القاهرة – السابعة الاخبارية
نجو فؤاد، تعد نجوى فؤاد واحدة من أبرز نجمات الرقص والتمثيل في مصر والعالم العربي، تعيش في السنوات الأخيرة مرحلة دقيقة من حياتها. فبعد مسيرة فنية طويلة حافلة بالعطاء والإبداع، فرضت عليها الظروف الصحية عزلة مؤقتة عن جمهورها ومحبيها. ورغم ما تتعرض له من أزمات متكررة، لا تزال الفنانة الكبيرة تحافظ على روحها القوية وإيمانها بالله، مطالبة الجميع بالدعاء لها بالشفاء.
نجوى فؤاد وأزمة صحية معقدة بدأت بالظهر
تعود بداية أزمة نجوى فؤاد الصحية إلى معاناتها الطويلة مع مشاكل في العمود الفقري، إذ أصيبت بانزلاق غضروفي حاد تسبب في آلام شديدة بالظهر وصعوبة في الحركة. ومع مرور الوقت، تفاقمت حالتها لتصل إلى مرحلة تطلبت تدخلاً جراحياً دقيقاً في فقرات العمود الفقري.
تقول الفنانة في تصريحاتها الأخيرة إنها لا تزال تعاني من آثار تلك الجراحة، وأن حركتها محدودة جداً، فلا تغادر السرير إلا عند الضرورة القصوى، ما يعكس حجم المعاناة التي تمر بها في هذه الفترة الصعبة.
شائعة العودة إلى التمثيل تثير الجدل
انتشرت خلال الأيام الماضية أخبار تزعم أن نجوى فؤاد ستشارك كضيف شرف في أحد الأعمال الفنية الجديدة، وهو ما أثار دهشة الجمهور. فقد فوجئ المتابعون بالخبر، خاصة بعد تداول تقارير سابقة عن حالتها الصحية الحرجة.
لكن الفنانة خرجت سريعاً لتنفي كل ما تردد حول مشاركتها في أي عمل، مؤكدة أن وضعها الصحي لا يسمح لها حتى بالوقوف أمام الكاميرا، وقالت بوضوح: “أنا غير قادرة حتى على القيام من السرير، وهذا الكلام غير صحيح إطلاقاً، فقط ادعوا لي بالشفاء العاجل”.
الدعم النقابي والإنساني للفنانة
منذ إعلان الفنانة عن تدهور حالتها، تفاعلت نقابة المهن التمثيلية المصرية بسرعة مع مناشداتها، وأرسلت وفداً من النقابة لزيارتها في منزلها. ترأست الزيارة الفنانة نهال عنبر، المسؤولة عن الملف الطبي للفنانين، ورافقها الفنان أحمد سلامة وعدد من أعضاء النقابة.
الزيارة حملت رسائل إنسانية أكثر من كونها رسمية، حيث عبّر أعضاء الوفد عن دعمهم الكامل للفنانة الكبيرة، مؤكدين أن النقابة لن تتخلى عن أي فنان يمر بظروف صعبة. كما تم التأكيد على توفير الرعاية الطبية اللازمة ومتابعة حالتها بشكل دوري.
وزارة الثقافة تدخل على الخط
لم يتوقف الدعم عند حدود النقابة، بل امتد ليشمل وزارة الثقافة المصرية التي أبدت اهتماماً خاصاً بحالة الفنانة. فقد قام وفد مشترك من الوزارة والنقابة بزيارة إلى منزلها في شهر أغسطس الماضي، وكان من بين الحاضرين الفنان والمخرج هشام عطوة، وكيل الوزارة، ممثلاً عن وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو.
هذه الزيارة جاءت لتؤكد مكانة نجوى فؤاد كأحد رموز الفن المصري، ورسالة تقدير لمسيرتها الطويلة في خدمة الفن والثقافة، خاصة في ظل ما تمر به من أزمة صحية وإنسانية.
رحلة طويلة مع الفن والنجومية
لمن يعرف سيرة نجوى فؤاد، يدرك أنها لم تصل إلى مكانتها بسهولة. فهي واحدة من أكثر الفنانات اللاتي تركن بصمة في عالم الرقص الشرقي والتمثيل على حد سواء. بدأت مسيرتها في خمسينيات القرن الماضي كراقصة، لتصبح خلال سنوات قليلة نجمة السهرات والمهرجانات، وتتحول لاحقاً إلى ممثلة قادرة على تجسيد أدوار متنوعة.
شاركت في عشرات الأفلام التي جمعتها بنجوم كبار مثل فريد شوقي، رشدي أباظة، شكري سرحان، ومحمود ياسين. كما خاضت تجارب درامية ناجحة في التلفزيون، وشاركت في أعمال ما زالت حاضرة في ذاكرة الجمهور.
سنوات العطاء تليها سنوات المعاناة
ورغم النجاح الكبير الذي حققته، لم تكن حياة نجوى فؤاد سهلة. فقد مرت بعدة أزمات شخصية وصحية، لكنها ظلت تحافظ على ابتسامتها وإصرارها على البقاء قوية. واليوم، وهي تواجه أوجاعها الجسدية، تبدو أكثر صراحة وواقعية، إذ تقول إنها راضية بقضاء الله، وتكتفي بالدعاء والدعم المعنوي من جمهورها ومحبيها.
رسالة نجوى فؤاد إلى جمهورها
من خلال تصريحاتها الأخيرة، وجهت نجوى فؤاد رسالة مؤثرة إلى جمهورها، تطلب منهم الدعاء لها بالشفاء، مشددة على أنها لا تفكر حالياً إلا في التعافي والعودة إلى حياتها الطبيعية. وقالت إنها تفتقد جمهورها كثيراً، لكنها مؤمنة بأن الله سيمنحها القوة لتجاوز هذه المرحلة.
وأكدت أيضاً أنها لا تفكر في أي أعمال فنية في الوقت الحالي، لأن وضعها الصحي لا يسمح، مشيرة إلى أنها تتمنى أن تكون عودتها يوماً ما عودة حقيقية تليق بتاريخها الطويل.
تفاعل الجمهور على مواقع التواصل
منذ إعلانها عن حالتها الصحية ونفيها لشائعة عودتها إلى التمثيل، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بدعوات من الجمهور والفنانين لنجوى فؤاد بالشفاء العاجل. وعبّر كثيرون عن تقديرهم لها كرمز من رموز الفن المصري الأصيل، مؤكدين أن مكانتها في قلوبهم لم ولن تتأثر بالغياب.
كما أعاد البعض نشر لقطات من أفلامها القديمة، وتغريدات تذكر بأجمل مشاهدها، في نوع من التكريم الافتراضي الذي يعبر عن الامتنان لمسيرتها الطويلة.
أهمية دعم الفنانين الكبار في أواخر حياتهم
قصة نجوى فؤاد تسلط الضوء على قضية مهمة تتعلق بدعم الفنانين الكبار بعد ابتعادهم عن الأضواء. فالكثير منهم يواجه أمراض الشيخوخة والعزلة، ويحتاج إلى التفاتة إنسانية من المؤسسات الفنية والجمهور على حد سواء.
وقد أظهرت الاستجابة السريعة من نقابة المهن التمثيلية ووزارة الثقافة نموذجاً إيجابياً للتكافل داخل الوسط الفني، لكن الحاجة تبقى قائمة إلى برامج دائمة تضمن الرعاية المستمرة للفنانين الكبار.
نجوى فؤاد: رمز لا يغيب
رغم غيابها عن الساحة الفنية في الوقت الراهن، تبقى نجوى فؤاد رمزاً من رموز الفن المصري الذي لا يمكن تجاهله. فهي ليست مجرد راقصة أو ممثلة، بل حالة فنية متفردة استطاعت الجمع بين الجمال والأداء والتعبير الفني الأصيل.
ويكفي أنها ساهمت في نقل فن الرقص الشرقي إلى مستوى راقٍ، بعيد عن الابتذال، وجعلته جزءاً من الهوية الثقافية المصرية. كما أنها أثبتت قدرة الفنان على التطور والتحول من مجال إلى آخر بنجاح.
مشاعر الامتنان والدعاء
في نهاية المطاف، ما يلمسه المتابعون في حديث نجوى فؤاد هو روح الامتنان والرضا رغم الألم. فهي لا تشكو بقدر ما تتحدث بصدق وهدوء عن وضعها الصحي، وكأنها تصالح نفسها والعالم من حولها.
تتحدث عن الألم كصديقٍ فرض نفسه، لكنها تتعامل معه بإيمان وطمأنينة. تقول إنها تتمنى فقط أن يكتب الله لها الشفاء لتقف على قدميها من جديد، لا لتعود إلى الشهرة، بل لتعيش حياة طبيعية خالية من المعاناة.
خاتمة: بين الماضي المجيد والحاضر الصعب
تختصر حالة نجوى فؤاد رحلة فنانة عاشت المجد والألم في آن واحد. فبعد عقود من النجاح والتألق، تواجه اليوم اختباراً إنسانياً صعباً يحتاج إلى الصبر والمحبة.
ومع كل ما تمر به، تظل ابتسامتها وذكرياتها الجميلة في وجدان جمهورها دليلاً على أن الفن الحقيقي لا يموت، وأن الفنان، مهما غاب جسده عن الأضواء، يبقى حاضراً في قلوب الناس بما قدمه من إبداع وإحساس.
نجوى فؤاد اليوم ليست فقط فنانة مريضة تنتظر الشفاء، بل رمز إنساني يُذكّر الجميع بقيمة الوفاء للفنانين الذين أسعدونا يوماً بأعمالهم. هي قصة صمود وكرامة، ورسالة بأن الفن ليس مجرد مهنة، بل حياة كاملة من العطاء تستحق أن تُكرّم وتُقدّر حتى آخر لحظة.