دبي – السابعة الإخبارية
جيتكس غلوبال.. انطلقت صباح اليوم الثلاثاء في دولة الإمارات العربية المتحدة فعاليات معرض جيتكس غلوبال 2025، أكبر حدث تكنولوجي في المنطقة وأحد أضخم المعارض المتخصصة في الابتكار الرقمي على مستوى العالم، وسط حضور كثيف من قادة التكنولوجيا ورواد الأعمال والمستثمرين وصناع القرار من أكثر من 180 دولة.
ويُقام الحدث في مركز دبي التجاري العالمي ودبي هاربور خلال الفترة من 13 إلى 17 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، بمشاركة تتجاوز 6500 شركة عالمية وناشئة، بينها نحو 1800 شركة ناشئة تستعرض أحدث الحلول المبتكرة في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتكنولوجيا الصحية والتحول الرقمي والتنقل الذكي، عبر أكثر من 40 قاعة عرض متكاملة.

منصة عالمية للابتكار والتحول الرقمي
يُعد معرض جيتكس غلوبال الحدث التقني الأهم في المنطقة، إذ يمثل منصة تجمع أبرز اللاعبين في قطاع التكنولوجيا العالمي لتبادل الخبرات وبحث مستقبل التقنيات الحديثة.
ويأتي تنظيم نسخة هذا العام تحت شعار يركز على تسريع التحول الرقمي العالمي، ودعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية المختلفة، بدءًا من الرعاية الصحية والتعليم وحتى الطاقة والنقل والخدمات الحكومية.
وتحرص دبي من خلال استضافة هذا الحدث على تأكيد ريادتها كمركز عالمي للابتكار، ومختبر مفتوح لاختبار الحلول الرقمية الجديدة، بما يتماشى مع رؤية الإمارات 2031 التي تستهدف بناء اقتصاد رقمي تنافسي قائم على المعرفة والإبداع.
الذكاء الاصطناعي في صدارة الاهتمام
يُركز “جيتكس غلوبال 2025” هذا العام بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي التوليدي وتطبيقاته في مختلف المجالات، باعتباره المحرك الرئيسي للثورة التقنية القادمة.
ويشارك في المعرض عدد كبير من الشركات المتخصصة في تطوير حلول الذكاء الاصطناعي، من بينها شركات عالمية رائدة وشركات ناشئة إماراتية وخليجية تسعى لتقديم ابتكاراتها أمام جمهور عالمي.
ومن أبرز فعاليات الحدث، قمة الذكاء الاصطناعي العالمية، التي تجمع نخبة من الخبراء والمبتكرين لمناقشة الاتجاهات الحديثة في الأتمتة والتعلم الآلي وتحليل البيانات الضخمة، إلى جانب جلسات متخصصة حول الذكاء الأخلاقي ومستقبل استخدامه في الأعمال والتعليم والرعاية الصحية.
التنقل الذكي والأمن السيبراني في الواجهة
إلى جانب الذكاء الاصطناعي، يسلط المعرض الضوء على التنقل الذكي وتقنيات المركبات ذاتية القيادة وحلول النقل المستدام، التي تمثل جزءًا أساسيًا من خطط المدن الذكية حول العالم.
كما يحظى الأمن السيبراني باهتمام خاص هذا العام، حيث تستعرض شركات كبرى حلولها المبتكرة لحماية البيانات والبنية التحتية الرقمية في ظل تصاعد الهجمات الإلكترونية عالميًا.
وتشارك في هذا المحور شركات متخصصة من الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، إضافة إلى مؤسسات إماراتية رائدة تعمل على تعزيز أمن الفضاء الرقمي الوطني ودعم مبادرات التحول الآمن في المؤسسات الحكومية والخاصة.
شركات ناشئة من 180 دولة
واحدة من أبرز ملامح “جيتكس غلوبال 2025” هي المشاركة الواسعة للشركات الناشئة، التي تجاوز عددها 1800 شركة من مختلف القارات، لتقدم حلولًا فريدة في مجالات التكنولوجيا المالية والتعليم الرقمي والصحة الذكية والطاقة النظيفة.
وتوفر المنصات المخصصة لهذه الشركات فرصًا متميزة للتواصل مع المستثمرين ورؤوس الأموال الجريئة، بالإضافة إلى مسابقات الابتكار التي تمنح الفائزين دعمًا ماليًا وإعلاميًا لتوسيع نطاق أعمالهم في الأسواق العالمية.

نقلة نوعية العام المقبل
وأعلن منظمو المعرض أن فعاليات “جيتكس غلوبال” ستنتقل اعتبارًا من العام المقبل 2026 إلى “مدينة إكسبو دبي”، التي تمثل نموذجًا متكاملًا للمدن المستقبلية الذكية.
ومن المتوقع أن تشهد النسخة القادمة توسعًا أكبر في المساحات المخصصة للعرض، مع التركيز على الاستدامة الرقمية والتقنيات الخضراء كجزء من التوجه العالمي نحو الاقتصاد المستدام.
دبي.. مدينة المستقبل
يأتي هذا الحدث العالمي في وقت تواصل فيه دبي ترسيخ مكانتها كعاصمة عالمية للتكنولوجيا والابتكار، بفضل بنيتها التحتية الرقمية المتطورة ودعمها المستمر للشركات الناشئة والمشروعات البحثية.
وقد أصبحت المدينة خلال السنوات الأخيرة وجهة رئيسية للمؤتمرات والمعارض الدولية في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، بما يعزز مكانة الإمارات كدولة رائدة في الاقتصاد المعرفي.
وبحسب تقارير اقتصادية حديثة، فإن استضافة فعاليات بحجم جيتكس غلوبال 2025 تسهم في تعزيز الناتج المحلي غير النفطي، وتدعم خطط الدولة لزيادة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات القادمة.
بهذا، يؤكد “جيتكس غلوبال 2025” من جديد أن دبي ليست مجرد مضيف للأحداث التكنولوجية، بل هي شريك أساسي في صناعة مستقبل التكنولوجيا عالميًا.
ومع انتقاله في العام المقبل إلى مدينة إكسبو، يبدو أن الحدث يسير بخطى ثابتة نحو مرحلة جديدة من النمو والابتكار، لتظل الإمارات مركزًا رئيسيًا لصناعة المستقبل الرقمي في المنطقة والعالم.
