الإمارات – السابعة الإخبارية
الحج.. أكدت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة أن سلامة حجاج دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل أولوية قصوى للدولة وقيادتها الرشيدة، مشددة على ضرورة التزام الحجاج بالتعليمات الصحية والإرشادية الصادرة عن الجهات المختصة داخل الدولة وفي المملكة العربية السعودية، لضمان أداء المناسك في بيئة آمنة وصحية ومستقرة.
وقالت الهيئة، في بيان رسمي، إن هذه الإجراءات تأتي في إطار الاهتمام المستمر الذي توليه القيادة الإماراتية لتوفير أعلى معايير الراحة والأمان لحجاج الدولة منذ لحظة التسجيل وحتى عودتهم إلى أرض الوطن سالمين، مؤكدة أن منظومة الحج الإماراتية باتت نموذجاً يحتذى في التنظيم والجاهزية الطبية والإدارية والتوعوية.

اشتراطات صحية صارمة لحج 2026
وأوضحت الهيئة أن السلطات الصحية في المملكة العربية السعودية الشقيقة أصدرت مجموعة من الاشتراطات الصحية والتحصينات الواجب توفرها لدى جميع القادمين إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج أو العمل الموسمي في مناطق المشاعر المقدسة لموسم 1447هـ / 2026م.
وتتضمن الاشتراطات ضرورة الإقرار بخلو الحاج من الأمراض التي تتعارض مع الحد الأدنى من الاستطاعة البدنية والعقلية لأداء المناسك، ومن بينها فشل أحد الأعضاء الرئيسية في الجسم مثل القلب أو الكبد أو الكلى، إضافة إلى الأمراض العصبية أو النفسية التي تؤثر في الإدراك، والشيخوخة المصحوبة بالخرف، والحمل في الأشهر الثلاثة الأخيرة.
كما تشمل القائمة الأمراض المعدية النشطة مثل السل الرئوي أو الحميات النزفية، إلى جانب الحالات السرطانية المتقدمة التي تخضع لعلاج كيماوي أو إشعاعي مستمر، وهي حالات قد تُعرّض صاحبها لمضاعفات صحية خطيرة خلال أداء المناسك أو أثناء التواجد في التجمعات الكبرى بمكة المكرمة والمدينة المنورة.
التحصينات واللقاحات الإلزامية
وأكدت الهيئة أن التحصينات الأساسية التي يجب أن يحصل عليها حجاج الدولة قبل موعد السفر تشمل لقاح الحمى الشوكية والإنفلونزا الموسمية، على أن تُؤخذ بفترة كافية قبل انطلاق موسم الحج، ضماناً لتكوين المناعة اللازمة.
كما أوصت باستكمال اللقاحات الأخرى المقررة للوقاية من الأمراض المعدية مثل لقاح كوفيد-19 واللقاحات الخاصة بالفئات الأكثر عرضة للمضاعفات الصحية، وذلك بالتنسيق مع الجهات الصحية المعنية في الدولة.
وأوضحت الهيئة أن فرقها المختصة ستقوم، بالتعاون مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع والهيئات الصحية المحلية، بإجراء فحوص طبية شاملة لجميع الحجاج قبل اعتماد أسمائهم بشكل نهائي في بعثة الحج الإماراتية، مؤكدة أن المعيار الصحي سيُعتمد كشرط رئيس للمشاركة هذا العام.

فرز طبي دقيق قبل السفر
وبيّنت الهيئة أن عمليات الفرز الطبي ستتم وفق معايير دقيقة تشمل التحقق من تطعيمات الحاج وسجله الطبي والتقارير الصادرة عن المستشفيات المعتمدة، مشيرة إلى أن أي حالة صحية لا تستوفي المتطلبات المحددة سيتم استبعادها مؤقتاً أو إحالتها للمراجعة الطبية المتخصصة لضمان سلامة الحاج وبقية أفراد البعثة.
وقالت الهيئة في بيانها:حرصاً على سلامة حجاج الإمارات وضمان أدائهم المناسك في أجواء صحية وآمنة، سنواصل بالتعاون مع الجهات الصحية تطبيق أعلى معايير الفحص والتدقيق قبل وأثناء رحلة الحج، بما يتماشى مع الاشتراطات المعتمدة من وزارة الصحة السعودية ومنظمة الصحة العالمية”.
كما أكدت أن التزام الحجاج بالإرشادات الصحية والسلوكية يُعد عاملاً أساسياً في إنجاح موسم الحج، داعية الجميع إلى الاستماع لتوجيهات الفرق الطبية والإدارية المرافقة للبعثة، خاصة فيما يتعلق بطرق الوقاية من العدوى وأهمية النظافة الشخصية واستخدام الكمامات في أماكن الازدحام.
توعية شاملة وإرشاد مستمر
وأشارت الهيئة إلى أنها بدأت منذ الآن إعداد برامج توعوية متكاملة تشمل محاضرات وورش عمل ودورات تثقيفية للحجاج قبل سفرهم، تُغطي الجوانب الصحية والشرعية والتنظيمية، إضافة إلى نشر مواد مرئية وصوتية توعوية عبر المنصات الرقميةووسائل الإعلام المختلفة.
وتستهدف هذه الجهود، بحسب الهيئة، رفع الوعي الصحي والروحي لدى الحجاج وتمكينهم من أداء الفريضة بيسر وسهولة، بما يعكس الصورة الحضارية لحجاج دولة الإمارات ويعزز القيم الإنسانية التي تمثلها الدولة في كل المحافل الدولية.

تنسيق مستمر مع الجهات السعودية
وأكدت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة أنها على تواصل دائم مع الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية لتنسيق الإجراءات الخاصة بإسكان وتنقلات الحجاج، وضمان توفير الخدمات الصحية والطبية والإدارية في مقار البعثة الرسمية، مشيدة بالدعم الكبير الذي تقدمه حكومة المملكة لجميع ضيوف الرحمن سنوياً.
وختمت الهيئة بيانها بالتأكيد على أن الاستعداد المبكر والتخطيط الدقيق يمثلان الركيزة الأساسية لنجاح بعثة الحج الإماراتية كل عام، مضيفة أن سلامة الحجاج وكرامتهم وصحتهم ستظل على رأس أولويات الدولة وقيادتها، التزاماً بالنهج الإنساني الذي يضع الإنسان أولاً في جميع السياسات والمبادرات.
