أبوظبي – السابعة الإخبارية
ChatGPT.. في زمن تكثر فيه أدوات الذكاء الاصطناعي وتتشابه قدراتها، تظهر بين الحين والآخر تقنيات تُعيد تعريف تجربة المستخدم وتفتح آفاقاً جديدة للإبداع والعمل الذكي. ومن أبرز هذه التقنيات ميزة “ChatGPT Canvas”، التي بدأت تظهر كمحور تحول جذري في استخدامات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ليس فقط كأداة دردشة، بل كـ شريك إنتاجي فعلي.
فعلى عكس النموذج المعتاد لتبادل الرسائل النصية، تحوّل “كانفاس” المستخدم من متلقٍ سلبي إلى محرر ومصمم ومطور، يعمل جنباً إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي في مساحة عمل مرئية وتفاعلية.
تحرير ذكي بدلًا من إعادة صياغة كاملة
لطالما واجه مستخدمو ChatGPT تحديات تتعلق بإعادة صياغة شاملة للنصوص عند طلب تعديلات بسيطة، ما يؤدي أحيانًا إلى ضياع النبرة الأصلية أو الفكرة الأساسية. وهنا يأتي دور “كانفاس”، الذي يتيح تعديل أجزاء محددة فقط من النص أو الكود، مع الحفاظ على بقية المحتوى دون أي تغيير.
تتيح واجهة “Canvas” تقسيم الشاشة إلى جزأين: أحدهما للنص أو الكود، والآخر للمحادثة، بحيث يمكن للمستخدم تظليل أي مقطع وكتابة أمر مباشر مثل “اختصر هذه الفقرة”، أو “حوّلها إلى أسلوب تسويقي”، أو حتى “صحح هذا الكود”، ليقوم ChatGPT بتنفيذ التعديل الفوري، مع خيارات للمراجعة أو التراجع.

مشروع حي وليس مجرد محادثة
وفقًا لما أورده موقع “توماس جايد”، فإن الأداة، التي كانت تجريبية في بدايتها، شهدت تطورًا مذهلًا مع إصدار GPT-5 ونظام الذاكرة المحسّنة، لتتحول إلى منصة إنتاج رقمية متكاملة.
والفارق الجوهري الذي تقدمه “Canvas” هو الإحساس بأنك لا تتحدث إلى روبوت، بل تتعاون مع زميل ذكي يفهم توجيهاتك ويتجاوب معها في الزمن الحقيقي، دون الحاجة لشرح طويل أو إعادة نسخ متكررة.
ثورة في عالم البرمجة
ليست الكتابة والتحرير وحدهما من استفادا من هذه الميزة، بل أيضًا مجال البرمجة، الذي شهد نقلة نوعية بفضل التكامل بين واجهة كانفاس وذكاء ChatGPT.
فبدلاً من الانتقال بين المحررات ونسخ الشيفرة لتعديلها، يمكن للمبرمج الآن مراجعة الكود، وتعديله، وتصحيح أخطائه، وتحسينه مباشرة من داخل اللوحة، مع حفاظ الذكاء الاصطناعي على ترابط الملفات واستدعاءات الدوال تلقائيًا.
وبلمسة واحدة، يمكن للمبرمج أن يطلب من الذكاء الاصطناعي تفسير أي سطر من الشيفرة، أو اقتراح تحسينات على الأداء، وكأن لديه مساعدًا تقنيًا مدمجًا في بيئة التطوير.
كيف تستخدم “Canvas”؟
استخدام الأداة بسيط نسبيًا:
افتح GPT-5 من داخل حسابك في ChatGPT.
اختر “Use Canvas” من القائمة.
الصق النص أو الكود الذي ترغب في تعديله.
ظلل الجزء المطلوب واكتب أمرًا مباشرًا مثل: “اجعل الأسلوب أكثر حوارية”، أو “أضف فقرة تمهيدية”.
راجع النتيجة، واختر القبول أو التراجع.
تجربة تحرير واقعية وشخصية
الميزة الكبرى في “كانفاس” هي أن التعديلات تحدث أمام عينيك وبشكل فوري، ما يعزز شعورك بالسيطرة على المشروع. لم يعد الذكاء الاصطناعي يفرض عليك نصًا جاهزًا، بل يتعاون معك في بناء نسخة أفضل من رؤيتك الأصلية.
وهذا ما يجعل التجربة مناسبة للكتّاب، والمحررين، والمصممين، والمبرمجين، والمسوقين الرقميين، وكل من يتعامل مع النصوص أو الأكواد بشكل يومي.
نصائح للاستفادة القصوى من “Canvas”
لتحقيق أفضل نتائج من هذه الأداة المتقدمة، ينصح الخبراء بالتالي:
ابدأ بتعديلات صغيرة: عدل فقرة واحدة أو مقطع كود صغير، ثم طوّر تدريجيًا.
كن دقيقًا في التوجيه: عبارات مثل “اجعله أكثر إقناعًا” أفضل من “عدله”.
جرب أساليب مختلفة: صيغة رسمية، حوارية، أو تسويقية.
قارن النسخ: راجع الفرق بين نسختك والأخرى التي يقترحها الذكاء الاصطناعي.
ادمج بين التعديلات والدردشة: عد إلى نافذة الحوار لتحليل المحتوى أو طلب مراجعة شاملة بعد التعديلات الجزئية.
نقلة نوعية في استخدام الذكاء الاصطناعي
من خلال “Canvas”، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد مساعد أو موجه عام، بل تحول إلى أداة إنتاجية ديناميكية تُدار من قبل المستخدم، وتنفذ بدقة حسب توجيهاته.
هذه الميزة تُعد نقطة تحوّل في تجربة استخدام ChatGPT، وتؤسس لمرحلة جديدة من التحرير الذكي، وتطوير البرمجيات، والتعاون الإبداعي، في بيئة لا تفرض عليك تغييرًا كاملاً، بل تمنحك التحكم الحقيقي في كل تفاصيل عملك.
