مصر – السابعة الإخبارية
تصدر اسم التيك توكر المصري الشهير المعروف بـ”كروان مشاكل” محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي، بعد إعلان الأجهزة الأمنية في مطار القاهرة الدولي عن توقيفه مساء الأحد، أثناء محاولته مغادرة البلاد إلى قطر، وذلك لتنفيذ أحكام قضائية نهائية صادرة ضده تتعلق باتهامات بنشر محتوى خادش وأخبار كاذبة.
الواقعة أثارت تفاعلًا واسعًا في الشارع المصري والمنصات الرقمية، خاصة مع تاريخ المتهم في قضايا مشابهة تتعلق بانتهاك معايير النشر الإلكتروني وتعدي الحدود القانونية في المحتوى المنشور على تطبيق تيك توك، والذي كان سبب شهرته وانتشاره في السنوات الأخيرة.
ضبط “كروان مشاكل” في مطار القاهرة.. ليست المرة الأولى
بحسب مصادر أمنية مطلعة، فإن إيقاف “كروان مشاكل” لم يكن إجراءً عشوائيًا، بل جاء بعد الكشف خلال فحص الجوازات عن أحكام قضائية نهائية لم تُنفذ بحق المتهم. وعلى الفور، تم توقيفه في صالة السفر والتحفظ عليه، وتم إخطار النيابة العامة التي أمرت بتحرير محضر رسمي بالواقعة وبدء التحقيقات.
وذكرت المصادر أن الحكم القضائي السابق بحق “كروان مشاكل” يتضمن الحبس لمدة عامين، وكفالة مالية قدرها 10 آلاف جنيه، بالإضافة إلى غرامة 100 ألف جنيه، على خلفية اتهامه في قضايا سب وقذف بحق إعلامية شهيرة، إلى جانب نشر محتوى يخدش الحياء العام، واستخدام وسائل الاتصالات لإرسال رسائل تحتوي على ألفاظ مسيئة.
هذه ليست أول مرة يتم فيها توقيف كروان مشاكل، إذ سبق أن واجه توقيفًا مرتين على الأقل، بسبب مخالفات مماثلة، مما يفتح باب النقاش مجددًا حول مسؤولية صناع المحتوى الرقمي وحدود الحرية على الإنترنت.

استئناف الحكم.. جلسة مرتقبة يوم 22 أكتوبر
وفي تطور قانوني لافت، تقدم محامو كروان مشاكل باستئناف على الحكم الصادر ضده، ومن المقرر أن تعقد محكمة مستأنف القاهرة الاقتصادية جلسة يوم 22 أكتوبر الجاري للنظر في القضية والنطق بالحكم.
ورغم تحفظ الدفاع عن إصدار تصريحات رسمية حتى الآن، تشير مصادر مقربة من القضية إلى أن الجلسة المقبلة قد تكون حاسمة في تحديد مصير التيك توكر المثير للجدل، سواء بتخفيف العقوبة، أو تثبيتها، أو حتى تبرئته في حال وجود أدلة جديدة أو ثغرات قانونية.
الاتهامات تتجاوز القانون.. البعد الأخلاقي والاجتماعي حاضر
اللافت في القضية أن الاتهامات لا تقتصر على الجانب القانوني فحسب، بل تتعلق أيضًا بقضايا مجتمعية وأخلاقية، أبرزها التعدي على القيم الأسرية، وترويج ألفاظ وعبارات مسيئة عبر الإنترنت، وهو ما أثار انتقادات واسعة من مؤسسات معنية بمراقبة المحتوى الرقمي.
عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي اعتبروا توقيف “كروان مشاكل” خطوة مهمة في سبيل تنظيم المحتوى الإلكتروني، خاصة في ظل تنامي ظاهرة “المؤثرين” على المنصات، وتحقيقهم شهرة على حساب الذوق العام والقانون.
في المقابل، يرى البعض أن القضية تطرح أسئلة مهمة حول حرية التعبير وحدودها، ومدى وضوح الأطر القانونية التي تنظم النشر عبر الشبكات الاجتماعية.

من هو كروان مشاكل؟
عرف “كروان مشاكل” – وهو الاسم المستعار الذي يستخدمه – عبر محتوى ساخر وجريء على تطبيق تيك توك، حيث قام بنشر مقاطع فيديو تتناول قضايا اجتماعية وإنسانية بأسلوب هجومي ومثير للجدل. ومع تزايد شهرته، دخل في صراعات علنية مع عدد من الإعلاميين والفنانين، ما جعله محط أنظار الإعلام والجهات القانونية.
في أحد أشهر فيديوهاته، دخل في مواجهة لفظية مع إعلامية شهيرة، مما أدى إلى تحريك دعوى قضائية ضده، انتهت بالحكم المذكور سابقًا. وعلى الرغم من التفاعل الجماهيري الكبير مع بعض مقاطعه، فإن انتقاداته الحادة والمصطلحات التي يستخدمها، كثيرًا ما جرّت عليه المشاكل.
القانون على مواقع التواصل.. الحاجة إلى ضبط المشهد
تأتي هذه القضية في توقيت حرج، حيث تزايدت الدعوات في مصر إلى ضبط المشهد الرقمي، وسَنّ قوانين أكثر صرامة لمراقبة المحتوى على المنصات الاجتماعية، في ظل انتشار محتويات خادشة للحياء أو مضللة تحت غطاء “الترفيه” أو “النقد الاجتماعي”.
وكانت جهات حكومية قد أعلنت مؤخرًا عن خطط لمتابعة النشاطات الإلكترونية وتغليظ العقوبات في حال مخالفة قوانين النشر الإلكتروني، في محاولة لحماية المجتمع من الظواهر السلبية المتزايدة.

الكلمة بين يد القانون
مع اقتراب موعد جلسة الاستئناف في 22 أكتوبر، يترقب الجميع كيف سيتعامل القضاء مع ملف “كروان مشاكل”، خاصة مع تصاعد الجدل حول محتوى صناع المحتوى الجدد، ودور الدولة في موازنة حرية التعبير مع حماية المجتمع.
هل ستكون هذه الواقعة بداية لانضباط جديد في الفضاء الرقمي؟ أم أن الجدل سيستمر بين حرية المحتوى ومسؤولية الكلمة؟