الإمارات – السابعة الإخبارية
في خطوة جديدة تؤكد ريادة دولة الإمارات في بناء منظومة إعلامية مسؤولة وآمنة، أطلق مجلس الإمارات للإعلام منصة رقمية متطورة تحمل اسم “آمن”، تهدف إلى تمكين أفراد المجتمع من الإبلاغ عن أي محتوى إعلامي أو رقمي يُعد غير آمن أو مخالفاً للمعايير المهنية والقيم الأخلاقية المتعارف عليها في الدولة.
وتأتي هذه المبادرة في إطار رؤية الإمارات الرامية إلى تعزيز المشاركة المجتمعية في حماية الفضاء الإعلامي، وضمان بيئة رقمية راقية تحترم القيم والعادات الوطنية وتواكب تطلعات المجتمع.

إعلام وطني مسؤول يعكس وعي المجتمع
تُجسد منصة “آمن” توجّه الدولة نحو بناء إعلام وطني مسؤول يقوم على الشفافية والمصداقية، ويعكس وعي أفراد المجتمع بما يُتداول عبر وسائل الإعلام التقليدية والرقمية. فالمبادرة لا تقتصر على الرقابة فقط، بل تمثل جسراً للتفاعل الإيجابي بين الجمهور والمؤسسات الإعلامية، بحيث يصبح كل فرد شريكاً في صون الخطاب الإعلامي من أي انحراف أو تضليل.
ويؤكد القائمون على المنصة أن الهدف الأساسي منها هو رفع جودة المحتوى الإعلامي، وضمان أن تبقى الرسائل الإعلامية الصادرة داخل الدولة متوافقة مع القيم الوطنية والإنسانية، ما يعزز الثقة بين الجمهور ووسائل الإعلام المحلية.
قناة تواصل مباشرة لرصد المخالفات
توفر منصة “آمن” قناة تواصل إلكترونية تتيح لأي مستخدم في الدولة الإبلاغ بسهولة عن أي محتوى يُعتبر مضللاً أو مسيئاً أو مخالفاً للمعايير المهنية، سواء كان منشوراً في وسيلة إعلامية أو على منصة تواصل اجتماعي أو موقع إلكتروني.
ويتم ذلك عبر واجهة رقمية مبسطة يمكن الوصول إليها من خلال الموقع الرسمي: www.amen.ae، حيث تُتيح المنصة للمستخدمين رفع البلاغات مع توضيح نوع المخالفة أو طبيعتها، ليتم التعامل معها وفق الإجراءات المعتمدة من قبل مجلس الإمارات للإعلام.
وتهدف هذه الخطوة إلى تحفيز المجتمع على المبادرة والمشاركة، بحيث لا يبقى المواطن والمقيم مجرد متلقٍ للمحتوى، بل يصبح مراقباً وفاعلاً في عملية حماية الفضاء الإعلامي وصون سمعته.
الميسري: خطوة نوعية لحماية القيم والهوية
ووصف محمد الميسري، المستشار القانوني للمنصة، إطلاق “آمن” بأنه نقلة نوعية في مسيرة تطوير الإعلام الإماراتي، مشيراً إلى أن تخصيص منصة مجتمعية للإبلاغ عن المحتوى غير الآمن أو المسيء يمثل تحولاً حقيقياً نحو بناء إعلام راقٍ في رسالته وهادف في مضمونه.
وقال الميسري: “إن منصة آمن جاءت لتكون صوت المجتمع في مواجهة المحتوى الهابط أو المسيء لديننا وهويتنا وقيمنا. إنها مبادرة وطنية طال انتظارها، تتيح لكل فرد أن يسهم في حماية صورة دولتنا والحفاظ على معاييرها الأخلاقية والإعلامية.”
وأضاف أن هذه المبادرة تعكس إيمان الإمارات العميق بأهمية الشراكة المجتمعية في ضبط المشهد الإعلامي، مؤكداً أن الدولة لا تكتفي بوضع القوانين والأنظمة، بل تعمل على إشراك المجتمع نفسه في الرقابة والتوجيه والتصحيح.

مسؤولية مشتركة لبناء فضاء رقمي نظيف
من جانبه، شدد الميسري على أن حماية الفضاء الإعلامي مسؤولية أخلاقية ودينية ومجتمعية تقع على عاتق الجميع، وليس فقط الجهات الرسمية.
وقال: “علينا أن نكون شركاء حقيقيين مع مجلس الإمارات للإعلام في مواجهة الظواهر السلبية والمحتوى الهابط، حتى نضمن لأبنائنا فضاءً رقمياً آمناً يعكس قيمنا الأصيلة وثقافتنا الوطنية.”
وأشار إلى أن المنصة تمثل أداة حضارية لإشراك الجمهور في مكافحة الأخبار الكاذبة والإشاعات والمحتويات المسيئة، بما يسهم في تعزيز المناعة المجتمعية ضد التأثيرات السلبية.
رؤية وطنية لمستقبل إعلامي آمن
ويأتي إطلاق منصة “آمن” ضمن سلسلة من المبادرات الوطنية التي تهدف إلى تطوير البنية الإعلامية في الدولة، وتحديث التشريعات والأنظمة بما يواكب التطور الرقمي المتسارع.
ففي ظل الانفتاح الإعلامي العالمي وسرعة تداول المعلومات عبر المنصات الرقمية، بات من الضروري وجود أدوات تفاعلية تُمكّن الأفراد من حماية أنفسهم ومجتمعهم من المحتوى الضار أو المضلل.
وتعمل المنصة وفق آلية دقيقة تضمن سرية المعلومات وسلامة الإجراءات، إذ يتم مراجعة البلاغات وتحليلها من قبل فرق مختصة، قبل اتخاذ أي إجراء قانوني أو تنظيمي بشأنها، بما يحافظ على توازن دقيق بين حرية التعبير وحماية المصلحة العامة.
إمارات الريادة والمسؤولية الرقمية
من خلال إطلاق “آمن”، تؤكد الإمارات مرة أخرى ريادتها في تبني الحلول الرقمية المبتكرة التي تعزز جودة الحياة الرقمية وتدعم استقرار المجتمع.
فالمنصة ليست مجرد أداة تقنية، بل هي تجسيد عملي لقيم المشاركة والوعي والمسؤولية، وترسيخ لمبدأ أن حماية الفضاء الإعلامي مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع.
وبذلك، تمضي الإمارات بثبات نحو بناء إعلام وطني حديث وآمن، يتفاعل مع التحولات الرقمية دون أن يتنازل عن ثوابته وقيمه الراسخة، ويجعل من “آمن” نموذجاً يُحتذى به في المنطقة والعالم لضمان إعلام يوازن بين الحرية والمسؤولية، وبين الانفتاح والالتزام بالقيم الإنسانية والوطنية.

