مصر – السابعة الإخبارية
عبّر الفنان المصري ياسر جلال عن سعادته البالغة بعد صدور قرار تعيينه عضوًا في مجلس الشيوخ المصري، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل شرفًا كبيرًا ومسؤولية وطنية تجاه بلده وزملائه الفنانين، مؤكدًا عزمه على أن يكون صوتًا معبّرًا عن المبدعين داخل المجلس بما يليق بمكانة الفن المصري وتاريخه العريق.
وفي أول تعليق رسمي له عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، قال جلال:«الحمد لله، يشرفني انضمامي لعضوية مجلس الشيوخ المصري. بكل الحب والاحترام، أتوجه بالشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه الدائم للفن والثقافة والمبدعين في مصر، كما أشكر حزب حماة الوطن على ترشيحي. وإن شاء الله أكون عند حسن الظن، وربنا يقدرني أكون واجهة مشرفة لزملائي الفنانين داخل المجلس».

الفن في قلب الحوار الوطني
وأكد الفنان أن وجود شخصيات من الوسط الفني داخل البرلمان أو مجلس الشيوخ ليس مجرد تمثيل رمزي، بل خطوة مهمة لتمكين المبدعين من المشاركة في النقاشات الوطنية الكبرى، قائلاً:
«وجود فنانين داخل المجلس شرف كبير، لأنه يمنح الفن مساحة ليكون حاضرًا بصوته في مناقشات وطنية مهمة، لا أن يظل مجرد متابع من بعيد. الفن جزء من هوية هذا البلد، ومن الطبيعي أن يكون له حضور فعّال في أي حديث عن مستقبله».
وأضاف أن الفن لطالما كان أداة وعي وتنوير في المجتمع المصري، مشيرًا إلى أن الدور الثقافي لا يقل أهمية عن الدور التشريعي أو التنموي، خاصة في مرحلة تتطلب تضافر الجهود لمواجهة تحديات فكرية وثقافية جديدة.
مسؤولية وثقة
واختتم جلال كلماته بالدعاء بأن يكون عند مستوى التوقعات التي وضعت فيه، قائلاً:
«أرجو من الله أن أكون إضافة حقيقية، وأن أتمكن من تمثيل الفنانين والمبدعين بالشكل اللائق بقيمة الفن المصري ومكانته في الوطن العربي».
وأضاف أنه سيسعى إلى نقل قضايا الفنانين من داخل الميدان إلى قاعة المجلس، سواء فيما يتعلق بحقوق العاملين في المجال الفني، أو تطوير البنية الثقافية، أو دعم الإنتاج المحلي.
مسيرة فنية حافلة بالنجاحات
ويُعد ياسر جلال أحد أبرز نجوم الدراما المصرية خلال العقدين الأخيرين، حيث جمع بين التمثيل الملتزم والأدوار المتنوعة التي تتناول قضايا إنسانية ووطنية، ما جعله يحظى بمحبة جماهيرية كبيرة وثقة صناع الدراما في مصر والعالم العربي.
بدأ جلال مسيرته الفنية في تسعينيات القرن الماضي، لكنه حقق نجوميته الواسعة بعد بطولته لمسلسل «ظل الرئيس» عام 2017، الذي شكل نقطة تحول في مشواره، وتوالت بعدها أعماله الناجحة مثل «رحيم»، و**«لمس أكتاف»، و«الفتوة»، و«الاختيار»**، حيث جسّد شخصيات تجمع بين الصلابة والبعد الإنساني، مقدّمًا صورة متوازنة للبطل الشعبي.
أعمال جديدة على الطريق
ويواصل جلال حاليًا نشاطه الفني رغم انشغالاته الجديدة، حيث انتهى مؤخرًا من تصوير مسلسل «للعدالة وجه آخر»، وهو عمل درامي من 15 حلقة ينتمي لنوعية المسلسلات الاجتماعية المشوقة، ويشارك في بطولته أروى جودة ومحمد علاء جامايكا وفادي السيد ومينا نبيل ونور إيهاب، ومن المقرر عرضه قريبًا على إحدى المنصات الرقمية.
كما يواصل تصوير مسلسل «كلهم بيحبوا مودي»، الذي يُعد أولى تجاربه الكوميدية منذ سنوات، ويشارك في بطولته نخبة من النجوم بينهم ميرفت أمين وأيتن عامر وهدى الإتربي ومصطفى أبو سريع وريهام الشنواني.
ويجسد جلال في العمل شخصية رجل يعيش مواقف طريفة في رحلة بحثه عن السعادة، في إطار اجتماعي كوميدي يعكس جوانب جديدة من قدراته التمثيلية.
رسالة فنية وإنسانية
ويرى مراقبون أن تعيين جلال في مجلس الشيوخ يأتي تقديرًا لمسيرته الفنية الهادئة والخالية من الصدامات، ولأسلوبه المتزن في التعامل مع الإعلام والجمهور، إذ يُعرف عنه ابتعاده عن الجدل والتركيز على أعماله فقط، وهو ما منحه صورة إيجابية لدى الجمهور وصناع القرار.
كما يُنظر إلى هذا التعيين بوصفه خطوة رمزية تعيد الاعتبار للفنانين كمكوّن أساسي من مكونات المجتمع، قادر على الإسهام في صياغة الخطاب الثقافي والفكري داخل مؤسسات الدولة.
ويؤكد المقربون من جلال أنه تلقّى خبر تعيينه بقدر كبير من التواضع والمسؤولية، مشددًا على أنه سيحاول قدر المستطاع أن يكون حلقة وصل بين الوسط الفني وصناع القرار، بهدف دعم قضايا الثقافة والإبداع والهوية الوطنية.
الفن في خدمة الوطن
ويأتي انضمام جلال إلى مجلس الشيوخ ضمن توجه الدولة المصرية لتعزيز دور الثقافة والفن في التنمية الوطنية، وترسيخ مفهوم «القوة الناعمة» كأداة دعم للمجتمع، وهو ما عبّر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي مرارًا في خطبه بالتأكيد على أن الفن جزء لا يتجزأ من استراتيجية بناء الإنسان المصري.
وبين الفن والسياسة، يبدو أن ياسر جلال يقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة في مسيرته، يتقاطع فيها الإبداع مع المسؤولية العامة، في محاولة لتجسيد صورة الفنان الواعي بدوره الوطني، المؤمن بأن الفن لا يعيش في عزلة عن الوطن، بل هو أحد وجوهه الأكثر صدقًا وتأثيرًا.
