لبنان – السابعة الاخبارية
ماغي بو غصن، تتحضّر الساحة الدرامية العربية لاستقبال أحد أبرز أعمال الموسم الرمضاني لعام 2026، حيث تعود النجمة اللبنانية ماغي بو غصن إلى جمهورها في عمل جديد بعنوان “بالحرام“، من إنتاج شركة Eagle Films لصاحبها جمال سنان، وإخراج فيليب أسمر، وكتابة فادي حسين وشادي كيوان.
هذا العمل يُرتقب أن يكون محط أنظار المشاهدين، لما يحمله من قضايا اجتماعية إنسانية، تمسّ واقع المجتمعات اللبنانية والعربية، وتُروى بأسلوب درامي يجمع بين الحسّ الواقعي والعمق العاطفي.
ماغي بو غصن.. من “بالدم” إلى “بالحرام”: استمرارية النجاح
بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل “بالدم” في رمضان الماضي، والذي نال إشادة واسعة من الجمهور والنقّاد على حد سواء، تعود شركة الإنتاج Eagle Films لتقديم عمل جديد يُبنى على ذات القاعدة القوية: دراما لبنانية خالصة بتوليفة احترافية تجمع بين النص الجريء، والإخراج المتقن، والأداء المتميز.
وتأتي تسمية “بالحرام” امتداداً لنمط العناوين المحمّلة بالمعاني والتأويلات، ما يفتح الباب أمام المتابعين للتساؤل حول رمزية الاسم، وما يخبئه من تقاطعات مع قضايا أخلاقية واجتماعية محورية.
ماغي بو غصن: عودة بأداء ناضج وشخصية مركبة
تُعرف ماغي بو غصن باختياراتها الذكية في الأدوار التي تؤديها، وتاريخها التلفزيوني يثبت قدرتها على التنقّل السلس بين الكوميديا والدراما. غير أنّها في السنوات الأخيرة، وبخاصة بعد أدوارها في مسلسلات مثل “أولاد آدم” و”للموت”، بدأت تتجه نحو الأعمال الدرامية الثقيلة التي تتطلب أداءً عاطفياً عميقاً ونضجاً تمثيلياً عالياً.
في مسلسل “بالحرام”، تجسّد ماغي شخصية مختلفة، حيث تُقدّم نموذجاً لامرأة تواجه صراعات داخلية وخارجية، تقف في مفترق طرق بين ما تريده وما يفرضه عليها المجتمع، وبين الحق والحرام، وبين مشاعرها وواجباتها.
وقد وصفت ماغي العمل في تصريحات سابقة بأنه:
“مليء بالمشاعر الإنسانية المتناقضة، يتنقّل بين الفرح والحزن، وبين الأمل والانكسار، وهو عمل يُلامس القلب مباشرة.”
فيليب أسمر: بصمة إخراجية تُعمّق النص
الإخراج في “بالحرام” ليس مجرد تأطير بصري للنص، بل هو عامل حاسم في إيصال القصة والمشاعر بأقصى درجات التأثير. يُعتبر فيليب أسمر من أبرز المخرجين على الساحة اللبنانية والعربية حالياً، وقد أثبت نفسه في أعمال كثيرة سابقة عبر حسه الفني العالي وقراءته العميقة للنصوص.
يُتوقّع أن يُقدّم أسمر في هذا العمل رؤية إخراجية تحمل البعد الإنساني والاجتماعي للمسلسل بطريقة مبتكرة، حيث يركّز على التفاصيل الصغيرة التي تبني المشهد الداخلي للشخصيات، وتُظهِر التوترات والانفعالات بلغة الصورة قبل الكلمة.
نصّ جريء بقلم فادي حسين وشادي كيوان
الثنائي فادي حسين وشادي كيوان يخوضان تجربة جديدة من خلال “بالحرام”، حيث يُقال إن النص يتميّز بجرأته في طرح مواضيع قد تُعتبر من المحظورات أو المسكوت عنها في المجتمع العربي.
المسلسل لا يكتفي بعرض المشكلة، بل يغوص في الأسباب والجذور، ويطرح تساؤلات وجودية حول القيم والعلاقات الإنسانية، والضغوطات الاجتماعية، والقرارات التي يتخذها الإنسان تحت وطأة المعاناة أو الحاجة.
قضية تمسّ كل بيت عربي
واحدة من نقاط القوة في “بالحرام” هي قدرته على مخاطبة كل مشاهد في العالم العربي، من خلال قصة تبدو بسيطة في ظاهرها، لكنها تحمل في طيّاتها أبعاداً نفسية واجتماعية عميقة.
المواضيع التي يعالجها العمل ـ بحسب تصريحات القائمين عليه ـ تتعلق بـ:
- الكرامة الإنسانية المهدورة
- صراع الطبقات الاقتصادية والاجتماعية
- ازدواجية الأخلاق في المجتمع
- المرأة كضحية ومقاومة في آنٍ واحد
- الحب في زمن التناقضات والتنازلات
هذه القضايا تطرح ضمن قالب درامي تشويقي، يجعل من كل حلقة منصة للتأمل والجدل والمراجعة، ما يضيف إلى العمل بعداً تفاعلياً مع الجمهور.
طاقم تمثيلي من الصف الأول
لم يُكشف بعد عن كامل أسماء فريق العمل، إلا أن المنتج جمال سنان أكد أنّ “بالحرام” يضم نخبة من نجوم الدراما اللبنانية، الذين سيُقدّمون أداءً متقناً يُضيف إلى رصيدهم الفني ويعزّز مصداقية العمل.
وجود هذا الطاقم، إلى جانب ماغي بو غصن، يُعطي دلالة واضحة على أن الشركة المنتجة تراهن على الجودة الفنية الشاملة، لا فقط على نجم أو اسم معيّن، بل على المنظومة الدرامية كاملةً.
جمال سنان: مشروع نفتخر به
في تصريحاته حول العمل، أبدى المنتج جمال سنان حماسه الكبير لإطلاق مسلسل “بالحرام”، وعبّر عن ثقته بالفريق كاملاً قائلاً:
“نحن في Eagle Films نشعر بالفخر الكبير بهذا المشروع، الذي يتميّز بكل تفصيل. كما نفخر بماغي بو غصن وبكوكبة النجوم المشاركين الذين يضفون على المشروع قيمة فنية وإنسانية عالية.”
هذا التصريح يعكس حجم الرهان على “بالحرام”، ليس كعمل موسمي عابر، بل كخطوة جديدة في مسيرة الشركة التي تسعى لترسيخ نفسها كمنصة لإنتاج الدراما النوعية التي تُنافس عربياً.
رهان رمضان 2026: أصالة القصة أم نجومية الأسماء؟
في كل موسم رمضاني، تبرز تساؤلات حول المعايير التي تُحدد نجاح عمل درامي: هل هي قوة النص؟ أم جاذبية النجوم؟ أم الإنتاج الضخم؟
لكن مسلسل “بالحرام” يبدو أنه يُحاول المزج بين كل هذه العناصر، من دون أن يُضحّي بجوهر القصة التي تنبع من قلب الواقع اللبناني والعربي.
العمل لا يبحث عن الإثارة المفتعلة، بل يستدرج المشاهد بهدوء إلى عمق الأزمة الإنسانية، ويضعه أمام مرآة يواجه فيها نفسه ومجتمعه.
خاتمة: هل نشهد تحوّلاً في الدراما اللبنانية؟
إذا كان مسلسل “بالحرام” كما يُروّج له، يحمل بالفعل هذه الرؤية الدرامية الجديدة، فإننا قد نكون على أعتاب تحوّل نوعي في الدراما اللبنانية، التي بدأت منذ سنوات تخرج من عباءة النمطية وتدخل إلى مساحة الجرأة والمعالجة العميقة.
نجاح العمل سيُقاس ليس فقط بعدد المشاهدات، بل بمدى تأثيره في الوعي الجمعي، وقدرته على تحريك المياه الراكدة في الطرح الدرامي العربي.
ومع اقتراب شهر رمضان 2026، تتجه الأنظار إلى هذا العمل الذي يبدو أنه لا يكتفي بسرد قصة، بل يسعى إلى إحداث صدى في قلب كل من يشاهده.