أبوظبي – السابعة الإخبارية
حققت منصة الخدمات الحكومية الموحدة «تم» إنجازاً إقليمياً جديداً بعد فوزها بجائزة «أفضل تطبيق حكومي شامل» ضمن جوائز الحكومة الرقمية الخليجية، التي ينظمها مجلس التعاون لدول الخليج العربية مرة كل عامين، تقديراً للجهود المتميزة في التحول الرقمي والابتكار في الخدمات الحكومية.
ويأتي هذا التتويج تأكيداً لمكانة أبوظبي الريادية في مجال التحول الرقمي الحكومي، وترسيخاً لرؤيتها في بناء حكومة ذكية ومستدامة، تُقدِّم خدماتها للمجتمع بمرونة وسلاسة عبر منصة واحدة متكاملة تواكب احتياجات الأفراد والمقيمين والمؤسسات.
أكثر من 1100 خدمة رقمية
تُعد المنصة أحد المشاريع الاستراتيجية في دائرة التمكين الحكومي – أبوظبي، إذ تجمع أكثر من 1100 خدمة رقمية تقدمها 90 جهة حكومية وشبه حكومية وخاصة في منصة موحدة، تتيح للمستخدمين إنجاز معاملاتهم خلال دقائق قليلة، من أي مكان وفي أي وقت.
ويستفيد من المنصة اليوم أكثر من 3.6 ملايين مستخدم، ما يجعلها من بين أكبر الأنظمة الحكومية الرقمية في المنطقة من حيث الانتشار وعدد الخدمات المتاحة. وتُقدِّم المنصة تجربة استخدام متكاملة تُتيح الحصول على خدمات متنوعة تشمل تجديد بطاقات الهوية، ورخص القيادة، وحجوزات الفحوصات، وتوثيق الشهادات، والإبلاغ عن قضايا المجتمع، وغيرها من الخدمات التي تُدار بشكل شبه كامل بواسطة الذكاء الاصطناعي.
حكومة رقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي
ويُعد فوز المنصة بهذا اللقب تتويجاً لرؤية حكومة أبوظبي الهادفة إلى أن تكون أول حكومة في العالم تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2027، في إطار استراتيجية أبوظبي الرقمية 2025-2027 التي تسعى إلى تسريع التحول نحو حكومة أكثر ذكاءً واستباقية.
ومن خلال استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، تقدم المنصة خدمات استباقية قادرة على التنبؤ باحتياجات المستخدم قبل أن يطلبها، مثل تذكير المواطن بتجديد بطاقة الهوية أو مواعيد الفحوص الطبية أو خدمات التعليم والسفر، في تجربة رقمية تُعزز جودة الحياة وتُوفر الوقت والجهد على المتعاملين.
إشادة خليجية بإنجاز أبوظبي
وكرّمت لجنة جوائز الحكومة الرقمية الخليجية فريق المنصة تقديراً لجهودهم في تصميم تجربة استخدام سهلة ومبتكرةتحقق أثراً مجتمعياً ملموساً، وتُمكِّن سكان الإمارة من الوصول إلى الخدمات الحكومية بكفاءة عالية.
وتُعد فئة «أفضل تطبيق حكومي شامل» من أبرز فئات الجائزة، إذ تُمنح للمؤسسات التي تحقق نتائج بارزة في دمج الخدمات وتبسيط الإجراءات باستخدام التكنولوجيا الحديثة.
تصريحات قيادية
وأكد أحمد تميم هشام الكتّاب، رئيس دائرة التمكين الحكومي – أبوظبي، أن الجائزة تمثل اعترافاً خليجياً بالتقدم الرقمي الكبير الذي حققته أبوظبي خلال السنوات الأخيرة، قائلاً:“يمثل هذا التقدير شهادة على التزام أبوظبي ببناء خدمات حكومية تضع المجتمع في المقام الأول، وتجسد حجم الفرص التي تظهر عندما يجتمع الابتكار مع الرؤية الواضحة والتكنولوجيا الهادفة. نحن نبني حكومة المستقبل القائمة على الذكاء الاصطناعي، والمنصة هي إحدى الركائز الأساسية لتحقيق هذا الهدف.”
من جانبه، قال الدكتور محمد العسكر، المدير العام للمنصة في دائرة التمكين الحكومي – أبوظبي:
“المستخدمون هم ركيزة نجاحنا. نُقدِّم خدماتنا اليوم لأكثر من 3.6 ملايين مستخدم، ونواصل التطوير بناءً على ملاحظاتهم وتجاربهم اليومية. هدفنا هو ضمان سلاسة الخدمة من البداية حتى النهاية، وتوفير تجربة رقمية عالمية المستوى تُلبي احتياجات الأفراد والشركات على حد سواء.”
دمج العمليات عبر 90 جهة
وبفضل دمج العمليات بين أكثر من 90 جهة حكومية وخاصة، أصبحت المنصة نموذجاً متقدماً للحكومة الموحّدة، حيث تُبسّط المعاملات اليومية وتُسهم في خفض الوقت المستغرق لإنجاز الخدمات بنسبة تفوق 70% مقارنة بالطرق التقليدية.
كما يُنفذ النظام أكثر من 95% من الخدمات بشكل آلي من خلال الذكاء الاصطناعي، ما يسمح للموظفين بالتركيز على الحالات الخاصة أو المعقدة التي تحتاج إلى تدخل بشري مباشر. وقد ساهم ذلك في تحقيق نسبة رضا متعاملين بلغت 92.5%، وهي من أعلى النسب المسجَّلة على مستوى المنطقة.
منصة تلبي تطلعات المستقبل
تُعتبر المنصة اليوم واحدة من الركائز الأساسية لاستراتيجية حكومة أبوظبي للتحول الرقمي، إذ تُجسد رؤيتها في إنشاء منظومة رقمية مترابطة تضع الإنسان في قلب التجربة الحكومية.
كما أنها تمثل نموذجاً يُحتذى به في التعاون بين القطاعين العام والخاص، بما يُسهم في تعزيز الكفاءة والابتكار، وتطوير بيئة حكومية ذكية قادرة على مواكبة التطورات التقنية العالمية.
ويؤكد الخبراء أن إنجاز المنصة الأخير لا يُعد مجرد فوز بجائزة إقليمية، بل هو تجسيد عملي لرؤية القيادة الإماراتية في جعل الخدمات الحكومية الأكثر تطوراً وذكاءً على مستوى العالم، حيث تمضي أبوظبي بخطى ثابتة نحو بناء حكومة المستقبل التي تضع رضا الإنسان وكفاءة الأداء في صدارة أولوياتها.