السعودية– السابعة الإخبارية
رينارد.. يستمر الجدل في الأوساط الرياضية حول مستقبل المدير الفني الفرنسي إيرفي رينارد مع المنتخب السعودي لكرة القدم، رغم تأهل “الأخضر” رسميًا إلى كأس العالم 2026 المقرر إقامته في كندا والولايات المتحدة والمكسيك.
ورغم تزايد الشائعات خلال الأسابيع الماضية عن رحيله المرتقب، خرج رينارد عن صمته مؤكدًا أنه متمسك بقيادة المنتخب السعودي حتى نهاية عقده، وأن تركيزه الكامل منصب على إعداد الفريق لخوض مونديال استثنائي يمثل “فصلاً جديدًا في تاريخ الكرة السعودية”.
نفي رسمي قاطع من رينارد
وفي تصريحات لوسائل إعلام فرنسية وسعودية، نفى رينارد صحة الأخبار التي تحدثت عن وجود نية للرحيل أو خلافات مع الاتحاد السعودي لكرة القدم، موضحًا أن ما يُثار حول ارتباطه بظروف عائلية أو تلقيه عروضًا خارجية “غير صحيح على الإطلاق”.
وقال المدرب الفرنسي:
“أنا مستمر مع المنتخب السعودي، ولا توجد أي التزامات عائلية تجبرني على فسخ التعاقد كما يشاع مؤخرًا. هدفي الأول هو إسعاد الشعب السعودي، وتقديم أداء يليق بتاريخ المملكة في كأس العالم المقبل”.
وأضاف:
“ما تحقق حتى الآن هو ثمرة عمل جماعي بدأ منذ أول يوم لي في الرياض، وأنا فخور بما وصل إليه الفريق من انسجام وإصرار”.
وتأتي تصريحات رينارد لتغلق باب التكهنات مؤقتًا حول مستقبله، خصوصًا بعد تداول تقارير فرنسية وأوروبية تفيد بأن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم يسعى لاستعادته لقيادة منتخب السيدات عقب نهاية عقده الحالي.
تأهل تاريخي إلى كأس العالم 2026
وكان المنتخب السعودي قد حجز بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 بعد فوزه الصعب على منتخب العراق في المباراة الفاصلة ضمن الملحق الآسيوي، في لقاء درامي احتضنه استاد المدينة التعليمية في قطر.
وحقق الأخضر فوزه بنتيجة 1-0 بفضل هدف متأخر في الدقيقة 87، ليجمع 4 نقاط كانت كافية لحسم التأهل رسميًا، وليؤكد حضوره المتواصل في المونديال للمرة السابعة في تاريخه.
وحرص رينارد بعد اللقاء على الإشادة باللاعبين قائلاً:
“هذه المجموعة تستحق الاحترام، لقد قاتلوا حتى الثانية الأخيرة. التأهل لم يكن سهلاً، لكننا نجحنا بفضل روح الفريق والثقة بالنفس.”
ثقة جماهيرية ودعم رسمي
يحظى المدرب الفرنسي بشعبية كبيرة لدى الجماهير السعودية منذ قيادته “الأخضر” لتحقيق انتصار تاريخي على الأرجنتين في مونديال قطر 2022، وهي المباراة التي وصفتها الصحف العالمية بأنها “أعظم مفاجأة في تاريخ كأس العالم الحديث”.
وتؤكد مصادر داخل الاتحاد السعودي لكرة القدم أن الثقة في رينارد لا تزال قائمة، مشيرة إلى أن هناك اتفاقاً مبدئياً على تمديد العقد حتى ما بعد كأس العالم في حال تحقق الأداء المنتظر.
وقال مصدر من الاتحاد، فضل عدم الكشف عن اسمه:
“رينارد يتمتع باحترام كبير داخل المنظومة، والاتحاد يدرك قيمة الاستقرار الفني في هذه المرحلة. لا نية لتغييره، بل يجري العمل على منحه كل الصلاحيات في إعداد المنتخب للمونديال.”
خطة الإعداد للمونديال
من المقرر أن يبدأ المنتخب السعودي خلال نوفمبر المقبل مرحلة جديدة من التحضيرات تتضمن معسكراً خارجياً في البرتغال، يعقبه معسكر ثانٍ في اليابان مطلع 2026، استعداداً للمشاركة في مجموعة قوية تضم منتخبات أوروبية وأمريكية.
ووفقًا للتقارير، يسعى رينارد إلى تجديد دماء المنتخب عبر إدخال عناصر شابة أثبتت نفسها في الدوري السعودي، خاصة بعد الطفرة الفنية التي يشهدها الدوري بفضل استقطاب النجوم العالميين مثل رونالدو وبنزيما ونيمار وغيرهم.
كما كشف المدرب الفرنسي عن نيته التركيز على “التجانس التكتيكي” قائلاً:
“لدينا الآن لاعبين يمتلكون خبرات دولية كبيرة، وآخرين صاعدين يملكون طاقة هائلة. هدفي هو خلق فريق متوازن يمكنه مواجهة الكبار بندّية.”
من لاعب إلى رمز عالمي للتدريب
ويُعد إيرفي رينارد (55 عاماً) أحد أنجح المدربين في تاريخ الكرة الإفريقية والآسيوية، حيث سبق له قيادة منتخب زامبيا للتتويج بكأس الأمم الإفريقية عام 2012، ثم كرر الإنجاز مع منتخب ساحل العاج عام 2015، ليصبح أول مدرب في التاريخ يحقق اللقب مع منتخبين مختلفين.
ومنذ توليه تدريب المنتخب السعودي في يوليو 2019، نجح رينارد في تطوير الأداء الفني والانضباط التكتيكي، وقاد الفريق إلى نتائج لافتة في التصفيات الآسيوية، ثم إلى المشاركة المشرفة في كأس العالم 2022، وأخيراً إلى التأهل إلى نسخة 2026.
رينارد: “أشعر بأن السعودية أصبحت وطني الثاني”
وفي ختام تصريحاته، عبّر المدرب الفرنسي عن امتنانه للشعب السعودي الذي دعمه في كل المراحل، قائلاً:
“بعد خمس سنوات هنا، أشعر أن السعودية أصبحت وطني الثاني. تعلمت الكثير من ثقافة هذا البلد، وأشعر بالفخر لأنني جزء من مشروع طموح يريد أن يجعل من الأخضر قوة عالمية.”
وأكد رينارد أن رسالته واضحة للجماهير:
“نحن لا نذهب إلى كأس العالم للمشاركة فقط، بل للمنافسة. أعدكم بأن نبذل كل ما في وسعنا لرفع علم السعودية عالياً.”
بهذا التصريح، يكون رينارد قد وضع النقاط على الحروف بشأن مستقبله، ليغلق باب الشائعات ويركّز على التحضير لأكبر تحدٍ في مسيرته التدريبية مع المنتخب السعودي، وسط دعم جماهيري ورسمي واسع يراه كثيرون دافعاً لتحقيق حلم جديد في مونديال 2026.
