مدريد – السابعة الإخبارية
لامين يامال.. قبل ساعات من انطلاق كلاسيكو الأرض بين برشلونة وريال مدريد على ملعب سانتياجو برنابيو، خطف النجم الشاب لامين يامال الأضواء من الجميع، بعدما نشر مقطعاً مؤثراً على حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي، وجّه من خلاله رسائل قوية عن الإصرار والطموح والهوية، في خطوة رآها كثيرون محاولة لإشعال الحماس قبل المواجهة المرتقبة.
من الحي الشعبي إلى قمة المجد
في الفيديو القصير الذي لم تتجاوز مدته دقيقة، ظهر لامين يامال – صاحب القميص رقم 10 في برشلونة – وهو يتحدث بصدق عن بداياته في حي ماتارو بكتالونيا، حيث ترعرع وسط بيئة بسيطة شكلت شخصيته المقاتلة داخل وخارج المستطيل الأخضر.
وقال النجم الشاب:”اللاعب الذي خرج من الحي الشعبي لا ينافس من أجل الشهرة، بل من أجل المستقبل. الضغط الحقيقي ليس في الملعب، بل في عيون من لم يتوقفوا يوماً عن الإيمان به.”
ثم أضاف:”وعندما أسجل، لا أحتفل لنفسي، بل لأن هذا الهدف قد يغير كل شيء له، ولأهله، ولحيه. أما الخوف؟ لقد تركته في ماتارو منذ وقت طويل.”
كلمات بسيطة لكنها عميقة، لامست مشاعر الجماهير، خصوصاً في برشلونة، حيث يُنظر إلى يامال كرمز لجيل جديد يعيد الروح والهوية للنادي الكتالوني بعد سنوات من التحديات الاقتصادية والفنية.
⏳ El vídeo que ha subido Lamine Yamal en su Instagram a horas de El Clásico pic.twitter.com/V8ZUU1F0WM
— Mundo Deportivo (@mundodeportivo) October 25, 2025
رمزية الصورة: ذاكرة الانتصار وجرح الخصم
ولم يكتف يامال بالفيديو، بل نشر أيضاً صورة قديمة من كلاسيكو سابق، ظهر فيها يحتفل بقوة بعد فوز برشلونة على ريال مدريد بنتيجة 4-0 في البرنابيو، بينما تظهر خلفه جماهير النادي الملكي بملامح الغضب وخيبة الأمل.
هذه الصورة، التي وصفها كثيرون بأنها “رسالة نفسية ذكية”، بدت كأنها تذكير لريال مدريد بأن التاريخ القريب لا يزال في صالح برشلونة، الذي نجح في المواسم الأخيرة في تحقيق نتائج قوية في الكلاسيكو، رغم التغيرات الكبيرة في صفوف الفريقين.
ويرى مراقبون أن توقيت نشر الصورة لم يكن عشوائياً، بل جاء كمحاولة لبث الثقة في نفوس زملائه قبل المواجهة الحاسمة، وربما أيضاً كـ”استفزاز محسوب” يعكس شخصية اللاعب الجريئة، التي تجمع بين الحماس الشبابي والثقة بالنفس.
جدل التصريحات السابقة
تأتي هذه الرسائل بعد أيام من جدل واسع أثارته تصريحات يامال في برنامج “كينجز ليج”، حين قال مازحاً:”في مدريد يسرقون ويشتكون.”
التصريح أثار غضب جماهير ريال مدريد، واعتبره البعض تجاوزاً غير مقبول من لاعب في بدايات مسيرته، فيما رأى آخرون أنه جزء من روح التنافس التاريخي بين الناديين، التي لا تخلو من التصريحات النارية والردود المتبادلة قبل كل كلاسيكو.
ورغم الجدل، لم يعلّق برشلونة رسمياً على كلام يامال، بينما فضّل اللاعب الرد بطريقته الخاصة، عبر مقطع الفيديو الجديد الذي حمل رسائل أعمق وأرقى، تركز على الطموح والمثابرة بدلاً من التصعيد.

الكلاسيكو.. أكثر من مجرد مباراة
تُعد مواجهة الليلة على ملعب سانتياجو برنابيو واحدة من أكثر مباريات الموسم ترقباً في الدوري الإسباني، إذ يتصدر ريال مدريد جدول الترتيب بفارق نقطتين عن برشلونة حامل اللقب، ما يجعل اللقاء حاسماً في سباق الصدارة.
ويدخل برشلونة المباراة بمعنويات مرتفعة بعد سلسلة من الانتصارات في الموسم الحالي (2024-2025)، حيث لم يخسر أي مواجهة أمام الريال في آخر ثلاث مباريات، وهو ما يمنح الفريق الكتالوني دفعة معنوية كبيرة لمحاولة تقليص الفارق واستعادة الصدارة.
أما ريال مدريد، بقيادة النجم فينيسيوس جونيور والمخضرم جود بيلينغهام، فيسعى لتأكيد تفوقه هذا الموسم وتحقيق فوز يعيد له الهيمنة في الكلاسيكو، خصوصاً أمام جماهيره في العاصمة الإسبانية.
صراع الأجيال والرموز
الكلاسيكو هذه المرة لا يحمل فقط المنافسة على النقاط، بل يُجسد أيضاً صراع الأجيال بين لاعبي الخبرة والنجوم الصاعدين.
فبينما يعتمد ريال مدريد على مجموعة من المواهب الناضجة مثل بيلينغهام ورودريغو، يقف برشلونة خلف موهبة فذة لم تتجاوز الثامنة عشرة من عمرها، لكنها أصبحت بالفعل رمزاً للمستقبل الكتالوني.
لامين يامال، المولود عام 2007، يُعتبر أصغر لاعب يسجل في تاريخ برشلونة بدوري أبطال أوروبا، وأحد أبرز اكتشافات المدرب تشافي هرنانديز، الذي وصفه بأنه “لاعب يملك عقلية بطل رغم صغر سنه”.

الرسالة الأعمق
بعيداً عن المنافسة، حملت رسالة يامال بعداً إنسانياً مؤثراً، إذ تحدث عن الضغوط التي يعيشها الشباب في مجتمعاتهم، وعن أهمية الإيمان بالذات والعمل الجاد لتحقيق الأحلام.
كلماته تجاوزت حدود الرياضة، لتصل إلى ملايين المتابعين الذين رأوا فيه قدوة لجيل جديد يواجه التحديات بثقة دون خوف.
وفي وقت يستعد فيه الفريقان لملحمة كروية جديدة، يبدو أن لامين يامال – سواء سجل هدفاً أم لا – قد نجح بالفعل في الفوز بمعركة القلوب، قبل أن تُطلق صافرة البداية.
