أمريكا – السابعة الاخبارية
سيلينا غوميز، عاد الخلاف من جديد بين النجمَتين العالميّتَين سيلينا غوميز وهايلي بيبر، بعدما علقت غوميز على منشور كانت قد شاركته هايلي على إنستغرام، وأثار جدلاً واسعاً. المنشور الذي تداوله الجمهور قبل أن تُزيله عارضة الأزياء، بدا – بحسب تفسير المتابعين – موجهًا ضد غوميز، فما كان منها إلا أن ردّت بطريقتها الخاصة، موجهة رسالة ضمنية مفادها: كفى مقارنات وكونوا لطفاء.
هذا التوتر الجديد بينهما لا يُعدّ حادثة مفاجئة في مسيرة علاقتهما، بل هو امتداد لصراع قديم بين نجمة الوسط الفني ونجمة الموضة والجمال، تزاحمت فيه علاقة الصداقة والمنافسة. سنتناول في الأقسام التالية من المقال هذه الحادثة من زوايا متعددة: سياق الخلاف، طبيعة الردود، دلالات المنافسة بين العلامات التجارية، تأثير العلاقات الشخصية على الصورة العامة، وماذا يمكن أن يكون المخرج من هذا الصراع العلني.
سيلينا غوميز وهايلي بيبر كيف بدأ الجدل: منشور يُحذف وردّ يتلوه تأويل
قصة الخلاف بدأت باحتضان بعض المتابعين لمنشور نشرته هايلي بيبر عبر حسابها على إنستغرام، ثم قام بحذفه لاحقًا، ما أثار الشكوك والتكهنات حول نيَّة المنشور ومغزاه. بعض العقول فسرت الكلام بأنه موجه إلى سيلينا، وأنه يعبر عن استياء أو اعتراض على ما يُكتب عنها أو مقارنة بينها وبينها.
رد سيلينا جاء سريعًا، ولكن عبر خاصية القصص (Stories) على إنستغرام، حيث دعت متابعيها إلى التوقف عن مهاجمة هايلي، وقالت إن كلام الأخيرة لا يؤثر على حياتها بأي شكل. وأكّدت أن المشكلة ليست بينهما – بل هي رغبة البعض في البقاء تحت الأضواء، ورصدت أن اللطف يجب أن يكون الأسلوب، وأن هنالك مساحة للجميع في “عالم الجمال”.
التأويل السائد هو أن غوميز رأت في المنشور عندما نُشر – قبل حذفه – هجوماً خفيًا عليها أو موقفًا ضمنيًّا من المقارنات بين علامتي التجميل التي تمتلكانها (Rare Beauty لغيلوميز وRhode/Beauty لـ هايلي).
تصريحات هايلي وإشارات المنافسة الخفية
ما زاد اشتعال الجدل تصريحًا أدلت به هايلي بيبر في مقابلة حديثة، حيث عبّرت عن استيائها من المقارنات المتكررة بين علامتها التجارية وعلامة سيلينا. قالت إنها لم تطلب أن تُوضع في منافسة مع أحد، وإن بعض الناس يصرّون على رؤيتها من زاوية مُصنّعة في أذهانهم. وأضافت أنها لا تشعر بالمنافسة مع من لا تستمد منهم الإلهام.
العديد من المحللين اعتبروا هذا الكلام إشارة ضمّنتها هايلي إلى غوميز، أو على الأقل إلى التوتر القائم بين علامتي تجميل كبيرتين مملوكتَين من نجمات شهيرات. رغم أن ناطقًا باسمها أكد أن التصريحات لم تكن موجهة مباشرة، إلا أن الجمهور فهمها بطريقة عكسية، وفسّرها بأنها ردّ على من تنظر إليهم كمنافسين، ربما في المقام الأول غوميز.
من طرفها، لم تصدر حتى الآن تصريحات رسمية مباشرة من ممثلي الطرفَين تشرح ما حصل، ما يترك الباب مفتوحًا للتكهنات.
تاريخ العلاقة بين غوميز وهايلي: صداقة، خلافات، ومصالح مشتركة
العلاقة بين سيلينا غوميز وهايلي بيبر ليست جديدة على الجمهور؛ فقد شهدت سنوات من التوتر والمصالحة. السبب من الأساس هو الرابط المعقَّد بين غوميز وجاستن بيبر، العشيق السابق، وكذلك العلاقة الوثيقة بين هايلي وجاستن. هذا الثلاثي شكّل مادة دسمة للإعلام والمقارنات، ولا شك أن الأعين ظلت تراقب تحركات غوميز وهايلي بفضول.
في عام 2022، بدا أن الغيوم قد تلاشت عندما ظهرت النجمتان في مناسبة فنية معًا وظهرت صورة تجمعهما، ما أثار توقعات بأن صفحة الخلاف قد طويت. كما أن غوميز في عدة مناسبات دافعت عن هايلي، ودعت إلى التوقف عن التنمر الإلكتروني ضدها، وكأنها كانت تحاول أن تحافظ على نوع من التوازن.
إلا أن تلك الهدنة لم تصمد طويلًا، فالتصريحات المختلفة بين الحين والآخر، والتداخل بين علاقات المشاهير والمصالح التجارية، أعاد إشعال التوتر. فالمنافسة التجارية، وقضايا الصورة العامة، والعاطفة العامة تجاه علاقات معينة، كلها عوامل تعيد إشعال الخلاف بين نجمتين تحملان تاريخًا معقدًا من العلاقة.
الصراع بين العلامات التجارية: هل المنافسة تسبق الشخصي؟
ما يلفت في هذا الخلاف ليس فقط التوتر الشخصي بين غوميز وهايلي، بل أيضاً المنافسة بين علامتي تجميل كبيرة تديرانها كل منهما. فغوميز تملك Rare Beauty، بينما تشارك هايلي في عالم الجمال من خلال “Rhode” أو “Rhode Beauty”.
عندما تأتي تصريحات التأييد بالمساحة للجميع، أو الحديث عن أنه “لا تطلبت أن تُقارن”، أو أن “بعض الناس يصرّون” على صناعة منافسة، فإنها رسائل شائعة في أوساط من يملكون علامات أو مشاريع تجارية، تحاول ألا تُربط شخصياً بالصراع، بل تضعها في سياق مهني.
هنا تتداخل الصورة العامة للفنانة والشخصية العامة كرائدة أعمال، وتضيع الحدود بين من يُهاجمها كإنسانة أو شخصية وبين من يُهاجمها كدعم تجاري. وهذا يجعل التوتر أكثر غموضًا: هل هو بين شخصَين فقط، أم هو بين علامتَين تحت المجهر بين جمهور الجمال؟
رسالة سيلينا إلى متابعيها: دعوة لللطف والمجال للجميع
رد سيلينا غوميز جاء محمّلاً برسائل عدة، أهمها:
- التوقف عن الهجوم على هايلي، لأن ما تقوله الأخيرة لا يؤثر في حياتها – وهو تأكيد أنها لا تمنح ذلك المنشور أو التلميح “قوة” تستحق الانشغال به.
- أن اللطف يجب أن يكون هو الأسلوب الأساسي في التعامل، سواء على وسائل التواصل أو في الحياة العامة.
- أن المجال للجميع موجود في عالم الجمال: فبدلاً من التنافس العقيم أو السقوط في المقارنات، يمكن لكل فنانة أو شخص أن تُقدّم بصمتها الخاصة.
- أن العلامات التجارية – حتى لو متنافسة – يمكن أن تُلهم بعضها البعض، بدلاً من السقوط في مسار الصدام الشخصي.
بهذه الرسالة، أرادت غوميز أن تضع الخط الفاصل بين ردّ فعل شخصي تبرّأت منه، وبين رفضها السقوط في فخ الصراع الإعلامي. كما أنها تبدو وكأنها تستدعي جمهورها كطرف ناطق بعقل ورزانة: لا تدمروا شخصًا كي تُظهروا شخصًا آخر.
كيف يقرأ الجمهور ما بين السطور؟
يتابع الجمهور بكل شغف مثل هذه المواجهات بين المشاهير؛ فالمعجبون من كلا الطرفَين يلتقطون أي كلمة، ويتناقلونها عبر وسائل التواصل بسرعة. وهنا تظهر بعض الظواهر:
- التأويلات والتفسير بين السطور
لأن التصريحات غالبًا ما تكون مدروسة أو مبطنة، فإن الجمهور والمهتمين يفسرونها بما يخدم توجههم: فمن يدعم غوميز يراها مظلومة، ومن يدعم هايلي يرى أن التلميحات ليست مباشرة. - التغريدات والرسائل المضادة
كثير من المستخدمين يشتبكون في نقاشات عنيفة، ينتقدون الآخر دفاعًا عن نجمتهم، ما يزيد حدة البلبلة. - العودة إلى الماضي
دائمًا ما يتم إحياء مواقف قديمة بين غوميز وبيبر، أو تعليقات من سنوات مضت، لتعزيز سرد أن الخلاف ليس اليوم فقط، بل يمتد إلى تاريخ العلاقات بينهم. - ضغط الإعلام والتركيز على الصدام
الإعلام يستفيد من هذه المواجهة، فيحوّلها إلى مادة مستمرة، يعطيها أبعادًا تفوق الواقع أحيانًا، ويسلّط الضوء على كل كلمة صغيرة وكأنها قنبلة.
مخرج محتمل: هل من سبيل لتفكيك الأزمة؟
حينما يتداخل البعد الشخصي مع البعد التجاري والعام، يصبح التهدئة صعبًا، لكن ليس مستحيلاً:
- الاتصال الخاص المباشر
ربما لو قامت غوميز وهايلي بإجراء محادثة صريحة بعيدًا عن العلن، تُوضّح فيها ما أزعجهما وتخفف من سوء الفهم، قد يُطوى الخلاف بهدوء. - تصريحات تنسيق جماعية
قد يصدر ممثلون أو ناطقون رسميون لتهدئة الأجواء، يوضحون أن ما قيل ليس ما يُفهم، أو أن التصريحات أُسيء تفسيرها. هذا الأسلوب يقلل من التأويلات اللامتناهية. - ردود إيجابية بدل ردود دفاعية
بدلاً من الرد على كل تلميح أو تأويل، يمكن للفنانات الاقتصار على رسائل عامة عن الاحترام والتعاون والجمال المتنوع، كما حاولت غوميز برسالتها الأخيرة. - التأكيد على أن المنافسة ليست عداءً شخصيًا
إذا تم التوضيح أن العلاقة المهنية (العلامات التجارية) لا تستدعي أن تكون حربًا، وأن الناس يمكن أن يدعموا أكثر من فنانة، فإن هذا سيسحب المواد من أيدي المختصِّين بالإشعال الإعلامي. - اختيار مغادرة النقاش العام عند الضرورة
في بعض الحالات، من الأفضل أن لا يُرد على كل تلميح، بل يختار الفنان أن يبتعد عن المعركة، فعدم الرد قد يكون أبلغ من الرد.
ماذا يقول هذا الخلاف عن عصر الشهرة والبزنس؟
هذه المواجهة بين غوميز وهايلي ليست مجرد خلاف شخصي، بل نموذج صغير لما يجري في عصر الشهرة والبزنس:
- الفنان اليوم ليس فقط وجهًا فنيًا، بل علامة تجارية بحد ذاتها، تُقاس قيمتها أيضاً من نجاح المشاريع التي تحمل اسمه.
- المنافسة بين الفنانات لم تعد بين الأداء فقط، بل بين المنتجات التجارية، بين الجماهير، بين الحملات الدعائية.
- وسائل التواصل الاجتماعي جعلت كل تصريح يُقرأ بضعف ما قيل، وكل تلميح يُحوّل إلى حرب من المعجبين.
- الصورة العامة لأي نجمة اليوم عرضة للهجوم والتفسير من كل جانب، فحتى الحديث بلطف يُقرأ أحيانًا كرسالة ضمنية.
في النهاية، قد لا تكون هناك “منتصِرة” واضحة في هذا الصراع، فالخسائر قد تكون معنوية أكثر من الظاهر.
سيلينا غوميز حاولت أن ترفع النقاش إلى مستوى أكبر، بدعوتها إلى اللطف وإنكار تأثير التصريحات السلبية عليها، لكنها في المقابل أعادت صراعًا قديمًا إلى العلن.
أما هايلي بيبر، فربما لم تعنِ أن تُوجّه كلامها تحديدًا إلى غوميز، لكن المقارنة بين علامتَي الجمال جعلت الجميع يضع الأمر في إطار المنافسة بينهما.
في النهاية، قد تنتصر قوة الصمت أو قوة الاعتراف بالخطأ أو قوة الحوار الهادئ. وقد يبقى الجمهور هو الرابح الحقيقي – إذا ما تحول الصراع إلى مساحة للنقاش الهادف بدلاً من التصادم.