من وسائل الإعلام، واهتمام جماهيري كبير بالقضية التي أعادت اسم الفنانة إلى صدارة المشهد الفني والقانوني مجددًا.

خلفية القضية
تعود تفاصيل الواقعة إلى محضر حرره المجني عليه، الذي كان يتولى إدارة الحسابات الرسمية للفنانة شيرين عبد الوهاب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتهمها بأنها وجهت إليه عبارات نابية وخادشة للشرف والاعتبار عبر الهاتف المحمول، وذلك على خلفية خلافات مهنية وشخصية نشبت بين الطرفين.
وأشارت جهات التحقيق المصرية إلى أن الواقعة تعود إلى تاريخ سابق على يوم 5 مايو (أيار) 2025، داخل نطاق قسم شرطة ثان الشيخ زايد بمحافظة الجيزة. ووفقًا لما ورد في ملف القضية، فإن الألفاظ التي استخدمتها الفنانة تندرج ضمن جرائم السب والقذف التي يعاقب عليها القانون المصري بموجب المواد 166 مكرر و306 و308 مكرر من قانون العقوبات.
كما أضافت التحقيقات أن المتهمة استخدمت وسائل الاتصالات في الإساءة للمجني عليه، مما أدى إلى توجيه تهم إضافية تتعلق بـ«إساءة استعمال وسائل الاتصالات العامة» طبقًا للمادتين 70 و76 من القانون رقم 10 لسنة 2003 الخاص بتنظيم قطاع الاتصالات.

أدلة فنية وإجراءات قانونية
وذكرت النيابة العامة في بيانها أن الأدلة المجمعة تضمنت تسجيلات ومراسلات إلكترونية، بالإضافة إلى تقرير فني أعده قسم الأدلة الرقمية بوزارة الداخلية، أثبت تطابق الأصوات المستخدمة في التسجيلات مع صوت الفنانة شيرين عبد الوهاب. كما استمعت النيابة إلى أقوال عدد من الشهود، بينهم موظفون سابقون عملوا ضمن فريق إدارة حسابات الفنانة، وأكد بعضهم وجود خلافات حادة بين الطرفين قبل الواقعة بفترة قصيرة.
وطالبت النيابة المحكمة بتطبيق أقصى عقوبة مقررة قانونًا بحق المتهمة، مشيرة إلى أن مثل هذه الوقائع تمس الشرف والاعتبار وتؤثر سلبًا على سمعة الشخص محل الاعتداء، خصوصًا عندما تصدر عن شخصية عامة لها تأثير واسع على الجمهور.
شيرين بين الفن والمحاكم
تُعد هذه القضية واحدة من سلسلة الأزمات التي واجهت الفنانة شيرين عبد الوهاب خلال السنوات الأخيرة، سواء على الصعيد الفني أو الشخصي. فقد سبق أن واجهت قضايا مشابهة تتعلق بتصريحات إعلامية أو خلافات مع متعاملين فنيين، إلا أنها كانت تنجح في تجاوزها بالتصالح أو صدور أحكام بالبراءة.
ويرى عدد من المحامين المتابعين للملف أن القضية الحالية تحمل طابعًا قانونيًا معقدًا، كونها تجمع بين اتهامات السب عبر الهاتف وإساءة استخدام وسائل الاتصالات، وهي تهم تتطلب إثباتًا فنيًا دقيقًا يحدده تقرير الأدلة الجنائية.
وأكد مصدر قانوني مطلع أن جلسات المحاكمة المقبلة ستشهد استماع المحكمة إلى أقوال شهود الدفاع وتقديم مستندات جديدة قد تغيّر مجرى القضية، موضحًا أن تأجيل الجلسة الحالي جاء بغرض استكمال الإجراءات وإتاحة الوقت للدفاع لتحضير مذكراته.
وحظيت جلسة المحاكمة الأخيرة بتغطية واسعة من وسائل الإعلام المصرية والعربية، التي توافدت على مقر المحكمة الاقتصادية منذ الصباح الباكر، في ظل حرص الصحفيين على متابعة مجريات القضية لحظة بلحظة. كما انتشرت صور الفنانة أثناء خروجها من المحكمة على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تباين كبير في ردود الفعل.
ففي حين عبّر عدد من المتابعين عن تعاطفهم مع الفنانة، معتبرين أن الخلاف ربما يكون قد أُخرج من سياقه الفني، رأى آخرون أن على النجوم الحفاظ على ضبط النفس في تعاملاتهم مع العاملين لديهم، لأن كلماتهم تُحسب عليهم وتؤثر على صورتهم العامة.
النيابة تؤكد خطورة استخدام الوسائل الإلكترونية
وفي سياق متصل، أكدت النيابة العامة في بيانها أن هذه القضية تبرز خطورة استخدام وسائل الاتصال الحديثة في ارتكاب جرائم السب والقذف، مشيرة إلى أن مثل هذه الأفعال لم تعد محصورة في النطاق الشخصي، بل قد تمتد آثارها إلى المجال العام بسبب سرعة انتشارها على الشبكات الاجتماعية.
وشدد البيان على أن القانون المصري يعاقب بصرامة على استخدام الهاتف أو الإنترنت في الإضرار بالآخرين معنويًا أو نفسيًا، وأن العقوبات تشمل الحبس والغرامة، تبعًا لجسامة الفعل.
انتظار الحكم واستمرار الجدل
من المقرر أن تحدد المحكمة خلال الأيام المقبلة موعد الجلسة التالية لاستكمال نظر القضية بعد الاطلاع على تقارير الأدلة الجديدة. فيما يتوقع أن يمثل المجني عليه مرة أخرى للإدلاء بأقوال إضافية، بينما يُنتظر أن تتقدم هيئة الدفاع عن شيرين عبد الوهاب بطلبات تتعلق بالطعن في بعض الأدلة الفنية.
وفي ظل هذا الجدل، يبقى الجمهور منقسمًا بين من يرى في القضية خلافًا شخصيًا أخذ بعدًا قانونيًا غير متناسب، وبين من يعتبرها اختبارًا جديدًا لصورة النجوم أمام العدالة والإعلام.
ومع أن القضية لا تزال في بدايتها، إلا أن أصداءها ألقت بظلالها على الوسط الفني، وأعادت النقاش حول حدود المسؤولية القانونية للفنانين في تعاملاتهم عبر المنصات الرقمية، في زمن أصبحت فيه الكلمة المنشورة أو المنطوقة قادرة على إشعال قضايا رأي عام خلال ساعات.
