لندن – السابعة الإخبارية
كيم كارداشيان.. في مفاجأة غير متوقعة لجمهورها حول العالم، أعلنت نجمة تلفزيون الواقع وسيدة الأعمال الأمريكية كيم كارداشيان رغبتها الجدية في اعتزال عالم الشهرة والابتعاد عن الأضواء تدريجياً، بهدف التفرغ الكامل لمهنة المحاماة، في خطوة وُصفت بأنها الأجرأ في مسيرتها الشخصية والمهنية.
وخلال مقابلة تلفزيونية على برنامج “ذا غراهام نورتون شو” الذي عُرض مساء الجمعة في لندن، كشفت كيم، البالغة من العمر 45 عاماً، عن نيتها خوض مرحلة جديدة من حياتها المهنية تختلف جذرياً عن أسلوب الحياة الذي ارتبط باسمها لأكثر من عقدين، مؤكدة أنها مستعدة لـ “التخلي عن كونها كيم كارداشيان” من أجل تحقيق حلمها القانوني.

من نجمة تلفزيون الواقع إلى قاعات المحاكم
قالت كيم كارداشيان خلال اللقاء إنها خضعت لاختبار BAR (امتحان مزاولة مهنة المحاماة في الولايات المتحدة) في يوليو (تموز) الماضي، مشيرة إلى أنها تنتظر إعلان النتائج خلال أسبوعين فقط، الأمر الذي يجعلها على أعتاب التحول من نجمة إعلامية إلى محامية معتمدة رسمياً.
وأضافت: “آمل أن أبدأ ممارسة المحاماة قريباً. ربما خلال عشر سنوات لن أكون (كيم كيه) التي يعرفها الناس، بل محامية تقف داخل قاعات المحاكم، وهذا ما أريده فعلاً.”
وجاءت تصريحاتها خلال زيارتها للعاصمة البريطانية لحضور العرض الأول لفيلمها الجديد All’s Fair، لكن بدا واضحاً أن ما جذب اهتمام الجمهور لم يكن الفيلم بقدر ما كان الإعلان المفاجئ عن نيتها ترك الأضواء.
رحلة شاقة نحو اللقب القانوني
لم تكن هذه المرة الأولى التي تفصح فيها كيم عن شغفها بدراسة القانون، إذ سبق أن تحدثت في عام 2023 خلال قمة TIME100 عن رغبتها في أن تصبح محامية بدوام كامل، مؤكدة أن تجربتها الدراسية في المجال القانوني “فتحت عينيها على أشياء كثيرة، وجعلتها تعيد التفكير في مسارها المهني وحياتها الشخصية.”
وبدأت كيم رحلتها في دراسة القانون عام 2019، متأثرة بوالدها الراحل روبرت كارداشيان، أحد أشهر المحامين الأمريكيين، الذي اشتهر بدفاعه عن صديقه نجم كرة القدم الأمريكية O.J. Simpson في قضية القتل الشهيرة خلال تسعينيات القرن الماضي.
وعلى الرغم من انتمائها لعالم مختلف تماماً عن القانون، أظهرت كيم إصراراً لافتاً على تحقيق حلمها، إذ فشلت ثلاث مرات في اجتياز اختبار baby BAR، وهو اختبار أولي للطلبة القانونيين غير المسجلين في الجامعات التقليدية، لكنها نجحت في محاولتها الرابعة في ديسمبر (كانون الأول) 2021، معلنة حينها أن “الفشل لم يكن نهاية الطريق، بل دافعاً للاستمرار”.
ردود فعل متباينة: احترام وطموح
أثار إعلان كيم الأخير عاصفة من التفاعلات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انقسم الجمهور بين مشجعٍ ومندهشٍ من قرارها الجريء. فقد كتب أحد المغردين على منصة “إكس”: “كيم كيه كمحامية؟ فكرة مجنونة لكنها تستحق الاحترام!”، بينما علّق آخر قائلاً: “هذه الخطوة تنقلها من أيقونة ثقافة البوب إلى قوة قانونية حقيقية داخل المحكمة.”
ويرى كثير من المتابعين أن ما تقوم به كيم اليوم ليس مجرد تحول مهني، بل محاولة لإعادة تعريف صورتها العامة، والانتقال من كونها شخصية مثيرة للجدل إلى نموذج للمرأة القوية التي تسعى إلى العدالة والإصلاح الاجتماعي.

قضية إنسانية وراء الطموح
منذ بدء دراستها للقانون، أظهرت كيم اهتماماً ملحوظاً بقضايا العدالة الاجتماعية وحقوق السجناء. فقد شاركت في عدة حملات تطالب بالعفو عن سجناء محكومين ظلماً، وساهمت في إطلاق سراح أكثر من 20 سجيناً خلال السنوات الأخيرة بالتعاون مع فريق من المحامين المتطوعين.
وأكدت في أكثر من مناسبة أن هذا العمل الإنساني هو ما ألهمها لمتابعة دراسة القانون، مشيرة إلى أنها تريد أن تستخدم شهرتها “في خدمة العدالة وليس فقط في صناعة الترفيه.”
الصحة أولاً: تحدٍ شخصي جديد
وخلال ظهورها في العرض الأول للموسم الجديد من مسلسل “عائلة كارداشيان”، كشفت كيم عن اكتشاف تمدد صغير في دماغها، ما أثار قلق جمهورها ودفعها إلى إعادة التفكير في نمط حياتها المليء بالضغوط. وقالت حينها إنها قررت التركيز على صحتها النفسية والجسدية، مؤكدة أن “الشهرة لا تساوي شيئاً إن فقدت المرء سلامه الداخلي.”
ويرى متابعون أن هذا الحدث الصحي ربما كان أحد العوامل التي دفعتها إلى اتخاذ قرارها الأخير بالبحث عن مسار أكثر هدوءاً واستقراراً، بعيداً عن الأضواء الصاخبة.
إرث الأب ومسار الابنة
تقول كيم إنها تشعر بأن “دراسة القانون جزء من إرث والدها”، وأنها تسعى لأن تكون امتداداً لإرثه المهني والإنساني، موضحة أن حلمها الأكبر هو الترافع في القضايا الإنسانية والدفاع عن الفئات المهمشة في المجتمع الأمريكي.
ورغم أن شهرتها منحتها مكانة عالمية في عالم الموضة والإعلام، إلا أن هذا القرار الأخير يعكس تحولاً فكرياً عميقاً من السعي وراء الشهرة إلى البحث عن المعنى والتأثير الحقيقي.
بين الماضي والمستقبل
بين النجومية الطاغية التي عرفها العالم لعقود، والطموح الجديد الذي تسعى كيم لتحقيقه في قاعات المحاكم، تبدو نجمة تلفزيون الواقع اليوم على أعتاب أكبر تحول في حياتها.
فقد تكون السنوات القادمة كفيلة بتحويل “كيم كارداشيان” من أيقونة بصرية على السجادة الحمراء إلى محامية تُدافع عن العدالة في قاعات القضاء، لتكتب فصلاً جديداً في قصة امرأة بدأت شهرتها من الشاشة، لكنها وجدت ذاتها الحقيقية في القانون.

