لبنان – السابعة الإخبارية
تعيش الساحة الفنية والإعلامية في لبنان والعالم العربي حالة من الترقب بعد التطورات الأخيرة في القضايا القضائية العالقة للفنان اللبناني فضل شاكر، إذ أوصت الهيئة الاتهامية في لبنان بإسقاط عدد من التهم الموجهة إليه، في خطوة وُصفت بأنها تمهيد واضح نحو البراءة الكاملة بعد سنوات طويلة من الجدل والملاحقة القانونية.
مراجعة قانونية شاملة
وبحسب مصادر قضائية لبنانية، فإن الهيئة الاتهامية عقدت خلال الأشهر الماضية سلسلة من الجلسات المطولة خصصتها لدراسة الملفات القضائية المرتبطة بالفنان فضل شاكر، والتي تعود إلى السنوات التي أعقبت أحداث مدينة صيدا عام 2013، حيث واجه اتهامات متنوعة تتعلق بالإساءة إلى دولة شقيقة، وتمويل جماعات مسلحة، والمشاركة في نشاطات غير مشروعة.
وخلصت الهيئة، بعد مراجعة دقيقة لتفاصيل الملفات والأدلة المرفقة، إلى إسقاط تهمتين رئيسيتين عن الفنان، وهما: الإساءة إلى دولة شقيقة، وتبييض الأموال وتمويل جماعات إرهابية. ويُعد هذا القرار تحولاً بارزاً في مسار قضيته التي أثارت اهتماماً إعلامياً واسعاً داخل لبنان وخارجه.

انهيار الأسس القانونية للاتهامات
وأوضحت المعلومات أن الهيئة الاتهامية استندت في قرارها إلى غياب الأسس القانونية الكافية لمتابعة الملاحقة القضائية، خصوصاً أن بعض الوقائع التي بُنيت عليها الاتهامات فقدت ركائزها السياسية والقانونية مع مرور الوقت.
ففي ما يتعلق بتهمة الإساءة إلى دولة شقيقة، أشارت المداولات إلى أن التطورات السياسية التي شهدتها تلك الدولة خلال السنوات الأخيرة أسقطت الخلفية القانونية التي استند إليها الادعاء في السابق، ما جعل استمرار التهمة غير مبرر قانونياً.
أما بالنسبة لتهمة تمويل جماعات إرهابية، فقد توصلت التحقيقات، وفق المصادر، إلى أن الأدلة المتوافرة غير كافية لإثبات أي علاقة مالية أو تعاملات غير مشروعة للفنان شاكر مع تلك الجماعات. كما لم تُثبت التقارير وجود أي تحويلات مالية أو نشاطات مصرفية تدعم هذه الاتهامات.
خطوة نحو إنهاء عقد من الجدل
ويُتوقع أن تسهم هذه التطورات في رسم ملامح جديدة لمستقبل فضل شاكر القانوني والفني، إذ من المنتظر أن يصدر حكم نهائي خلال الأشهر المقبلة قد يُنهي مسيرة طويلة من الملاحقة التي حدّت من حريته وأوقفت نشاطه الفني لسنوات.
ويعتبر كثير من المراقبين أن هذا التطور قد يفتح الباب أمام الفنان للعودة إلى جمهوره وأعماله الفنية، بعد أن عاش ما يقرب من عقد كامل في عزلة بين السجن والملاحقات والمداولات القضائية، وسط جدل واسع حول ماضيه ومواقفه السياسية السابقة.
رسالة فنية من الابن إلى الأب
بالتزامن مع هذه التطورات، أطلق الفنان محمد فضل شاكر، نجل النجم اللبناني، عملاً غنائياً جديداً بعنوان “إلى أبي”، وهي أغنية مؤثرة مهداة إلى والده، تعبّر عن مشاعر الدعم والمساندة له في هذه المرحلة الحساسة من حياته.
ويُتوقع أن تلامس الأغنية وجدان الجمهور، خاصة أنها تأتي في لحظة تشهد تحولات قانونية إيجابية في مسيرة فضل شاكر، الذي طالما عبّر عن رغبته في التوبة والعودة إلى الفن باعتباره مساحة للتعبير عن السلام والمحبة.
وأكد مقربون من العائلة أن محمد فضل شاكر أراد من خلال هذه الأغنية توجيه رسالة إنسانية مفادها أن والده يستحق فرصة جديدة، وأن الفن هو السبيل الأجمل لاستعادة الثقة بين الفنان وجمهوره.

أغنية جديدة وتفاؤل بالمستقبل
وفي سياق متصل، تداولت وسائل إعلام لبنانية أنباء عن استعداد فضل شاكر لإطلاق أغنية جديدة بعنوان “قمري” خلال الأيام المقبلة، وهي من الأعمال التي قام بتسجيلها قبل تسليمه نفسه إلى استخبارات الجيش اللبناني مطلع الشهر الجاري، في خطوة وُصفت بأنها إشارة إلى حسن النية واستعداده للعودة إلى حياته الطبيعية كفنان بعيداً عن أي تجاذبات سياسية.
ويقول مقربون منه إن شاكر يعيش اليوم حالة من التفاؤل والهدوء، بعد سنوات من القلق، وينتظر صدور القرار القضائي النهائي الذي قد يُنهي فصلاً طويلاً من حياته ويعيده إلى الساحة الفنية من جديد.
فضل شاكر بين الماضي والفرصة الجديدة
ويُذكر أن فضل شاكر، الذي كان يُعدّ في مطلع الألفية واحداً من أبرز الأصوات الرومانسية في العالم العربي، انسحب من الساحة الفنية عام 2012 في ظروف مثيرة للجدل، قبل أن تتطور الأحداث لتصل إلى اتهامات أمنية لاحقة. ومع مرور الوقت، بدأ شاكر يُظهر ميلاً واضحاً للمراجعة والاعتذار والعودة إلى الفن، معتبرًا أن الغناء هو طريقه الحقيقي للتعبير عن ذاته.
ويؤكد مراقبون أن التطورات الأخيرة تُعد فرصة حقيقية لإعادة بناء الثقة بين شاكر وجمهوره، خصوصاً أن الفنان لم يتوقف خلال السنوات الماضية عن التأكيد على ندمه واستعداده للبدء من جديد، بعيداً عن أي انقسامات أو مواقف متشددة.
خاتمة: نحو براءة منتظرة
مع إسقاط التهمتين الرئيسيتين عنه، يبدو أن فضل شاكر يقف اليوم على بُعد خطوة واحدة من البراءة الكاملة، في انتظار ما ستسفر عنه الأحكام النهائية التي قد تُعيد إليه حريته الفنية الكاملة وتفتح له أبواب العودة إلى الساحة التي أحبها منذ بداياته.
وبين انتظار القرار القضائي واستعداداته الفنية الجديدة، يعيش شاكر مرحلة مفصلية في حياته، قد تُعيد إليه ما فقده من جمهور وثقة، وتمنحه فرصة نادرة لكتابة فصل جديد من السلام الفني.

