إسبانيا – السابعة الإخبارية
برشلونة.. في واقعة تقنية غير مسبوقة من حيث النطاق والتأثير، تسبب عطل مفاجئ في خدمات Amazon Web Services (AWS) في شلل مؤقت لعدد كبير من المنصات والمواقع العالمية، من بينها مواقع رياضية بارزة، كان أبرزها الموقع الرسمي وتطبيق نادي برشلونة الإسباني، الذي انضم إلى قائمة طويلة من المتضررين.
هذا الانقطاع الكبير الذي بدأ في ساعات الصباح الأولى، وتحديدًا عند الساعة 06:56 بالتوقيت العالمي (UTC)، أدى إلى توقف جزئي أو كلي لخدمات منصات كبرى مثل Canva وZoom وSnapchat وFortnite، ليعكس اعتمادًا عميقًا على البنية التحتية السحابية التي توفرها AWS.

برشلونة يعلن تعطل موقعه وتطبيقه رسميًا
في خطوة نادرة، نشر الحساب الرسمي لنادي برشلونة بيانًا على منصة X (تويتر سابقًا) يؤكد فيه تأثر خدماته الرقمية بالعطل، قائلاً:“بسبب انقطاع عالمي لخدمات السحابة، يعاني كلٌّ من الموقع الرسمي لنادي برشلونة وتطبيقه من انقطاعات. نعمل على حل هذه المشكلة في أقرب وقت ممكن، وسنوافيكم بتحديثات فور استعادة الخدمة بالكامل.”
ويعتمد برشلونة بشكل كبير على خدمات الحوسبة السحابية في تقديم المحتوى الرقمي للجماهير حول العالم، سواء من خلال الموقع الرسمي، أو التطبيق، أو حتى أنظمة تذاكر المباريات وخدمات البث الحي، وهو ما ضاعف من حجم الأثر عند وقوع العطل.
مركز الخلل: منطقة US-East-1
بحسب بيان رسمي من شركة أمازون ويب سيرفيس، فإن العطل تم تحديده في منطقة US-East-1، وهي إحدى المناطق الأساسية في بنية AWS، وتستضيف عددًا ضخمًا من الخوادم والمواقع العالمية.
هذه المنطقة تلعب دورًا محوريًا في تشغيل عدد كبير من الخدمات حول العالم، لا سيما في أوروبا والأمريكتين، الأمر الذي يجعل أي عطل فيها يُحدث تداعيات واسعة النطاق، كما شهدنا في هذه الأزمة.
وأكدت الشركة أنها تعمل حاليًا على معالجة الأعطال بشكل تدريجي، مشيرة إلى أن بعض الخدمات بدأت تعود جزئيًا في عدة مناطق، في حين لا تزال فرق الدعم الفني تسعى لتأمين عودة كاملة للأنظمة المتأثرة.
الاعتماد الكبير على السحابة.. هل أصبح مخاطرة؟
تكشف هذه الأزمة عن هشاشة البنية الرقمية العالمية في حال الاعتماد الزائد على مزود واحد للخدمات السحابية، حيث أصبح من المعتاد أن تعتمد آلاف الشركات، من مختلف المجالات، على Amazon Web Services لإدارة مواقعها، وتطبيقاتها، وخدماتها الداخلية.
ومع كون برشلونة واحدًا من أكبر أندية العالم من حيث القاعدة الجماهيرية والحضور الرقمي، فإن توقف موقعه الرسمي وتطبيقه، حتى لساعات قليلة، يترك أثرًا ملحوظًا على تجربة المستخدمين، والمتابعين، والمعلنين.
وفي حالات كهذه، لا يكون الضرر مقتصرًا على الجانب الفني فقط، بل قد يمتد إلى خسائر مالية نتيجة توقف الإعلانات، أو بيع المنتجات الرسمية، أو تعطل خدمات حجز التذاكر والمباريات.

سياق عالمي متأزم رقميًا
لم يكن برشلونة وحده في مرمى العطل، إذ طال التأثير منصات ذات طابع إعلامي وترفيهي مثل:
Canva: أداة التصميم الشهيرة
Zoom: منصة الاجتماعات بالفيديو
Snapchat: إحدى أبرز وسائل التواصل الاجتماعي
Fortnite: من أكبر ألعاب الفيديو متعددة اللاعبين
وهو ما يعكس حجم الأزمة ويؤكد أن ما حدث ليس مجرد خلل عابر، بل اختبار حقيقي للبنية التحتية السحابية العالمية.
أمازون: “تم تحديد السبب، والمعالجة جارية”
في محاولة لطمأنة المستخدمين والمؤسسات، أصدرت أمازون ويب سيرفيس بيانًا مقتضبًا أكدت فيه أنها تمكنت من تحديد السبب الفني وراء العطل، وبدأت فرقها التقنية في تنفيذ الحلول لإعادة الخدمات تدريجيًا إلى حالتها الطبيعية.
ورغم عودة بعض الخدمات بشكل جزئي، فإن الشركة لم تُحدد بعد جدولًا زمنيًا دقيقًا للعودة الكاملة، مما يُبقي بعض المنصات في وضع غير مستقر حتى إشعار آخر.
ما وراء التقنية: دروس من الأزمة
هذه الحادثة تلقي الضوء على ضرورة تنويع مزودي الخدمات السحابية، خاصة بالنسبة للمؤسسات الكبرى التي لا يمكنها تحمل الانقطاع، حتى لو لبضع ساعات.
كما تطرح تساؤلات جدية حول مستقبل الحوسبة السحابية، ومدى الاستعداد للتعامل مع الأعطال الكبرى، والمرونة في إعادة التشغيل، ووجود خطط طوارئ حقيقية.

في الختام: التقنية لا تُخطئ.. لكنها تتعطل
بينما تتسارع التكنولوجيا لتقدم حلولًا ذكية، فإنها ليست بمنأى عن الأعطال. وما حدث اليوم يُعد تذكيرًا قويًا بأن الاعتماد الكلي على مزود واحد قد يجعل العالم الرقمي عرضة لهزات كبيرة.
بالنسبة لنادي برشلونة، فإن الأزمة قد تكون قصيرة، لكن وقعها كبير على جماهيره وشراكاته الرقمية. أما أمازون، فبات عليها تحمل ضغط أكبر لتأمين خدماتها، والتفكير في تحسين مرونة بنيتها التقنية في المستقبل القريب.