الإمارات – السابعة الإخبارية
صلاة الاستسقاء .. استجابةً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أعلنت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة إقامة صلاة الاستسقاء في جميع أنحاء دولة الإمارات يوم غد الجمعة، الموافق 17 أكتوبر (تشرين الأول)، قبل صلاة الجمعة بنصف ساعة، وذلك اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في التضرع إلى الله طلبًا لنزول الغيث.
وتأتي هذه المبادرة المباركة بالتنسيق بين الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة ومجلس الإمارات للإفتاء الشرعيودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي ودائرة الشؤون الإسلامية في الشارقة، تأكيدًا لحرص القيادة الرشيدة على إحياء السنن النبوية وتعزيز قيم الإيمان والتقوى في المجتمع الإماراتي.

توجيهات سامية وروح إيمانية
وأشاد الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، بالتوجيه السامي من رئيس الدولة، مؤكدًا أن إقامة صلاة الاستسقاء تجسّد روح الإيمان والرحمة التي تتميز بها القيادة الإماراتية، مشيرًا إلى أن هذه الدعوة تأتي «رحمةً بالعباد والمخلوقات»، وللتضرع إلى الله سبحانه وتعالى بأن يرزق البلاد الغيث النافع، ويعمّ الخير والنماء أرجاء الدولة.
وأضاف الدرعي أن الهيئة اتخذت كافة الاستعدادات اللازمة لإقامة الصلاة في جميع المساجد والمصليات التي جرى تحديدها في مختلف الإمارات، مشيرًا إلى أنه تم التعميم على أئمة المساجد وخطباء الجمعة بتهيئة المساجد لاستقبال المصلين، وتوفير البيئة المناسبة التي تعزز الخشوع والطمأنينة أثناء أداء الصلاة والدعاء.
وأكد أن الهيئة حريصة على تيسير مشاركة جميع أفراد المجتمع في هذه الشعيرة النبوية، داعيًا المواطنين والمقيمين إلى الإقبال على الله بقلوب خاشعة موقنة بالإجابة، وأن يكون الاستسقاء مناسبة لتعزيز روح التكافل والتقرب إلى الله عز وجل بالدعاء والعمل الصالح.
الاستسقاء سنة نبوية
من جانبه، أوضح مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن صلاة الاستسقاء سنة نبوية مباركة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤديها كلما تأخرت الأمطار، طلبًا للغيث من الله تعالى. وتُقام الصلاة ركعتين يعقبهما خطبة قصيرة من غير منبر، يدعو فيها الإمام إلى الاستغفار، والتوبة، والإكثار من الدعاء، مع التأكيد على أهمية رد المظالم والصلح بين الناس قبل أداء الصلاة.
وأشار المجلس إلى أن أداء صلاة الاستسقاء يرسّخ معاني التضرع والتوكل، ويعكس العلاقة الروحية العميقة بين الإنسان وربه، مؤكدًا أن نزول الغيث نعمة من الله تستوجب الشكر والحمد، وأن الاستغفار والعمل الصالح من أسباب نزول المطر والبركة.
حملات توعوية ومبادرات إفتائية
وفي إطار توعية المجتمع بأحكام هذه السنة المباركة، أطلق مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي مجموعة من المبادرات الإفتائية والإعلامية بالتعاون مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة. وشملت المبادرات إنتاج مقطع مرئي تعريفي يوضح كيفية أداء صلاة الاستسقاء وخطبتها وأدعية النبي صلى الله عليه وسلم المأثورة في هذا المقام، إلى جانب نشر منشورات فقهية وإفتائية عبر الحسابات الرسمية للمجلس والهيئة على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما تضمنت الحملة الدعوة إلى إحياء القيم الإيمانية المرتبطة بالاستسقاء، كالإكثار من الاستغفار، والتوبة، ورد المظالم، والتصدق على المحتاجين، باعتبارها من الأسباب التي تفتح أبواب الرحمة والرزق، لقوله تعالى: «اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا،يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا».

الاستعداد في المساجد
وأكدت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف أنها أعدّت قائمة شاملة بأماكن إقامة صلاة الاستسقاء في مختلف الإمارات، تشمل المساجد الكبرى والمصليات العامة، كما وجهت فرق الخدمات الميدانية لضمان توفير كل التجهيزات اللوجستية اللازمة لاستقبال المصلين في أجواء آمنة ومنظمة.
وأشار مسؤولو الهيئة إلى أن صلاة الاستسقاء ستُقام قبل صلاة الجمعة بنصف ساعة، وفق ما جرت عليه العادة في مثل هذه المناسبات، حيث تبدأ بتكبيرات الإحرام، ثم الركعتين، تليهما الخطبة القصيرة التي تتضمن الدعاء إلى الله بنزول الغيث والرحمة، ورفع البلاء عن البلاد والعباد.
دعوة عامة للمشاركة
ودعا رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف جميع المواطنين والمقيمين إلى الحرص على حضور الصلاة والمشاركة فيها، مؤكدًا أن الدعاء الجماعي والالتفاف حول المساجد في مثل هذه المناسبات يعزز روح الوحدة الوطنية والإيمانية، ويجسد قيم التضامن التي تميز المجتمع الإماراتي.
وأضاف أن إقامة صلاة الاستسقاء في جميع أنحاء الدولة «تعبير صادق عن الشكر لله تعالى على نعمه المتواصلة، واستشعار دائم للحاجة إلى رحمته»، مشيرًا إلى أن مثل هذه المناسبات الإيمانية «تغرس في النفوس التواضع أمام قدرة الخالق، وتذكّر الجميع بضرورة الحفاظ على النعم بالاستغفار والطاعة».
إحياء السنن وتعزيز القيم
واختتم الدكتور الدرعي تصريحه بالدعاء بأن يجعل الله هذا البلد واحةً للأمن والإيمان والخير والعطاء، وأن يرزق أرضه وشعبه الغيث النافع غير الضار، مؤكدًا أن التوجيهات السامية من القيادة الرشيدة بإحياء السنن النبوية تعكس عمق الإيمان الذي تنطلق منه رؤية الدولة في بناء مجتمع متماسك يسوده الإخاء والتقوى.
